وجه الرئيس العراقي صدام حسين مساء السبت إلى الشعب الكويتي عبر التلفزيون العراقي رسالة قرأها بالنيابة عنه وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف اعتذر فيها لأول مرة عن غزو القوات العراقية الكويت في اب/اغسطس 1990 وحمل فيها على قيادته وما اسماه "الاحتلال الاجنبي" في اشارة الى الوجود الاميركي في الكويت. وفي ما يلي نص الرسالة كما اوردتها وكالة الانباء العراقية الرسمية
&
&"بسم الله الرحمن الرحيم
&ايها الاخوة ابناء الشعب الكويتي السلام عليكم
&
&كلما امعن في السوء اليكم والى اخوانكم في العراق من اولئك الذين ابتليتم بهم وجاءتنا بكم او معكم اثار البلوى منهم شررا وحرائق مستمرة لم تنطفىء خلال الاعوام والسنين الماضية ونظنها سوف تستمر للزمن اللاحق الا اذا اذن رب العباد القادر العظيم بما يعتبر هينا على قدرته فيحل ما هو معقد ويلغي ما هو مؤذ ويضع الامور في نصابها بما يسر قلوب قوم مؤمنين.
&نقول كلما امعن السوء بالاذى ضد اخوانكم في العراق بمشاركة الاجنبي بمخططاته التدميرية وما اصابهم في حياتهم منه بما في ذلك الموت المستمر ليس الحصار فحسب وانما بكل ما اوتي الاجنبي المعتدي من قدرة تدميرية وجدنا من الواجب ان نوضح لكم ما ينبغي على طرفي الحال ونذكركم بما يقتضي تاركين لكم ولابناء امتنا وكل الخيرين في العالم ان يحاكموا بموجبها ما هو قديم بالاضافة الى ما يقع على شعب العراق في يومنا هذا وما يمتد به السوء الى المستقبل.
&فلقد وجدنا انا ورفاقي في القيادة تحت القول عسى ولعل لنتجنب في العراق ونجنب اخواننا في الكويت ونجنب اخواننا في الكويت التشويش وخلق الذرائع لايغال السيئين في سوئهم وفي ربط مصيرهم بصورة نهائية بالاجنبي ومخططاته بحيث يغدو الامل في انقاذ المعنيين من انفسهم الامارة بالسوء وانقاذ الاخرين من سوئهم شبه مستحيل ان لم يكن مستحيلا استحالة كاملة هو ومصيرهم الاظلم وعاقبة السوء بعد ان ظلموا انفسهم وغيرهم نقول وجدنا انفسنا نتريث في قول ما ينبغي حتى الان ودافعنا الاساس في ما نريد قوله هو ان ذكر الحقائق قد يعينكم على مزيد من الوضوح في تفسير المواقف والاحداث الان وباثر رجعي للاحداث والمواقف منذ الثاني من آب عام 1990 وكنا وما زلنا نعتمد دائما على ذكائكم ووعيكم وطيش الطاغوت وغباء الاغبياء في اظهار سوئهم مثلما هو من الذين ارتموا في احضانه بصورة مكشوفة وعلنية ومخزية لتعرفوا الحقيقة واضحة مثلما هي وتقفوا الموقف المنصف لكل وطني وقومي غيور ومؤمن بحب الله ويحبه ربه لتخفيف الاذى عليكم وعلى اخوانكم في العراق ولكن موقفنا هذا والمبادىء القومية المؤمنة التي اعتمدنا عليها في هذا الموقف وبالذات بعد مؤتمر بيروت وما التزمنا به من قراراته التي اعلن المسؤولون في الكويت انهم التزموا بها وخالفوها بعد حين فحسب قد اوهم من سد باب رحمة الله عنه بتصرفه وجحوده بان موقفنا هذا انما هو نتيجة ضعف وليس قرارا اردناه مستجيبين لدواعي ما ذكرنا ورغبة من كانت رغبته صادقة وامينة من العرب.
&ايها الاخوة
&لعلكم تذكرون اننا ما ان حقق الله النصر في القادسية الثانية المجيدة على من اجج تلك الحرب حتى فاتحنا المسؤولين في الكويت عن جاهزيتنا لنعطي كل الوقت اللازم لحل الامور العالقة بيننا ولشدة ما كانت دهشتنا كبيرة عندما واجهنا المسؤولون عندكم بعدم الاكتراث بدوتنا تلك ولم نكن في وقتها قد وصلنا الى تفسير مقنع لذلك الموقف الا عندما بدأت التمارين العسكرية المشتركة بلعبة حرب تشرين الاول من عام 1989 في الكويت باشراف الاميركان تلتها شهادة الجنرال نورمان شوارزسكوف امام الكونغرس الاميركي في شباط 1990 التي قال فيها نصا "ان هناك حاجة الى زيادة الوجود العسكري الاميركي في منطقة الخليج محذرا من قدرة العراق على ازعاج جيرانه" حسب زعمه في وقت لم يكن هناك ما يلوح في الافق غير بداية ملامح بسيطة للمؤامرة الاقتصادية على اخوانكم في العراق وحفر الابار النفطية بشكل مائل عند خط الدوريات الذي وضعته الجامعة العربية بحيث يؤثر هذا التصرف سلبيا على حقولنا النفطية في الجنوب ثم جاء بعده اعتبار المعونة المالية اليسيرة التي قدمها المسؤولون في الكويت في القادسية ديونا حية واجبة الدفع وتخفيض اسعار النفط الى 7 دولارات انذاك بعد ان اغرق المعنيون في الكويت السوق النفطية بانتاج خارج استحقاقهم المقرر من اوبك رغم كل التنبيهات التي اطلقت في حينها.
&لقد سار دفع المؤامرة تحت كل هذه العناوين والمسميات بصورة متسارعة وصار ما هو اظهر واخطر فيها التمارين العسكرية المشتركة التني اجريت تحت اشراف الجنرال شوارزسكوف الذي قاد بنفسه فيما بعد جيوش التحالف العدواني ضد عراقكم وبغدادكم بغداد العرب والمسلمين ولقد وقعت في ايدينا مصورة فيما بعد تلك الخطط والفعاليات العسكرية التي اعد لها الاميركان والمسؤولون في الكويت وعندها اصبح الدور الذي رسمه الاميركيون للكويت بالتخطيط المشترك مع حكامها واضحا فتسارعت الاحداث وما رافقها من خطر داهم واستفزازات مستمرة لا تنبىء بامل حل الامور بالطرق السياسية وتحت حساسية واهمية الدفاع عن النفس وحماية كل ما هو عزيز وقعت احداث الثاني من اب (اغسطس) عام 1990.
&لقد ظلمتكم وظلمتنا ظروف تسارع الاحداث وعدم اتاحة الفرصة لكم لتعرفوا ما عرفناه وما لم نعرفه في حينه فلم تتبينوا وزاد الطين بلة من اساء الينا قبل ان تكون الاساءة واقعة عليكم ممن كانت طويته ونيته على خط واحد ومشترك مع الذين كانوا يعدون لصفحة الغدر والخيانة التي وقعت علينا في العراق كواحدة من صفحات العدوان على العراق بتخطيط من الاميركان وتعاون من تعاون معهم يردف ذلك من اساء تحت ضغط عوامل غير اصيلة وقلة وعي منه فوقفتم الموقف الذي نحن اسفون على كل ما وقع عليكم بسببه وصار سببا لدفعكم لان تقفوا الموقف وتتصوروا ما تضررتموه حتى اختلطت لديكم ولدى غيركم الالوان والدوافع وتداخلت الصفوف.
&ابها الاخوة
&اننا نقول قولنا هذا ليس ضعفا او تكتيكا لغاية غير مشروعة بل لتوضيح الحقائق وفق ما نرى ومثلما لكم اجتهادكم الذي نحترمه ولا نزعل منه حتى لو اصابنا منه اذى فاننا نقول اجتهادنا هذا على وفق دوافعه المشروعة ايضا .. ان تصوركم واجتهادكم حتى لو لم يهتد الى الصواب كما ينبغي في السابق فاننا واثقون من انكم ستهتدون اليه الان او في المستقبل والاساس الذي يغضبنا فقط ونعتقد انه يغضبكم ايضا هو الموقف والعمل الذي يغضب الله او يقع موقع خدمة الاجنبي ويكون ضمن خططه وهو الذي يتربص بامتنا ومنها نحن وانتم ولا يضمر لنا ولكم ولامتنا الا السوء والاذى.
&وعلى هذا الاساس فاننا نعتذر الى الله عن اي فعل يغضبه سبحانه وان كان قد وقع في الماضي مما لا نعرف به ويحسب على مسؤوليتنا ونعتذر لكم على هذا الاساس ايضا.
&ايها الاخوة
&ان ما نتمناه هو مثلما نعمل عليه لاخوانكم في العراق وهو ان تعيشوا احرارا لا يسيطر اجنبي على مصيركم وارادتكم وقراركم وثروتكم وحاضركم ومستقبلكم وان تجتهدوا احرارا مؤمنين بما يخدم شعبكم وامتكم وليس احتواءكم بالباطل او احتلالكم بالقوة الغاشمة.
&انكم تعرفون ان عراقكم غني بمبادئه وتاريخه وقيمه وايمانه وانسانه ومع غناه هذا الذي يسبق اي شيء مادي ليعتد به وفق معاني وقيم العرب المؤمنين فانه غني بثروته المادية والاقتصادية ايضا واذا كان النفط هو اساس الثروة وما يملك اصحابها في الكويت فان النفط ليس الا جزءا من الثروة في بلدكم العراق واذا نضب النفط عندكم او تحول الناس عنه كمصدر اساسي من مصادر الطاقة فان عناصر الثروة في العراق ذات طابع مستديم باذن الله.
&اما ضعف حال الاقتدار في شعب صغير عندما ينعزل عن امته فقد جربتموه في الكويت وجربه غيركم بعد ان عزل المسؤولون في بلادكم الشعب عن امته حتى صارت الثروة بما فيها الثروة الشخصية للمسؤولين المودعة في البنوك الاجنبية تحت سيطرة الاجنبي بل ما هو امر واكثر خطورة هو ان الاجنبي مثلما ترون يحتل بلادكم احتلالا عسكريا مباشرا وانكم تعرفون ان الاجنبي عندما يحتل البلاد لا يدنس تراب الوطن فحسب وانما يدنس الروح والدين والعقول ويمسخ النفوس الا نفس من يحمل السلاح ويقاومه فتحية منا ومن شعب العراق لاولئك الفتية المؤمنين الذين يحملون على الاجنبي المحتل بالسلاح او تنظر اليه نفوس من يؤمنون بانه عار يقتضي تطهير الارض والشعب منه بالنار والوسائل الاخرى.
&تحية لاولئك الميامين الابرار الاحياء منهم والشهداء لانهم رفعوا بيرق الحق بوجه الباطل والعار وابعدوا ما يمكن ان يوجه اليكم من تهمة عار لو قبلتم بالاحتلال بعد ان اراده حكامكم بل خفف عنا وعن غيرنا من العرب الغيارى ثقل المسؤولية تجاه الاحتلال الاجنبي للكويت وهي جزء من الوطن العربي الكبير.
&ايها الاخوة
&قد يقول قائل منكم ان احتلال الكويت ما كان ليحصل لولا دخول جيش العراق الى الكويت وخروجه منها.
&ونود ان نذكركم بان الاميركان كانوا في الكويت يعدون التمارين العدوانية على العراق قبل دخول جيش العراق اليها وان نفس الاهداف التي يعلن الاميركان عنها ويضمرون القسم الاساس منها وهو نهب ثروتكم وتحويلكم الى عاملين تحت اشرافهم فحسب وتحويل المسؤولين عندكم الى مدراء محليين لشركة اميركية لانتاج البترول وتحديد كميته واسعاره ولمن يباع من قبل مدير الشركة الاصلي الاميركي في واشنطن او نيويورك وان ما يخططون له انما هو لكل دول الخليج العربي ومنها العراق واذا كان دخول جيش العراق سببا لهذا بالنسبة للكويت فما هو السبب الذي يجعلهم ينشرون جيوشهم الان في منطقة الخليج العربي بما يشبه الاحتلال من الناحية الواقعية ويسعون خابوا وخسئوا لاحتلال العراق؟
&ان اساس المؤامرة على العراق بما في ذلك العدوان عليه عام 1991 واستمرار العدوان حتى الان انما هو لانهم يدركون ان القيادة في العراق وشعبكم وجيشكم في العراق لا يقفون مكتوفي الايدي امام احتلال اجنبي لاي ارض عربية ومنها الكويت واحتلال الصهيونية لفلسطين العربية ولو كانوا صادقين بانهم جاؤوا ليحرروا الكويت من جيش العراق مثلما اعلنوا لانسحبوا من الكويت وقالوا انهم سيعودون للدفاع عنها لو حاول العراق دخولها مرة اخرى ولكنهم احتلوا الكويت ونشروا جيوشهم في دول خليجية اخرى وزادوا ذلك ومعه نفوذهم فيها مع الزمن ويحاولون خسئوا احتلال العراق الان.
&اننا لا نشك بوعيكم ايها الاخوة ولكن واجبنا يدفعنا لنقول هذا القول الصريح لكم ومع انه ليس كل ما نرغب في ان نقوله فانه مناسب وفق ما راينا لان نقوله لكم الان بعد ان اطلعتم على الكثير من نوايا المسؤولين في الكويت ونوايا الاجنبي المحتل اما مناسبة توقيت هذا القول فهو الحديث العلني للمسؤولين في الكويت وتخطيطهم يدا بيد مع جيوش الاجنبي لايذاء العراق وتسهيل دخول جيوش الاجنبي اليه محتلا خسئوا وخاب ما يفعلون مثلما احتل الكويت ولان الطائرات الاميركية والبريطانية استمرت تغير من اراضي الكويت وعبر اجوائها على ممتلكات العراقيين وتدمرها وتزهق ارواحهم وكأن الاثني عشر عاما التي سبقت مؤتمر بيروت وقرارات العرب فيه والتي تنصل المسؤولون في الكويت منها لم تشف غليل حقدهم بل ذهب بهم التجاسر لارضاء اسيادهم وحماية خيانتهم بخيانة اخرى للعملاء الذين يحملون الجنسية العراقية او يدعون بانهم يحملونها وشرف المعاني لموجباتها بريء منهم فصاروا يصرحون علنا انهم يلتقون معهم وفي الوقت الذي يصرح اولئك العملاء باسباب اللقاء وما جرى الاتفاق عليه مع المسؤولين في الكويت وان المسؤولين سيبعثون من يمثلهم ليحضر مؤتمر الخيانة والتآمر الخائب على العراق في لندن يصرح المسؤولون في الكويت انهم يلتقون معهم للتشاور فاي تشاور هذا غير التآمر على العراق والتدخل في شؤونه الداخلية باشراف الاجنبي؟
&فهل تتابعون هذا ايها الاخوة؟ وهل ما زال يحجب عنكم التفسير الصحيح لما سبق الثاني من آب وما اعقبه وما اصاب العراق من اذى ودوافعه؟ ثم الا يحق لاي من العراقيين او اي من الشعب في الكويت ان يقول طالما التأم العملاء على بعضهم تحت ارادة وتوجيه الاجنبي لايذاء العراق والامة فلماذا لا يلتئم المؤمنون والمخلصون والمجاهدون في الكويت مع اقرانهم في العراق تحت خيمة بارئهم بدلا من خيمة لندن او واشنطن ورديفهما الكيان الصهيوني ويبحثوا امرهم وفي المقدمة من هذا الجهاد ضد جيوش الكفر المحتلة لغسل العار الذي يصيب الامة والاذى الذي يصيب الشعب في الكويت اوفي العراق؟
&واذا سأل المسؤولون الكويتيون او غيرهم لماذا؟ يقول لهم من يقول اننا نتشاور تشاور الاحرار ضد تشاور العبيد وتشاور المجاهدين مقابل تشاور العملاء وتشاور المؤمنين مقابل تشاور من خانوا ربهم بعد ان خانوا امتهم تشاور هذه صفته وليس تدخلا في الشؤون الداخلية لاحد.
&"اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم"
&والله اكبر الله اكبر وليخسأ الخاسئون"