موسى حوامدة&
&
بعد ان عادت السلطات المصرية وافرجت عن عدد الاداب الاخير الذي كرس للرقابة في مصر ابتداء من السينما والكتب والانترنت مرورا بكل الازمات التي احدثها الرقيب المصري منذ ضجة وليمة لاعشاب البحر الى ازمة الروايات الثلاث الى سجن شهدي نجيب سرور الى كل ما جرى في مصر في السنوات الاخيرة من ملاحقة قضائية وامنية لكل الكتاب والمبدعين& ,نقول : بعد ان غضت الرقابة المصرية النظر عن الاداب نتيجة الاحتجاجات والادانات المتواصلة التي بدأها سماح ادريس رئيس تحرير الاداب لم يأبه الرقيب في الاردن والكويت لكل تلك الاحتجاجات وتمت مصادرة المجلة التي تعاني اصلا من ازمة مالية بسبب سوء التوزيع .
لن اتحدث عن الكويت وسبب مصادرة الاداب لكنني اتصلت بمدير وكالة التوزيع الاردنية واستفسرت منه عن سبب المنع فاجابني انه لا يعرف وان دائرة المطبوعات تكتفي بارسال قرار المنع او المصادرة دون ان تذكر الاسباب واعلمني عصام البنا مدير التوزيع في الوكالة ان الدائرة تتساهل في الكتب السياسية ولا تمنع شيئا
واذكر تاكيدا على كلام البنا ان الدائرة سمحت بتوزيع القدس العربي قبل اكثر من سنة عندما وضعت مانشيتا يقول ان الملك حسين طلب تدخل اسرائيل في حرب ايلول خشية دخول سوريا الحرب الى جانب منظمة التحرير الفلسطينية .
&فاذا كانت الرقابة في الاردن تسمح بدخول مثل هذا& الخبر& وغيره ممن كان يتناول الملك حسين نفسه وعلاقته مع اسرائيل وعن دوره في حرب ال67 وال73كما نشرته محطة الشرق الاوسط ونشر في عدة صحف عربية وزعت في عمان , فحري بهذه الدائرة الا تمنع مجلة الاداب .
&ورغم ان بيني وبين دائرة المطبوعات ما صنع الحداد والخباز& منذ صادرت -شجري اعلى- في شهر اذار عام 2000رغم انها كانت قد اجازته كاملا كما اقرت محكمة بداية جزاء عمان وانصفتني لكن الدائرة لم تتراجع عن قرارها حتى الان ولم تقتنع بحكم المحكمة فطلبت الاستئناف رغم اسقاط الدعوى من& قبل المحكمة الشرعية بعد خمس محاكمات ولم تابه الدائرة حتى لحكم المحكمة ولم تسمح بتوزيع الكتاب وتفك اسره حتى اليوم
اقول رغم كل ما بيني وبينهم وهو ليس امرا شخصيا على اية حال اشعر بالاسى لمنع الاداب واشعر بالحزن لان الرقيب العربي ما زال يتوهم انه قادر على حجب الشمس وليس منع الصحف والمجلات والمعرفة وهو يتصرف يعقلية عرفية تؤكد اختلاف العرب في كل شيء الا في المنع والقمع واحتقار حرية الراي والتعبير رغم كل ما يقال من دعاوى سخيفة وساذجة .
ان منع& الاداب جاء بسبب مقال لاستاذ جامعي يحلل فيه ظاهرة العنف لدى رجال الامن نتيجة سحق مظاهرات الاحتجاج على جرائم اسرائيل الصيف الماضي والغريب والمستغرب والمضحك المبكي في آن واحد& ان دائرة المطبوعات سمحت بانتقاد الملك اعلى سلطة في البلد& في اكثر من مناسبة واجازت مرور الصحف والكتب السياسية ثم توقفت عند بعض الكتب الادبية والشعرية والمجلات الثقافية والفنية
وبالطبع فان مصادرة الاداب تندرج ضمن العقلية العرفية التي لا تؤمن بالحوار تلك العقلية الخائفة المرعوبة من مرور مقالة او كلمة او قصيدة ولو كانت الثقة موجودة لالغيت دائرة المطبوعات كليا ونهائيا.
لاندعو للافراج عن الاداب فقط بل يجب الغاء& دائرة المطبوعات نهائيا ليس من باب ثأر شخصي ولكن لانها لم تعد ضرورية على الاطلاق,& والكتاب او المجلة التي تمنع توزع اكثر وتعرف بشكل لم يحدث لو لم تكن هناك رقابة .