نيويورك (الامم المتحدة)- نقلت شبكة "سي ان ان" الاميركية عن مصادر دبلوماسية ان مجلس الامن الدولي قرر تسليم النص الكامل للاعلان العراق بشان برامجه العسكرية الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.&واشارت شبكة التلفزيون الاميركية الى ان القرار اتخذ بعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة على الرئيس الحالي لمجلس الامن الكولومبي الفونسو فالديفييزو من اجل الحصول على نسخة من الاعلان بالصيغة التي وضعها العراق.
وقد وصل التقرير مساء امس الاحد الى مقر الامم المتحدة.&ومع ذلك تتوقع الاوساط الدبلوماسية ان تنقح الوثيقة قبل توزيع نسخ منها على اعضاء مجلس الامن.&واعتبرت بعض الدول انه من غير المناسب كشف معلومات فنية عن انظمة الاسلحة النووية والكيمائية والجرثومية التي قد تقع بين ايدي غير امينة.
&وقالت "سي ان ان" ان مجلس الامن قرر في مرحلة اولى تسليم الاعلان العراقي فقط الى الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين، خوفا من تسربه الى جهات غير مسؤولة.&ووصل الاعلان، الذي سلمته السلطات العراقية الى الامم المتحدة مساء السبت، الاحد الى مقر الامم المتحدة في نيويورك في حين سلمت نسخة منه الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
&وفي نيويورك نقلت الحقيبتان اللتان تحتويان على الاعلان العراقي الى مكاتب لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) في الطابق الثلاثين من مبنى الامم المتحدة.&واعلن هانس بليكس المدير التنفيذي للجنة انموفيك ان الفقرات الواردة في الاعلان التي تكشف معلومات عن انتاج اسلحة الدمار الشامل ستنقح قبل تسليم التقرير الى الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الامن.
وكان قد بدأ خبراء الامم المتحدة في نيويورك وفيينا دراسة الملف العراقي الضخم عن برامج التسلح ليحددوا ما اذا كان ملفا كاملا حقا والى اي مدى اقتربت بغداد من تصنيع قنبلة نووية.وتنتظر خلاصة عملهم بلهفة الولايات المتحدة التي تحداها العراق ان تقدم دليلا يبرر تهديداتها بشن حرب ضده.
وقالت واشنطن يوم الاثنين انها ستنتظر لترى ما يحويه الملف المكون من 12 الف صفحة والذي وصل يوم الاحد الى مقر المنظمة الدولية من العراق جوا لكنها اوضحت استعدادها للتحرك عسكريا اذا اقتضت الضرورة ذلك لتخليص العراق من اسلحة دمار شامل تعتقد ان الرئيس العراقي صدام حسين يمتلكها.
وصرح ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الامريكي يوم الاثنين بان الرئيس الامريكي جورج بوش مستعد للتحلى بالصبر مع العراق ولكن اذا لم تنزع بغداد سلاحها بنفسها طواعية فستجرد من سلاحها في نهاية الامر.
وقال ارميتاج للصحفيين خلال زيارة لليابان "اعتقد انني اوضحت ان الرئيس بوش لديه صبر. وهو سيفضل اكثر ان ينزع العراق سلاحه بنفسه."لكن ومثلما قال الرئيس اذا لم ينزع العراق سلاحه بنفسه فسيجرد في نهاية الامر من سلاحه."واضاف ارميتاج الذي يزور طوكيو في بداية جولة آسيوية تشمل اربع دول انه لم ينقل الى المسؤولين اليابانيين اي قرار لبوش بمهاجمة العراق.واضاف "الرئيس بوش لم يتخذ مثل هذا القرار بعد. ونحن والمجتمع الدولي سنواصل الضغط.
"نعتقد ان هذه افضل فرصة لدينا لجعل صدام حسين ينزع سلاحه."وكشفت تصريحات ارميتاج عن رسالة واضحة من بوش مفادها ان القوات الامريكية مستعدة لمهاجمة العراق اذا فشلت عملية التفتيش التي بدأت بموجب قرار اصدره مجلس الامن في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني في ارضاء الاهداف الامريكية لنزع سلاح صدام.وأشار مسؤول عراقي يوم الاحد الى ان بغداد ربما كانت قريبة من تطوير قنبلة نووية.
وقال الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان رئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي ان العراق سلم كل الوثائق الخاصة ببرنامجه النووي يوم الاحد للوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار الاعلان الذي طلبه مجلس الامن.
واشار الى ان الملف الواقع في 12 ألف صفحة يثبت ان العراق ليست لديه أسلحة نووية او بيولوجية او كيماوية.وسئل السعدي عن مدى التقدم الذي كان العراق حققه في صنع القنبلة النووية فقال انه كان هناك توثيق كامل ابتداء من التصميم وانتهاء بجميع الامور الاخرى لكنه قال ان العراق لم يصل الى التجميع النهائي للقنبلة ولم
يختبرها.
واضاف قوله ان الامر متروك للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحدد الى اي مدى اقترب العراق من تصنيع القنبلة النووية واستطرد قائلا "اذا قلت لكم اننا كنا قريبين فهذا حكم غير موضوعي."
واستأنف مفتشو الامم المتحدة الذين وصلوا العراق الشهر الماضي عملهم يوم الاثنين في مواقع عراقية مشتبه بها بعد ساعات من وصول بيان بغداد التفصيلي عن اسلحتها الى مقر الامم المتحدة في نيويورك.
وتوجه خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى منشأة التويثة النووية على بعد 20 كيلومترا جنوبي العاصمة بغداد. وكان مفتشو الوكالة الدولية قد زاروا مركز ابحاث التويثة النووي وهو منشأة رئيسية في البرنامج النووي العراقي مرتين الاسبوع الماضي.
ولم يتضح سبب عودتهم الى الموقع يوم الاثنين.وكان مركز التويثة يخضع في الماضي لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبه عدة مفاعلات بحثية وشهد انشطة اخرى منها عملية فصل البلوتونيوم ومعالجة النفايات النووية واساليب تعدين واستخلاص اليورانيوم وتطوير الحث النيوتروني والابحاث الاخرى الخاصة بتخصيب اليورانيوم.
ومركز التويثة هو موقع مفاعل اوزيراك السابق الذي قصفته اسرائيل عام 1981 وتتحفظ الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيه على عدة اطنان من اليورانيوم منذ عام 1998 .وتوجه فريق آخر من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش الى مجمع صناعي حربي هو شركة الطارق العامة على بعد 90 كيلومترا شمال غربي بغداد قرب بلدة الفالوجة.وتدير الموقع لجنة التصنيع الحربي العراقي.وبدأ خبراء الامم المتحدة في نيويورك يوم الاحد تحليل بيان العراق عن برنامج اسلحته.
وفي نفس الوقت وصل الى فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الملف الخاص بالقسم النووي وشرع الخبراء على الفور في دراسته.ويوم الاحد زار مفتشو الامم المتحدة في العراق منشأة للدراسات الجيولوجية ومصنعا للمبيدات الحشرية في الشمال الغربي.كما وصل يوم الاحد الى بغداد 25 مفتشا اضافيا من الامم المتحدة لتعزيز الفريق الحالي. وقال متحدث باسم المفتشين الدوليين ان ما يتراوح بين 20 و30 خبيرا سيصلون العراق يوم الثلاثاء.
موسكو :&تسليم الاعلان العراقي يزيد من فرص التسوية السياسية&
&اعتبر نائب وزير الخارجية الروسية يوري فيدوتوف ان قيام العراق بتسليم الامم المتحدة اعلانه حول اسلحة الدمار الشامل يعزز فرص التسوية السياسية.&ونقلت وكالة انترفاكس عن المسؤول الروسي قوله ان هذه الترتيبات لوضع القرار 1441 موضع التنفيذ "تؤسس قاعدة جيدة لتسوية سياسية-دبلوماسية للمسالة العراقية".&وراى انه لا يمكن تقييم هذا الاعلان الا من جانب خبراء لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة (انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية).
&ونقلت الوكالة عن نائب الوزير الروسي قوله ان حصول ردة فعل سلبية من جانب بعض الدول على الاعلان لا يبرر التفرد بالقيام بضربة عسكرية ضد بغداد، في اشارة واضحة الى الولايات المتحدة.&ودعا وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف السبت نظيره الاميركي كولن باول الى استنفاد "كل الوسائل السياسية" لحل المشكلة العراقية.
في المقابل، رحبت الولايات المتحدة بتسليم العراق الاعلان المتعلق ببرامجه العسكرية.&وقال البيت الابيض في بيان "سنواصل العمل مع دول اخرى للتوصل الى الهدف النهائي وهو حماية السلام عبر وضع حد لتراكم اسلحة الدمار الشامل" لدى العراق.&واعلن المسؤولون العراقيون ان التقرير الذي سلم الجمعة قبل 24 ساعة من انتهاء المهلة المفروضة على العراق بموجب القرار الدولي 1441، يؤكد خلو العراق من الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية.
وجددت واشنطن اقتناعها بان صدام حسين لا يزال يخفي برامج للتسلح النووي والبيولوجي والكيميائي، الا انها ترفض نشر الادلة، متذرعة بانها لا تريد الكشف عن مصادرها لا سيما تلك الموجودة على الارض في العراق.&ولا تزال موسكو تعارض اي تفرد في القيام بهجوم عسكري على العراق الذي يعتبر حليفا تقليديا لروسيا. ووعدت بغداد باعطاء الشركات النفطية الروسية الاولوية لدى رفع العقوبات المفروضة عليها من الامم المتحدة.