عابد خزندار
&
وأعود غصباً إلى موضوع الاستاذ زكي يماني بعد ان تلقيت عدة رسائل من القراء يلفتون نظري إلى ماجاء في مذكراته من العديد من الادعاءات والبطولات الزائفة والخوارق حتى أوشك أن يقول إنه تكلم في المهد إذ كتب موضوع انشاء أو تعبيراً وهو في السنة الأولى الابتدائية نال اعجاب أساتذته واعتبر من الخوارق التي تحدثت عنها قبل قليل.. الخ, مما لا أريد أن أعرض له إذ أنني أدرك كل الادراك أن أحداً لم يعرها أي اهتمام أو اكتراث ناهيك عن تصديقها والاقتناع بمعقوليتها, وأريد بدلاً من ذلك أن أعرض لمسألة مهمة تلقي الضوء على شخصية الرجل والموقف المتخاذل الذي وقفه مع زميله في العمل وهو الدكتور صالح أمبه, فهو يقول وأنا أنقل هذا الكلام حرفيا عنه: (إن أرامكو افترت عليه واتهمته بتهم مختلفة وحرضت السلطات على اعتقاله.. )(عكاظ 24 رمضان 1423 الموافق 29 نوفمبر 2002) فلماذا والأمر كذلك, ولماذا وهو مؤمن بأن كل ما قيل عن الدكتور صالح أمبه افتراءات وأباطيل لم يقف بجانبه ويدافع عنه (وهو كما قال أكثر من مرة في كل تلفزيونات العالم العربي كان مقرباً من الملك فيصل وموضع ثقته) وكان يمكن أن يقنع الملك فيصل ببراءته لا سيما أنه كما قال في صحيفة (عكاظ) قد أخبره بأن ارامكو تحارب الكلية وتضع العقبات في سبيل انشائها, أي أن الملك فيصل ولديه هذه الخلفية كان يمكن أن يقتنع ببراءة الدكتور صالح لو ان زكي يماني حدثه عنها ويفرج عنه, واترك للقارئ ان يقيم هذا الموقف من زكي يماني ويحكم على شجاعته ونكوصه عن قول كلمة الحق طيلة ثلاثة أعوام أمضاها صالح أمبه في السجن, ثم فصل بعدها من الكلية, وهذا يجرني غصباً إلى أن أسأل اليماني: لماذا وهو المقتنع ببراءة الدكتور صالح لم يسع في اعادته إلى الكلية? وكأن كل هذه المواقف المتخاذلة لا تكفي فجاء وسطا على انجازات الدكتور صالح ونسبها بكل جرأة لنفسه مما كتبت عنه في مقالين سابقين.
ثم ماذا? وعندما توفي الدكتور صالح لم يقم اليماني بأقل واجب تجاهه وهو الذي عمل معه سنين طويلة, وهذا الواجب هو تعزية أهله, وهو الأمر الذي لم يضرهم, وما كان لي أن أذكر ذلك, ولكنها الاخلاق.. ورحم الله صالح أمبه!! (عن "عكاظ" السعودية)