&
*نشاطات العراق في مجال الاسلحة النووية
يتعلق بأعمال جرت قبل حرب 1991

*رامسفلد لن يحكم على الاعلان العراقي&فورا
نيويورك (الامم المتحدة)- كانت الولايات المتحدة الدولة الاولى التي حصلت على اعلان بغداد الكامل حول اسلحة الدمار الشامل، وقامت مساء الاثنين بتسليم نسختين منه الى فرنسا وبريطانيا. وكشف فهرس الاعلان العراقي الذي نشرته الامم المتحدة&ان الجزء الاكبر من الوثيقة حول نشاطات العراق في مجال الاسلحة النووية يتعلق باعمال جرت قبل حرب 1991.
من جهته&اعتبر العراق اليوم الثلاثاء حصول الولايات المتحدة على النسخة الاصلية من الاعلان الذي قدمه الى الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول اسلحته، "عملية ابتزاز غير مسبوقة في تاريخ الامم المتحدة".

وقال متحدث باسم الخارجية العراقية في تصريح "ان سلوك الولايات المتحدة هذا يستهين بميثاق الامم المتحدة وبصلاحيات مجلس الامن الدولي" كما "يستهين بالحقوق الثابتة للاعضاء المنتخبين العشرة في مجلس الامن ويشكك في التزامهم بتعهداتهم كاعضاء غير دائمين في مجلس الامن".
واتهم المتحدث العراقي الولايات المتحدة الاميركية بانها "اجبرت رئيس مجلس الامن على تسليمها النسخة الاصلية من اعلان العراق الموجه الى رئيس مجلس الامن". وقال ان ذلك جاء "خلافا للاتفاق الذي توصل اليه مجلس الامن بكامل اعضائه في الستادس من كانون الاول(ديسمبر) 2002 بان يكون الاعلان وديعة لدى لجنة انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية لكي يقوم خبراؤهما بدراسته من وجهة نظر الاتفاقيات الدولية الخاصة بنزع الاسلحة وعدم انتشارها".
&
الأمم المتحدة تنشر فهرس الاعلان
ويغطي الاعلان الذي يقع في 12 الف صفحة مطبوعة وعدد كبير من اقراص المعلوماتية حسبما ذكرت الامم المتحدة، البرامج العراقية للاسلحة الكميائية والبيولوجية واعمال على صاروخ يتجاوز مداه 150 كيلومترا. وهذه النشاطات محظورة بموجب القرارات التي اعتمدها مجلس الامن الدولي بعد الغزو العراقي للكويت في آب/اغسطس 1990. ويقع الجزء المتعلق بالقطاع النووي من الاعلان في 2081 صفحة تغطي الفترة منذ تصميم البرنامج العراقي الى تاريخ غير محدد في 1991.
ويتألف هذا الجزء من خمسة اقسام تضم 11 فصلا حول الجوانب الادارية والمالية للبرنامج وكذلك بعض الجوانب التقنية. وتغطي حوالي 300 صفحة الفترة بين 1991 و2000 موزعة في فصلين يضم الاول لائحة لثمانية مواقع كبرى والثانية 19 موقعا ثانويا. وجاءت الاشارة الوحيدة الى قنبلة في القسم المخصص للاسلحة الكيميائية من الاعلان في عبارة "انتهاء مشروع قنبلة مشعة" في فصل من 103 صفحات حول "مواضيع مختلفة".
وقال خبراء في التسلح في الامم المتحدة ان العراق ذكر لمفتشي اللجنة الخاصة السابقة للامم المتحدة انه عمل على اعداد "قنبلة قذرة" وهي عبوة يمكن ان تنتج حقلا مشعا ضعيفا بدون وقوع انفجار. ولا يظهر حجم الجزء المخصص للاسلحة الكيميائية بوضوح في الفهرس الذي يعطي الانطباع بانه حرر بدون عناية. ويتألف اطول فصوله ال13 وهو بعنوان "حالة المواد" من 348 صفحة مرفقة بوثائق من 841 صفحة. والمنتجات الكيميائية الوحيدة المذكورة هي مواد سامة مستخلصة من زيت الخروع والكلور والفينول.
ويذكر الفهرس ايضا موقعين كيميائيين اساسيين هما الفلوجة 2 والفلوجة 3 واربعة مواقع ثانوية و25 موقعا اضافية من بينها ادارات في جامعات ومنشآت في وزارات الزراعة والصناعة والمناجم. كما يوضح الفهرس ان الاعلان يضم 86 صفحة حول طبيعة وكميات المواد الكيميائية الاولية المستوردة والمستخدمة لانتاج مركبات اخرى ولائحة من ثماني صفحات لعقود ورسائل اتفاقات لتسليم عبوات فارغة للذخائر و34 صفحة عن مصادر هذه المواد. وخصصت ثلاث صفحات اخرى للمساعدة التقنية الاجنبية. ويتألف القسم الاول من الاعلان المخصص للاسلحة البيولوجية من عشرة فصول من 528 صفحة يتناول معظمها نشاطات منشآت مذكورة. ولا يشير الفهرس الى اي مادة.
اما القسم الثاني الذي لم يحدد حجمه فيتعلق بـ"النشاطات البيولوجية غير المحظورة بين 1991 و2000" الحقت به وثائق في 732 صفحة.
&
الولايات المتحدة تسلمت الاعلان اولا "لأسباب تقنية"
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان تسلم واشنطن النص والاقراص المدمجة المرفقة به تم بسبب امتلاك الولايات المتحدة القدرة التقنية على نسخه بسرعة وامان. وقال باوتشر "طلب منا التأكد من نسخ الوثيقة في محيط آمن لتجنب تسرب اي معلومات" تتعلق بانتشار الاسلحة النووية. واضاف "لدينا نسخة سنصورها باستخدام وسائل الحكومة الاميركية لاننا قادرون على نسخ مجلدات كبيرة وبالخبرة التقنية اللازمة وفي وسط خاضع للمراقبة".
ورفض باوتشر ان يوضح ما اذا كان الاعلان العراقي نقل الى واشنطن او بقي في نيويورك بينما ذكرت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة انه نقل على الفور الى العاصمة الاميركية. وعلق دبلوماسي من احدى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي قائلا "لا افسر الامر بهذه الطريقة تماما"، بينما صرح دبلوماسي آخر ان "الاميركيين ليسوا الوحيدين الذين يعرفون طريقة استخدام آلة النسخ".
ورأى دبلوماسي ثالث ان "لا احد يشعر بالارتياح لوضع واشنطن يدها اولا على النسخة الكاملة الوحيدة من التقرير غير الاميركيين والى حد ما البريطانيين". واضاف ان "الاستياء من الطريقة التي جرت فيها الامور كبير". وبعد 18 ساعة من تسلمهم التقرير الذي يقع في 12 الف صفحة عن طريق رئيس لجنة التحقق والتفتيش والمراقبة هانس بليكس وبموافقة رئيس مجلس الامن السفير الكولومبي الفارو فالديفييزو، وزع الاميركيون نسخا منه على فرنسا وبريطانيا مساء الاثنين.
وقال دبلوماسي فرنسي في الامم المتحدة "ليست هناك صعوبات اميركية فرنسية. لقد تم نسخ التقرير في واشنطن لاسباب تقنية وامنية". واوضح ان نسخ التقرير "تم في اسرع مهل ممكنة وفي الشروط الامنية المطلوبة". ولم يعرف مساء الاثنين ما اذا كانت الصين وروسيا قد تسلمتا نسخة من التقرير العراقي.
وعبر ميخائيل وهبة مندوب سوريا البلد العربي الوحيد الذي يشغل مقعدا في مجلس الامن عن احتجاجه الشديد على وضع اشنطن يدها على التقرير العراقي. وقال ان رئيس مجلس الامن "لا يمكن ان يتخذ قرارا من هذا النوع بدون مشاورة الدول الاخرى الاعضاء"، معتبرا ان القرار "يتناقض مع منطق ومبادئ مجلس الامن ويتنافى مع وحدته".
وردا على سؤال في هذا الشأن، رأى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "المجلس هو صاحب القرار". واكد دبلوماسي اميركي انه لم يكن هناك اي اتفاق مسبق في المجلس يمنع تسلم اي دولة الاعلان العراقي قبل سواها. وقال "لم يكن هناك قرار نهائي في المجلس" الجمعة، موضحا ان الدول الاعضاء "واصلت العمل في نهاية الاسبوع".
ورأى ان الامور جرت حسب القواعد المحددة مع وصول الاعلان الى مقر الامم المتحدة مساء الاحد ليسلم بعد ساعات الى سفير الولايات المتحدة جون نيغروبونتي. والمح الدبلوماسي الاميركي الى ان وزير الخارجية كولن باول اجرى السبت والاحد اتصالات مع وزراء خارجية خمس دول على الاقل اعضاء في المجلس من بينها روسيا وفرنسا والمكسيك وكولومبيا وموريشيوس.
وكان فالديفييزو اعلن الاثنين ان الدول الخمس الدائمة العضوية فقط ستتسلم نسخا كاملة من التقرير موضحا ان الهدف من ذلك هو تجنب نشر معلومات يمكن ان تسمح بانتاج اسلحة للدمار الشامل. واكد الدبلوماسي الاميركي نفسه ذلك موضحا ان الدول العشر الاخرى الاعضاء في المجلس ستتسلم نسخا شطبت منها اي عناصر يمكن ان تستخدم لانتاج اسلحة للدمار الشامل. واوضح ان نسخة منقحة ستكون جاهزة "الاسبوع المقبل على الارجح".