&
بغداد: استأنفت فرق التفتيش الدولية معززة بمفتشين جدد وتجهيزات اضافية، اليوم الاثنين عملياتها في العراق، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وغادرت ما لا يقل عن خمسة فرق تابعة للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية صباح اليوم مقرها العام في فندق القناة ببغداد قاصدة عدة اتجاهات. واتجه احد هذه الفرق الى مصنع للمواد الكيميائية في مجمع التاجي على بعد 18 كلم شمال بغداد.
ويتبع المصنع شركة "ذات الصواري" التابعة بدورها لوزارة الصناعة. ويفترض ان يتحقق المفتشون التسعة من ان المصنع لا ينتج عناصر كيميائية يمكن ان تستخدم في صنع اسلحة.
وتسارعت وتيرة عمليات التفتيش بوصول 15 مفتشا جديدا الاحد ليرتفع عدد المفتشين الى 105 بينهم 86 من انموفيك و19 من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ما افاد المتحدث باسم فرق التفيش هيرو يواكي. وقام مفتشو الامم المتحدة السبت برقم قياسي من عمليات التفتيش بلغ 11 عملية.
ومن ناحية اخرى، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان خبراء الامم المتحدة يحرزون تقدما في العراق داعيا بغداد الى مواصلة التعاون لتفادي اندلاع حرب. واشار البرادعي في محاضرة القاها مساء الاحد في ابو ظبي "مع تعاون العراق الان اصبحنا نحرز تقدما جيدا". واضاف في كلمة القاها في مركز الدراسات الاستراتيجية في ابو ظبي "اعتقد ان العراق يمكنه تفادي النزاع من خلال الابقاء على تعاونه وتوفير معلومات صحيحة وكافية حول قدراته العسكرية". واضاف انه مع تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1441 حول نظام التفتيش عن الاسلحة العراقية "لم يعد اللجوء الى القوة يبدو وكأنه الخيار الاول" واصفا ذلك بانه "ايجابي جدا".
غير ان البرادعي نبه الى ان امام العراق الخيار بين "التعاون الكامل مع المفتشين لتفادي الحرب ورفع العقوبات، او عدم التعاون ومواجهة تبعات ذلك".
وردا على سؤال بشأن التهديدات الاميركية ضد العراق اكد البرادعي بعد المحاضرة ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقت ضمانات حول عزم الولايات المتحدة "على مواصلة دعم عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية".
واضاف "اذا سارت هذه العملية على ما يرام سيتم تفادي الحرب (..) وآمل ان يدرك العراق ان الامم المتحدة جادة وانه يمكن تفادي النزاع". واشار الى ان فرق الوكالة التي تعمل في العراق مع فرق لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) لم تعثر حتى الان على دليل يدعم الاتهامات الموجهة الى بغداد بحيازة اسلحة دمار شامل.
وكان العراق سلم للامم المتحدة في الثامن من كانون الاول/ديسمبر اعلانا يقع في 12 الف صفحة تقريبا بشأن برامجه التي لها طابع عسكري كما طلب قرار مجلس الامن رقم 1441. غير ان الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تتهمان العراق بامتلاك اسلحة محظورة، اعربتا عن شكوكهما بشأن دقة المعلومات التي تضمنها الاعلان العراقي. ويعمل اكثر من مئة مفتش حاليا في العراق اثر استئناف عمليات التفتيش في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد توقف استمر اربع سنوات. من جهة اخرى وقع البرادعي في ابو ظبي مع وزير الخارجية الاماراتي الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان اتفاقية الضمانات الخاصة باستخدام الطاقة الذرية لاغراض سلمية.
وكانت الامارات وقعت معاهدة حظر نشر الاسلحة النووية سنة 1996.