واشنطن-جان لوي سانتيني: حذر عدد كبير من الاعضاء النافذين في مجلس الشيوخ الاميركي من الكلفة المالية والبشرية الباهظة على المدى البعيد لتأمين الاستقرار السياسي واعادة اعمار العراق في حال حرب لاطاحة نظام الرئيس صدام حسين.&وفي رسالة مفتوحة الى صحيفة "واشنطن بوست" قال السناتور الديموقراطي جوزف بيدن الرئيس المنتهية ولايته للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ وزميله الجمهوري تشاك هاغل انه "مع ان لا احد يشك في قدرة قواتنا المسلحة على القضاء على نظام صدام حسين فان التحدي الحقيقي سيبدأ في اليوم الذي يلي سقوط صدام حسين وعلى الارجح في العقد التالي".
واضافا انه بعد رحيل صدام حسين، من المرجح جدا ان تبقى قوات التحالف باعداد كبيرة في العراق لتثبيت الوضع ودعم حكومة مدنية.&ورأى عضوا مجلس الشيوخ العائدان من جولة في المنطقة ان "هذا الوجود سيكون ضروريا لسنوات طويلة نظرا للفراغ السياسي الذي ستواجه معارضة عراقية منقسمة صعوبة في سده ولمنع ظهور صدام جديد".
&واوضحا نقلا عن تقديرات خبراء عدة ادلوا بشهادات الخريف امام لجان برلمانية ان هذه المهمة يمكن ان تتطلب 75 الف رجل على الاقل وكلفة تبلغ عشرين مليار دولار سنويا لا تشمل الحرب نفسها.&وكان كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الابيض لورنس ليندسي الذي اجبر على الاستقالة اخيرا قدر كلفة تدخل عسكري في العراق بما بين مائة ومائتي مليار دولار مقابل خمسين مليار دولار فقط برأي وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).
&واكد بيدن وهاغل ان "الشعب الاميركيين اجمالا ليس لديه فكرة عن حجم الالتزام المطلوب من الولايات المتحدة لاحلال الاستقرار السياسي في العراق واعادة بنائه وعلى الرئيس بوش ان يوضح ذلك".
&وكان السناتور بوب غراهام الرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ صرح منذ اسابيع "انها اكثر مسألة تهم الاميركيين لانهم متحفظون جدا بشكل عام على التزام طويل الامد في مهمات مكلفة لاعادة اعمار بلد".&وصرح السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار الذي سيتولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ اعتبارا من بداية الشهر المقبل ان مسألة اعادة اعمار العراق "ستكون من اولويات" اعمال اللجنة.
&واضاف في حديث الخميس امام نادي الصحافة الاجنبية في واشنطن "ساشجع في اطار جلسات (للمسؤولين من كل المستويات) وزارتي الخارجية والدفاع على بدء تفكير جدي في هذه المسألة بطريقة تدفع حكومة لاعداد خطط وكذلك بدء مشاورات جدية مع الدول الاخرى التي لديها افكار في هذا الشأن ومع المعارضة العراقية".
&وشدد عضوا مجلس الشيوخ بيدن وهاغل اخيرا على مدى اهمية التزام الولايات المتحدة بقوة في عملية السلام في الشرق الاوسط اذا ارادت واشنطن ان يكون لها مصداقية في نظر الدول العربية في جهودها لتطبيع الوضع في العراق واعادة اعماره.&وكتبا "سيكون من الاسهل على الحكومات العربية المشاركة او على الاقل دعم جهودنا في العراق اذا استطاعت ان تبرهن للرأي العام ان الولايات ملتزمة بعملية السلام" بين اسرائيل الفلسطينيين.