بيار لويلوري: يهدد تحفظ السلطات العراقية على الموافقة على ان تقوم الأمم المتحدة باستجواب علماء عراقيين خارج العراق بتصعيد التوتر مجددا مع واشنطن التي تصر على نقل العلماء العراقيين خارج البلاد.
&وقد عبرت بغداد عن رغبتها في التعاون مع الامم المتحدة، لكن مسألة استجواب العلماء في الخارج قد تحد من هذه الارادة، وهي فكرة تثير مشاكل كثيرة حتى ان مسؤولي الامم المتحدة انفسهم غير متمسكين بها.
&ومنذ بدء ازمة اسلحة الدمار الشامل، يرى نظام صدام حسين الخاضع لضغوط اميركية كثيفة في الامم المتحدة ملجأه الرئيسي في مواجهة قوة الولايات المتحدة ومطالبها.
&وقد ترجمت بغداد موقفها هذا على ارض الواقع، فوافقت بدون شرط على عودة المفتشين الدوليين وعلى قرار مجلس الامن رقم 1441، وابدت تعاونا لم يتخلله اي حادث يذكر مع المفتشين منذ عودتهم الى بغداد.
&واعلن المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد امين الخميس بارتياح ان مفتشي الامم المتحدة فشلوا في العثور على اي ادلة حول امتلاك العراق اسلحة دمار شامل محظورة، خلال شهر من عمليات تفتيش "مقلقة وموزعة على مناطق عدة واحيانا مستفزة".
&وباشرت لجنة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) الثلاثاء برنامج استجواب رسمي لعلماء في العراق.
&وقد استجوبت الامم المتحدة ثلاثة علماء من دون ان يصدر اي احتجاج عن بغداد، كان آخرهم اليوم الجمعة حيث اعلن الناطق باسم فرق التفتيش الدولية هيرو يواكي ان المفتشين الدوليين قاموا باستجواب عالم ثالث شارك في برنامج عسكري قد يكون على علاقة بالمجال النووي.
&لكن في ما يتعلق بمسألة اجراء المقابلات مع العلماء في الخارج، ابدى امين بعض التشنج وقال "نعتقد انه ليس هناك ضرورة لاجراء مثل هذه المقابلات".
&واكد ان العلماء الذين ستطلب منهم الامم المتحدة الخضوع للاستجواب في الخارج ستترك لهم حرية الموافقة او الرفض، مشيرا الى ان العراق لم يعط حتى الان رده الرسمي بهذا الشأن. وقال "سنعالج هذه المسألة في الوقت المناسب، وليس الان".
&غير ان المسؤول العراقي لم يخف موقفه الخاص بهذا الشأن وقال "انا لن اذهب لانني لا احب ترك بلدي وكذلك ان تتم مقابلتي خارج البلد". واضاف "فليقابلونني هنا".
&ويجيز القرار 1441 للمفتشين "اجراء مقابلات داخل البلاد او خارجها" و"تسهيل سفر الاشخاص المستجوبين وافراد عائلاتهم الى الخارج".
&والولايات المتحدة التي طالبت بهذه المادة، تصر على تطبيقها في اسرع وقت ممكن.
&غير ان كبير المفتشين في العراق هانس بليكس اعلن انه من غير الوارد "خطف" علماء. وحذر متوجها الى مجلس الامن "لا يمكننا اقتياد اي كان من العراق بدون موافقته"، متحدثا عن "مشكلات عملية عديدة".
&ومن هذه المشكلات بحسب المحللين الاميركيين تحديد عدد افراد العائلة الذين سينقلون الى الخارج واحتمال منحهم اللجوء السياسي، مع كل عالم يوافق على المغادرة.
&وينص القرار على مغادرة العائلات الى الخارج حتى لا تستخدمها السلطات كوسيلة ضغط في حال مكوثها في العراق. غير ان مفهوم العائلة واسع في المجتمع العراقي.
&ومن المشكلات الاخرى المطروحة بحسب بليكس ان الاعلان عن اسم عالم ما سيشير الى ان مكان عمله مشبوه، مما سيمنح السلطات العراقية فرصة لاخفاء اي اثار لنشاطات محظورة فيه.
&وقال تشارلز بينا الخبير في مركز كاتو الاميركي للابحاث الاسبوع الماضي ان مسألة استجواب العلماء العراقيين في الخارج "من المطالب الاقل واقعية التي تقدمت بها ادارة (الرئيس الاميركي جورج) بوش".