قتل ممثل الامم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميللو في الاعتداء الذي استهدف مقر الامم المتحدة في بغداد الثلاثاء وفق ما افاد مسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة.&واضاف المسؤول "توفي دي ميلو. لقد نقل جثمانه الى المشرحة".&وقتل على الاقل 14 شخصا في الاعتداء واصيب العشرات بجروح.
وأسفر اعتداء بسيارة مفخخة هز الثلاثاء مقر الامم المتحدة في فندق القناة ببغداد عن مقتل 13 شخصا على الاقل واكثر من 32 جريحا بينهم الممثل الخاص للامم المتحدة سيرجيو دي ميلو. وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة في بغداد فيرونيك تافو "امامي 13 قتيلا ممددين في ساحة فندق القناة". واضافت "كان هناك ما لايقل عن 200 شخص في المبنى عند وقوع الاعتداء".واكدت مصادر طبية سقوط ثلاثة قتلى اخرين اضافة الى 53 جريحا.
وقال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة راميرو لوبيز دا سيلفا في بيان "عند الساعة 15:45 بالتوقيت المحلي (11:45 ت غ) انفجرت سيارة مفخخة مباشرة بجوار فندق القناة حيث مقر الامم المتحدة ما ادى الى تدمير احدى زوايا المبنى".
&
وقال برنارد كيرك، المستشار الاميركي لدى وزارة الداخلية العراقية الذي كان قريبا من مكان الانفجار، انه قد يكون ناجما عن عملية انتحارية.&وافاد فايز سرحان احد موظفي الامم المتحدة الذي كان حاضرا في مكان الانفجار حين وقوعه "رايت شاحنة تابعة لمصنع للاسمنت لونها اصفر، تصطدم بالحائط الخارجي لفندق القناة ثم تنفجر".
وقد انهار قسم من فندق القناة بسبب الانفجار، ويقع مكتب دي ميلي في الطابق الثاني من المبنى الصغير.&واضاف ان دي ميلو وقبل فقدان الاتصال به اشار الى ان "عامودا من الحديد وقع على ساقيه ومنعه من التحرك".
واوضح ان سقف مكتبه الموجود في الطابق الثاني من المبنى انهار لان الانفجار حدث على مقربة منه.&وتابع سلامة "في البداية شاهدته من خلال النافذة وابتسم لي. وحدثته مرارا على الهاتف. الاشغال تسير ببطء لان رفع الانقاض يتم يدويا حتى لا ينهار كل شيء".
وكان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر الذي توجه الى موقع الانفجار، قال قبيل ذلك ان ممثل الامم المتحدة لا يزال عالقا تحت الانقاض.&وحطت مروحيات اميركية قرب المبنى لنقل الجرحى بينما انتشر العديد من الجنود الاميركيين حول مبنى هذه المدرسة الفندقية السابقة شمال شرق العاصمة العراقية.
ويعمل نحو 300 شخص -ما بين اجانب ومحليين- في مقر الامم المتحدة في بغداد. وارسل قسم الهندسة في القوات الاميركية معدات ثقيلة لازالة النقاض وانتشال الضحايا، كما قال متحدث باسم الامم المتحدة.&وقالت الامم المتحدة انها طلبت من قاعدتها في قبرص الاستعداد لاحتمال اجلاء جرحى.
وجاء الاعتداء على مقر الامم المتحدة في بغداد بعد بضع ساعات من الاعلان عن القبض على نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان.&واعلن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في اربيل عاصمة كردستان العراق لوكالة فرانس برس في اربيل "ان مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني اعتقلوا طه ياسين رمضان الاثنين عند الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (11:00 ت غ) في الموصل" واضاف طالبا عدم كشف هويته انه "تم تسليمه الى القوات الاميركية".
واكد الجيش الاميركي بعد ذلك اعتقاله.&وقد ندد الرئيس الاميركي جوج بوش بالاعتداء وقال في مداخلة مقتضبة ان "هؤلاء القتلة لن يحددوا مستقبل العراق"، واكد عزمه على "الاستمرار في الحرب على الارهاب الى ان تتم محاكمة المسؤولين عنه".
&كما ندد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بالاعتداء وقرر قطع اجازته في فنلندا والعودة غدا الاربعاء الي نيويورك.

.
اصابة ميللو بجروح
وفي نيويورك، اكد المتحدث باسم الامم المتحدة فريد ايكهارد ان المبعوث الخاص للامم المتحدة في العراق سرجيو فييرا دي ميللو اصيب بجروح. ويتراوح عدد الجرحى بين 32 و39 جريحا بحسب المصادر. فيما اشارت مصادر لايلاف الى انه من المرجح مقتل دو ميلو الذي فقد الاتصال به.
وتمكن رجال الانقاذ من الوصول الى دي ميللو الذي كان في مكتبه خلال الانفجار واوضح مصدر في مقر الامم المتحدة انه لم يفقد وعيه وتمكن من شرب كاس من الماء.
وقال ايكهارد "ذلك لا يشكل فقط مأساة شخصية وانما ايضا خطوة الى الوراء للامم المتحدة". واضاف ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي يقضي حاليا اجازة في فنلندا على اتصال دائم مع مقر الامم المتحدة الذي تصله المعلومات من بغداد.&وتابع ان حوالى 300 شخص - من الاجانب والموظفين المحليين- يعملون في الاوقات المعتادة في مقر الامم المتحدة في بغداد لكنه قال انه لا يعلم عدد الاشخاص الذين كانوا في المبنى عند وقوع الانفجار.&وقال ايكهارد "بحسب ما نشاهده على التلفزيون فان الاضرار فادحة".
شهود: تسعة قتلى على الاقل في الانفجار
وقال شهود ومصادر طبية في بغداد ان تسعة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب ما لا يقل عن 39 اخرون بجروح في الانفجار. ولم يتسن للناطق باسم الامم المتحدة اعطاء معلومات جديدة حول وضع سيرجيو فييرا دو ميللو الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان في العراق الذي اصيب في الانفجار وقد تكون اصابته بالغة حسب معلومات غير مؤكدة.واشار حق الى ان الامم المتحدة طلبت من قاعدتها الخلفية في قبرص الاستعداد للتحرك لاجلاء الجرحى.
كيرك: الانفجار&قد يكون ناجما عن هجوم انتحاري
واكد برنارد كيرك المستشار الاميركي لدى وزارة الداخلية العراقية الذي كان قريبا من مكان الانفجار وقوع العديد من القتلى. وقال فايز سرحان احد موظفي الامم المتحدة الذي كان حاضرا في مكان الانفجار حين وقوعه "رايت شاحنة تابعة لمصنع للاسمنت لونها اصفر، تصطدم بالحائط الخارجي لفندق القناة ثم تنفجر".
وقال ان الانفجار&قد يكون ناجما عن هجوم انتحاري. وقال القائد السابق لشرطة نيويورك "يمكن ان يكون انتحاريا. هناك ادلة تدعو الى الاعتقاد ان ذلك ما حصل" في الوقت الذي كان فيه رجال انقاذ يسعون الى السيطرة على حريق داخل مقر الامم المتحدة.
وكان شرطي عراقي اشار في وقت سابق الى عدة قتلى. وقال الشرطي الذي طلب عدم كشف هويته "اجليت عدة قتلى" وذلك في الوقت الذي كان فيه رجال انقاذ ينقلون مصابين غطتهم الدماء على نقالات.
واعلنت الناطقة باسم الامم المتحدة "كانت الساعة 16:30 (12:30 ت غ) ووقع انفجار هائل". وقالت ان بين القتلى مساعد بينان سيفان المدير العام لبرنامج النفط مقابل الغذاء الذي كان يعقد مؤتمرا صحافيا عندما وقع الاعتداء.
واكد اللفتانت الاميركي مايك بروفاسنيك "وقع انفجار هائل ووصلنا اثر ذلك الى المكان".&وتحلق ثلاث مروحيات فوق الموقع.&واشار شهود الى ان الانفجار قد يكون ناجما عن سيارة مفخخة.
وحطت مروحيات اميركية قرب المبنى لنقل الجرحى بينما انتشر العديد من الجنود الاميركيين حول مبنى هذه المدرسة الفندقية السابقة شمال شرق العاصمة العراقية. ونقل عدد من الجرحى على متن مروحية من طراز بلاك هاوك تحمل رمز الصليب الاحمر وساعد احد الجنود امرأة كانت تمشي بصعوبة على الصعود الى المروحية.
وكانت سيارة تشتعل في موقف قرب المبنى الذي ما زال يرفرف عليه علم الامم المتحدة فيما تضرر العديد من السيارات من الانفجار. ويعمل نحو 300 شخص -ما بين اجانب ومحليين- في مقر الامم المتحدة في بغداد
&بوش
ندد الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء في كروفورد في تكساس بالاعتداء "الإرهابي" على مقر الأمم المتحدة في بغداد الذي أدى إلى مقتل ثلاثة عشر شخصا على الأقل وجرح العشرات.&وقال الرئيس الاميركي في مداخلة مقتضبة ان "هؤلاء القتلة لن يحددوا مستقبل العراق"، واكد عزمه على "الاستمرار في الحرب على الارهاب الى ان تتم محاكمة المسؤولين عنه".
انان يدين
دان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الثلاثاء الاعتداء بالسيارة المفخخة على مقر الامم المتحدة في العراق، واصفا اياه "بالعنف المجاني والاجرامي" وقرر قطع اجازته للعودة مباشرة الى نيويورك.
وتلا الناطق باسم الامين العام للمنظمة الدولية فريد ايكهارت بيانا باسم انان اكد فيه ان الجميع في الامم المتحدة "مصدوم ومروع" نتيجة هذا الاعتداء.&واضاف البيان، الذي تلي قبل اعلان نبأ وفاة الممثل لامين العام للامم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميللو، "لا يمكن لاي شيء ان يبرر عمل العنف هذا المجاني والاجرامي ضد نساء ورجال ذهبوا الى العراق بهدف وحيد هو مساعدة الشعب العراقي على استعادة استقلاله وسيادته".&واعلن الناطق ان انان قرر قطع اجازته في فنلندا للعودة فورا الى نيويورك التي سيصلها الاربعاء.
وقال المتحدث ايضا انه "بحسب معلوماتي في الوقت الراهن" لم يتعرض عاملو ومؤسسات الامم المتحدة في العراق لاي تهديد خاص وان لا احد تبنى الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي ارتكب اليوم الثلاثاء.
ولكنه اضاف "كنا نعرف اننا موجودون في محيط خطر".&واشار ايكهارت ايضا الى ان قوات التحالف الاميركية البريطانية، القوات المحتلة في العراق، هي "المسؤولة عن امن الامم المتحدة في البلاد".&وقال "ان السلطات في الدول التي نتواجد فيها هي المسؤولة عن الامن. وفي العراق، السلطات ممثلة بالتحالف واول مسؤولية للمحافظة على امن مقرنا تقع على التحالف".
واكد المتحدث ان الامم المتحدة اعطت عقب الاعتداء "مؤشرين سياسيين كبيرين" موضحا ان اولهما "صدر عن مجلس الامن الدولي يقول ان هذا الاعتداء لن "يوهن عزيمة الاسرة الدولية" في مساعدة العراق والثاني صدر عن الامين العام الذي قال ان الامم المتحدة "ستواصل جميع جهودها لتحقيق اهدافها في العراق".