اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم الاربعاء ان المنظمة الدولية ستواصل عملها في العراق رغم الاعتداء الذي استهدف مقرها في بغداد واسفر عن مقتل 17 شخصا على الاقل.&وقال انان خلال مؤتمر صحافي في ستوكهولم قبل توجهه الى نيويورك "سنواصل المهمة التي اوكلها الينا مجلس الامن".&واوضح انان ان مجلس الامن الدولي سيجتمع اليوم الاربعاء لبحث المسألة وانه من غير الوارد بان تنسحب الامم المتحدة من العراق وقال "لا نعتزم القيام بذلك. في الوقت الراهن ندرس الوضع".
&وقال انان "امس (الثلاثاء) كان يوما اسود بالنسبة الى الامم المتحدة والعراق والتضامن الدولي. وفي هذا اليوم فقدت الامم المتحدة عددا من المع موظفيها بينهم سيرجو فييرا دي ميلو" ممثل الامم المتحدة في العراق.واقر انان بانه من الصعب تجنب مثل هذه الاعتداءات لكنه رأى ان قوات الاحتلال في العراق، اساسا الاميركية والبريطانية، مسؤولة عن ضمان الامن في البلاد.&واضاف الامين العام ان "قوات الاحتلال مسؤولة عن (فرض احترام) القانون والامن في البلاد".
&ومضى يقول "لكن لا احد يدري من اين تأتي مثل هذه الاعتداءات".&واثر الاعتداء الذي وقع بالامس ستعيد الامم المتحدة النظر في اجراءاتها الامنية في العراق وباقي العالم.&ويتولى تحالف اميركي بريطاني شؤون العراق منذ ان شنت واشنطن ولندن حربا على هذا البلد دون تفويض من الامم المتحدة. ولا تتمتع الامم المتحدة في العراق سوى بتفويض محدود.
وعلى صعيد متصل اكدت قوات التحالف الاميركي البريطاني ان الامم المتحدة كانت تتولى امن مقرها العام الذي لقي فيه ما لا يقل عن 17 شخصا مصرعهم واصيب اكثر من مئة اخرين بجروح الثلاثاء في انفجار بشاحنة مفخخة.&وقال اللفتانت بيتر ريكرس المتحدث باسم التحالف "ان الامم المتحدة كانت تتولى امنها".
&واضاف "لقد استعانوا بخدمات شركة خاصة كانت تتولى الامن في محيط المجمع".&وقتل في اعتداء فندق القناة ببغداد الثلاثاء اعلى مسؤول دولي في العراق واجانب من عدة جنسيات.&وبعد ساعات من الهجوم قال مسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة ان الهدف اختير بدقة.
&وقال ان منفذ العملية اختار "اشد المناطق هشاشة" في المبنى. واضاف "كان من المستحيل الدخول من الباب الرئيسي غير ان هناك طريقا محاذيا يقع مباشرة الى يمين المبنى (سلكته الشاحنة المفخخة)".
وقد يكون الهدف من العملية اخراج الامم المتحدة والمجتمع الدولي من العراق الذي يشهد الانهيار والفوضى منذ سقوط نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في التاسع من نيسان/ابريل.
ويواصل الجنود البحث بين انقاض مبنى مقر الامم المتحدة عن اشخاص لا يزالون مفقودين.&وقال مسؤول في الامم المتحدة لفرانس برس "ان الامر يشبه عمليات البحث اثر زلزال ويجب التقدم بحذر لان كل شيء يمكن ان ينهار ويقتل اناس نجوا من الكارثة".

&واغلق الجيش الاميركي اليوم كل مداخل المقر.&واقام الجنود الاميركيون حزاما امنيا عل الجسر الذي يربط ضفتي القناة الموازية للفندق ومنعوا الدخول على السكان والصحافيين.
&وتجمع سكان من الحي واشخاص قدموا للسؤال عن مصير اقارب لهم مفقودون على الجسر امام شريط يحرسه جنود اميركيون.
&ولا يسمح بالخروج الا لموظفي مستشفى معوقي الحرب الايرانية العراقية (1980-1988) وذلك لاخراج المعدات الطبية.&ولم يلاحظ اي نشاط في مقر الامم المتحدة وفي الشارع المحاذي لمدخل فندق القناة الذي اغلق امام حركة المرور وشوهدت فيه شاحنات عسكرية اميركية.