بعد حفل افتتاح الدورة 17لبطولة افريقيا للأمم في كرة اليد:
المنتحب التونسي يبحث عن اللقب السابع

إيهاب الشاوش من تونس: بعد ان كانت عاصمة كرة اليد العالمية بمناسبة احتضان تونس لكأس العالم لكرة اليد، ستكون quot;الخضراءquot; بداية من مساء اليوم، الثلاثاء، و على امتداد 10 ايام عاصمة كرة اليد الإفريقية. اثنا عشر منتخبا للرجال و عشر منتخبات للنساء يشاركون في الدورة السابعة عشرة لبطولة إفريقيا للأمم للأكابر و الكبريات التي تحتضنها تونس منا10 الى 20 جانفي الجاري للمرة الرابعة بعد سنوات 74 و 81 و 94.
فهل ستكون هذه الدورة فرصة لتأكيد صحوة كرة اليد التونسية التي أحرزت المركز الرابع في مونديال تونس؟ و هل سيتمكن منتخب كرة اليد للأكابر من استرجاع لقبه الإفريقي، بعد ان خطفه منه المنتخب المصري قبل عامين ام ان الدورة ستكون فرصة للمصريين لرد الفعل بعد المشاركة المخيبة للآمال في المونديال الأخير عندما خرج من الدور الاول؟ أسئلة عديدة يطرحها الشارع الرياضي، ستجد إجابتها حين تفصح الدورة عن أسرارها.

استرجاع اللقب:

و فيما انطلقت الدورة أمس، على إيقاع اللوحات الفنية الاستعراضية التي عكست المخزون الحضاري للقارة السمراء و البلاد التونسية، يسعى المنتخب التونسي بداية من اليوم إلى استرجاع لقبه الإفريقي وتأكيد المكانة الريادية التي تحتلها كرة اليد لتونسية على الصعيد القاري.
من جهته يأمل منتخب الكبريات خلال مشاركته في البطولة ذاتها في انتزاع إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة الى المونديال المقبل المقرر في فرنسا عام 2007 وتحسين ترتيبه بعد ان كان أحرز في الدورة الماضية المركز الرابع.
أما بالنسبة للمنافسة في الأكابر فستنحصر بين تونس والجزائر ومصر، اذ تسعى كل من تونس و الجزائر الى احراز اللقب السابع، في حين يحاول المنتخب المصري الدفاع لقبه و الحصول على تتويج قاري خامس.
المنتخب التونسي و بالنظر إلى النتائج الجيدة التي سجلها سواء خلال كاس العالم في تونس او ألعاب ألمارية بإسبانيا (المركز الثالث) و بفضل ما يتمتع به من خبرة كبيرة بمثل هذه المنافسات ورصيد بشرى ثرى يتكون في معظمه من عناصر تنشط في اندية اوروبية محترفة، يملك الإمكانيات الفنية التي تخول له الفوز بلقب قارى سابع بعد اعوام 1974 و1976 و1979 و1994 و1998 و2002.
وسيكون المنتخب التونسي في هذه الدورة مدعما بكامل عناصره المحترفين على غرار الصحبي بن عزيزة quot;دنكارك الفرنسيquot; وعصام تاج quot;سليستا الفرنسيquot; وهيكل مقنم quot;نيم الفرنسيquot; ووسام حمام quot;مونبيليي الفرنسيquot; وانور عياد quot;تولوز الفرنسيquot; وهو ما من شانه ان يساهم في توفير مزيد من الحلول والخيارات التكتيكية للمدرب سعد حسن افنديتش في مسابقة ستخضع خلالها المنتخبات المشاركة الى نسق ماراطوني يتطلب نفسا طويلا ولياقة بدنية عالية.
كما سيستفيد المنتخب التونسي من طموح واندفاع العناصر الشابة التي ستشارك لاول مرة في هذه البطولة على غرار الحارس مروان مقايز وسليم الهدوى وصبحي سعيد.

إعداد جيد:

المنتخب التونسي شرع في الإعداد لهذا الموعد الإفريقي بصفة مبكرة حيث اجرى عدة تربصات داخلية وخارجية تخللتها سلسلة من المباريات الودية الى جانب المشاركة في بعض الدورات الدولية.وشكلت في هذا الإطار دورة صربيا التي أقيمت من 27 إلى 31 اكتوبر الفارط فرصة هامة لتمتين اللحمة بين كافة اللاعبين والاحتكاك بمنافسين ذوى مستوى فني مرموق. كما خاض المنتخب التونسي في هذه الدورة ثلاثة لقاءات مع سلوفينيا /32/36/وصربيا /33/37/ وصربيا الاولمبي /36/36/.

وكان المعسكر الأخير في فرنسا المحطة النهائية في برنامج تحضيرات المنتخب التونسي الذي حاول خلاله المدرب افنديتش وضع اللمسات الأخيرة على الرسوم التكتيكية التي ينوى انتهاجها في البطولة الأفريقية. ومثلت المباراة الودية أمام مونبيليي الفرنسي يوم 3 جانفي /35/35/ والمشاركة في دورة ماران الفرنسية من 5 الى 8 من الشهر ذاته فرصة للوقوف على مدى نجاح الفريق في تطبيق الخطط التكتيكية المزمع اعتمادها ومدى تاقلم اللاعبين معها.
منافسة شديدة، ومن المنتظر ان يجد المنتخب التونسي في البطولة الأفريقية منافسة شديدة من نظيره المصرى الذي يمر بفترة انتقالية بعد ان قرر المدرب الصربي زوران زيفكوفيتش اقحام عدد كبير من اللاعبين الشبان مع الابقاء على بعض العناصر المحنكة على غرار الحارس حمادة النقيب ولاعب الدائرة مروان رجب والمنسق حسين زكي القوة الضاربة في الفريق والمحترف في ديبورتيفو بازيكو ارغون الاسباني. كما يتوقع ان يكون المنتخب الجزائرى ندا قويا للمنتخبين التونسي والمصري واحد ابرز المتراهنين على اللقب الذي سبق ان أحرزه في 6 مناسبات.

ويبقى المنتخب الجزائري منافسا مهابا لما يضمه في صفوفه من عناصر محترفة مثل احمد حاج علي /ترامبلي الفرنسي/ وبلقاسم فيلاح /باريس الفرنسي /وهادى بيلوم /شامبيرى الفرنسي/ وخالد غومال /بوردو الفرنسي/ فضلا عما يتمتع به من تقاليد عريقة في هذه الرياضة حيث كان اول منتخب في العالم يعتمد خطة الدفاع المتقدم.

وبالنسبة لليوم الأول سيكون المنتخب التونسي أمام مهمة سهلة ضد الكوت ديفوار نظرا لتباين موازين القوى، و نفس الشيء بالنسبة لحامل اللقب المنتخب المصري ضد الغابون، بينما المنتخب الجزائري مطالب بالحذر ضد نيجيريا في حين ستكون المواجهة متكافئة بين انغولا والكونغو في المجموعة الثالثة.
الترشح للمونديال للكبريات:

أما في صنف الكبريات فسيسعى المنتخب التونسي في المقام الأول إلى ضمان ترشحه إلى المونديال مع محاولة المراهنة على اللقب الذى عجز عن الظفر به منذ تتويجه بالنسخة الاولى في تونس عام.1974 غير ان المنافسة الحقيقة للكبريات ستكون من أجل المراكز الثلاثة الأولى التي تمكن منتخبنا من التأهل الى مونديال فرنسا 2007.

ولضمان مشاركة ايجابية تتماشى مع الاهداف المرسومة وضع المدرب عبد الرحمان حمو برنامجا تحضيريا دسما ومتنوعا جمع بين التربصات والمباريات الودية بهدف تشخيص مواطن الضعف والعمل على تداركها قبل خوض غمار البطولة الافريقية.
واجرى المنتخب التونسي في هذا السياق تربصا في البوسنة من 6 الى 15 ديسمبر التقت خلاله مع المنتخب المحلي في 5 مقابلات فازت في اربع وتعادلت في واحدة قبل ان تقيم تربصا ثانيا في ايطاليا من 26 الى 30 من نفس الشهر كان مشفوعا بثلاث مقابلات ودية مع المنتخب الايطالي.
وباستثناء المنتخب الانغولي بطل الدورات الأربع الأخيرة وصاحب 7 كؤوس من المنتظر ان تكون الكبريات في طريق مفتوح امام بقية منافسيها في الدور الاول باعتبار تواضع مستوى منتخبات الغابون والسنغال والكونغو الديمقراطية التي لا تملك تقاليدا عريقة في رياضة كرة اليد.