بلغ عدد الموقعين على بيان الليبراليين الجدد حسب تقرير الدكتور جواد هاشم أمس أحد معدي (البيان الأممي ضد مشجعي الارهاب) المزمع رفعه خلال الأيام القادمة لمجلس الأمن والأمم المتحدة والداعي إلى اقامة محكمة للارهاب، أكثر من 2000 توقيع وصلت إلى بريد البيان. وهذه نسبة ما زالت منخفضة، ويأمل معدو البيان الأممي ضد مشجعي الارهاب: الدكتور شاكر النابلسي المفكر الأردني والدكتور جواد هاشم الناشط السياسي والوزير العراقي السابق والمفكر التونسي العفيف الأخضر، أن يبلغ عدد الموقعين خلال الأسبوع القادم حوالي عشرة آلاف توقيع، وهو العدد المؤمل تحقيقه قبل رفع البيان الأممي إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بعد ترجمته إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية.

***

لقد تساءل البعض عن ضرورة هذا البيان الآن، ولماذا الآن على وجه الخصوص، ولماذا لم يرفعه معدوه الثلاثة إلى المؤتمر الإسلامي أولاً، أو الى رابطة العالم الإسلامي، أو إلى هيئة علماء المسلمين العالمية.. الخ. لقد سُئل شاكر النابلسي هذا السؤال من قبل احدى الفضائيات العربية التي أذاعت البيان الأممي في نشرتها الإخبارية الرئيسية أمس، فكان رده صريحاً وواضحاً وفاضحاً أيضاً، وهو أن الأنظمة العربية التي هي أقوى من هذه المنظمات، لم تستطع اهمال أو منع تهديد وقف مسلسل (الطريق إلى كابل) الذي وجهته الجماعات الارهابية إلى التليفزيونات العربية التي تبث هذا المسلسل، واضطرت هذه الأنظمة إلى وقف بث المسلسل خوفاً من بطش الارهابيين. فكيف تريدون منها أن تأتي بدُعاة الارهاب ومفتين الفتاوى الارهابية وتحاكمهم محاكمات عادلة. إن هذه المهمة لا تقوم بها إلا سلطة دولية كمجلس الأمن أو الأمم المتحدة، وهذا هو المبرر لرفع هذا البيان إلى هاتين السلطتين.

***

بيان الليبراليين الجدد يصعد عالياً عالياً، ويتلقى المزيد من تواقيع المثقفين والناشطين الليبراليين كل دقيقة. وبغض النظر عن أهمية وشجاعة هذا البيان، فإن قراءة متمعنة لهذا البيان تُثبت بأن الليبراليين الجدد ليسوا من أصحاب الياقات المنشّاة الثرثارين والهامسين في المنتديات الثقافية والسياسية، والذين يسكنون الأبراج العاجية، وأنهم مشتتون ضائعون، لا يجمعهم تجمّع، ولا يوحّدهم صوت.

لقد أثبت حجم التواقيع التي وصلت الى بريد هذا البيان خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من الإعلان عنه، والتي بلغت كما قلنا حوالي 2000 توقيع من كافة أنحاء العالم العرب من العرب الشرفاء والأحرار، والمقيمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومن خيرة المثقفين والمفكرين والكتاب والشعراء والصحافيين .. الخ، أن الليبراليين الجُدد قد أصبحوا جبهة ثقافية وفكرية وسياسية لها وزنها ولها ثقلها. وأنهم جبهة عريضة فاعلة غير مشتتة ولا خاملة. وأن لهم خطابهم الواضح الذي أعلنه من قبل شاكر النابلسي في مقاله (من هم الليبراليون الجدد وما هو خطابهم؟ 23/6/2004) والذي يعتبر بمثابة المانيفستو الليبرالي الجديد. وأنهم قوة فاعلة في العالم العربي، لا سلطة عليهم غير سلطة العقل، ولا كعبة لهم غير كعبة التنوير، ولا يعرفون للحرية والديمقراطية هوية غير هوية الإنسانية، ولا فرق لديهم أن يأتي الإصلاح على ظهر جمل عربي أو على ظهر صاروخ غربي .. المهم أن يأتي. ولا يؤمنون بالكفاح بالمسلح ولكن بالسلام المسلح بالعقل والمعرفة والعلم والإمكانية وتوازن القوى، وينبذون كل أشكال التطرف والعنف. وهم من أهل الاعتدال لا من أهل الاعتزال، وهم دعاة تلاقح الحضارات لا صدام الحضارات. وقد كان بيانهم الأممي الأخير الذي سيرفع بعد أيام إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة امتحان للصدقية التي بدأت نتائج التصويت عليه تظهر سريعاً. ولكن ما زلنا في أول الطريق ونريد المزيد من الأصوات. ولا تنسوا أيها الليبراليون الجُدد الشرفاء عنوان صندوق الاقتراع على هذا البيان: [email protected]

(*) نص النداءالذي وجههالليبراليون العرب إلى الأمم المتحدة