شموع خارج منزل الضحايا
عبدالله المغلوث من جيرسي سيتي: إندلعت أزمة طائفية في ولاية نيوجرسي الأميركية بعد مقتل عائلة قبطية مصرية مكونة من 4 أفراد الجمعة الماضية. حيث نشبت مشادة كلامية وملاسنة وصلت إلى التشابك بالأيادي بين مسلمين وأقباط حضروا تشييع جنازة الضحايا الأثنين الماضي.

ولم تتعرف شرطة جيرسي سيتي المحلية على سبب مقتل العائلة المكونة من: الأب: حسام أرمانيوس(47 عاما) أمل جريس زوجته البالغة من العمر (37 عامًا) و ابنتيهما سيلفيا(15 عامًا), ومونيكا( 8 أعوام).

وقد شيع الأسرة المصرية نحو 7000 شخص، من بينهم مايقارب 42 مسلمًا تعرضوا لانتقادات حادة وغضب شديدين، حيث رفع أحد الأقباط لافتة تقول: "عائلة أميركية قُطعت رؤوسها على الأرض الأميركية ، مرحبًا بـ ابن لادن وجماعته!". رفع قبطي لافتة أخرى : " الإرهابيّون وصلوا إلى بيتنا وخلايا بوش نائمة".

واشارت التحقيقات أن الشرطة وجدت الضحايا الأربعة مقتولين ومقيدين، في منزلهم الواقع على طريق85 ،أوكلاند في جيرسي سيتي في تمام الساعة الرابعة فجرًا من فجر يوم الجمعة بعد أن ابدى جيرانهم واصدقائهم قلقهم بسبب عدم مشاهدتهم طوال 48 ساعة وغيابهم عن العمل والمدرسة.

وأشارت التحريات المبدئية على وجود خلاف بين حسام وأحد أعضاء غرف الحوار على الانترنت بعد ان كتب الأول بأن: " الكنيسة الأرثوذكسية القبطية هي أقدم مجتمع مسيحي". و يؤمن حسام أنها قد أنشئت في القرن الأول بعد الميلاد من قبل أبوسل مارك وفق بيان الشرطة.

وعلق مسؤولون أمنيون في أميركا عن مدى تورط مسلمين في الحادثة على خلفية النزاع الذي نشب بين الطائفتين مؤخرًا في مصر"احتمال وارد، لكن لانجزم ولايمكن ان نصرح حول صحة هذه التكهنات من عدمها بشكل جازم حتى نهاية التحقيقات". وأضاف الدكتور شارون باتلي المتحدث باسم شرطة جيرسي سيتي يقول: "المسلمون والأقباط يعيشون هنا، ولاتوجد أية تقارير تكشف تاريخ من العداوة بين الطائفتين".

ويصف أسامة حسن, مدير المركز الإسلامي لجيرسي سيتي العلاقة بين الأقباط و المسلمين: "طبيعية، لاتوجد مودة كبيرة متبادلة" . وتابع: "أعتقد أن هناك من يدخل في مشادات وربما معارك جسدية لكن ليس إلى حد القتل".

وتشير بعض الروايات الى أن الدافع وراء القتل هو السرقة بعد أن وجدت السلطات الأمنية محفظة حسام فارغة رغم وجدود بعض المجوهرات في خزنة الزوجة بعد الحادثة.

ومنذ وصول العائلة من مصر عام 1997 إلى أميركا وهم يذهبون بإنتظام الى كنيسة شنودة القبطية كل اسبوع دون انقطاع، ومنذ هجرتهم الى نيوجرسي لم يرصد بوضوح احد أي خلاف بين الأسرة المقتولة واي طرف آخر.

ويقول الأستاذ نايف الطورة رئيس تحرير جريدة "البلاد" الأسبوعية التي تصدر من نيوجرسي لـ "إيلاف": "تلقينا بحزن ماحدث للأسرة المصرية، للأسف هناك بعض الجهات استغلت الجرح بشكل غير مسؤول عبر تسييسه وتوزيع الاتهامات جزافا قبل أن تنتهي التحقيقات".

وأردف: "يجب أن نعترف أجمعين ان الارهاب لايعرف ديانة أو طائفة، انه كائن مفترس وبشع مستقل بذاته يلبس رداء أي دين يشتهيه، يجب أن نحاربه، وقبل ذلك يجب أن نمارس الهدوء لنعالج مشاكلنا بحكمة".

يقول محب غبور، ناشرة جريدة محلية قبطية تصدر من جيرسي"العائلة كانت ناشطة في الكنيسة منذ هجرتها، قلقون من المستقبل فكيف يتم قتل عائلة بريئة كالبقر".

ولم يصدق والد أمل مقتل ابنته: "لايمكن انها قتلت، هناك لبس ما!". ولم يستطع والدها وجد الفتاتين: سيلفيا ومونيكا(أنيس) اكمال جملة واحدة مع رجال الصحافة أو أفواج المعزين، كان يضع يده على وجهه، ويكرر صلوات بصوت يسمعه البعيد.

وتعمل أمل في البريد الحكومي في كيرني بينما زوجها نادلا في فندق الهيلتون بعاصمة نيوجرسي، يعيشان حياة جيدة، في منزل صغير يلتحف أحلام كثيرة حملتها الأسرة من مصر.

لم يشتعل الغضب في مراسم تشيع الجنازة بل امتد إلى أماكن متفرقة، يقول الطالب السعودي محمد الداوود الذي يدرس في جيرسي لـ "إيلاف":"تهشمت زجاجة سيارتي الأمامية عندما ركنتها بجوارمحل لبيع المواد الغذائية العربية، اشعر باسف بالغ لمقتل هذه الأسرة، لكن لايجب أن تعالج الجريمة بجريمة، ماذنبي؟".

مقتطفات من الحادثة:

-أشارت التحقيقات أن هناك أكثر من شخص شارك في العملية، كون التحريات لم تثبت اية مقاومة جسدية أو أضرار ملموسة في المنزل.
- قتلت الفتاة سيلفيا قبل ان تحتفل يوم الجمعة بعيد ميلادها الـ 16.
-كان المقتول حسام يدخل غرف دينية في "البالتوك".
-وعمل مترجمًا للمدعي العام أثناء التحقيقات مع عمر عبدالرحمن وذلك قبل حصوله على الجنسية الأميركية.
-حصل رب الأسرة (الضحية) على الجنسية بسبب الاضطهاد الديني.
-والدا الضحية أمل يعيشان في جيرسي سيتي بأميركا، بينما أقارب زوجها يعيشون في مصر...
-يعيش نحو 40 ألف عربي في جيرسي سيتي وحدها بينما يصل عدد العرب في الولاية مايقارب 130 الف.
-(جورنال سكوير) الميدان الشهير في جيرسي تحول إلى (ميدان التحرير) في شفاه العرب والمصريين بسبب انتقال الكثير من المصريين الى المدينة التي تحتفل العديد من مبانيها وعماراتها بالاهرامات والأسماء التي جاءت برفقة حقائب الجالية من مصر...
-قبل الأثين الماضي لم يكن هناك أي دلائل او تصريحات على وجود اتهمات ضد المسلمين، ويبدو ذلك جليا عندما نعرف حجم الأمن الذين حضروا بشكل محدود في مراسم الجنازة، حيث كانت الاشارات تعكس وجود دوافع للسرقة وراء الجريمة.
-وجود الشيخ طارق يوسف امام مسجد " أولي الألباب" في بروكلاند بنيويورك في مراسم التشييع فجر غضب الأقباط الذين سجلوا احتجاجا على وجوده تسبب في الهجوم عليه لولا تدخل الأب ديفيد (بطريرك الأقباط في شمال أميركا) لامتصاص غضبهم الذي لم يدم طويلا.
-تعرض الشيخ طارق لهجوم مجددا، ساهم في انتشار 30 رجل أمن اميركي لفض الاشتباك ونقل امام مسجد "أولي الألبا" الى الخارج، حيث كان يرتدي "غترة" وعباءة سوداء مماجعله هدفا للغاضبين.
-قال منير داوود-طبيب مصري قبطي، جراح ويحمل دكتوراه في الفقه المقارن في الديانات- لوسائل اعلام أميركية: "نطلب حماية الأقباط في أميركا، الزرقاوي وصل نيوجرسي!".