فهد سعود من الرياض: "السعودي طير حر، والكرة عنده حضارة".. هذا هو حال لسان الجماهير السعودية بعد نهاية مباراة اليوم أمام المنتخب الكوري الجنوبي.فالمنتخب السعودي حقق مفاجأة كبيرة لم تكن بحسابات أكثر المتفائلين، وهزم رابع العالم بهدفين مقابل لاشيء،ليرد على كل من شكك بقدراته الفنية، والإدارية، والنقد الحاد الذي سبق هذه المباراة المهمة في طريق الأخضر نحو التأهل للمونديال العالمي للمرة الرابعة على التوالي.

فقد قدم المنتخب السعودي اليوم، مستوىً مغايراً تماماً للتوقعات، واستطاع أن يهزم المنتخب الكوري الجنوبي، ليس بالنتيجة فقط، بل بالمستوى أيضاً،ووضع اسمه في الدرجة الأولى، ضمن قائمة أسماء المسافرين على قطار"ألمانيا" 2006.

بدأت المباراة التي أقيمت في الدمام(شرق السعودية) بطريقة هجومية من الفريقين، وعند الدقيقة الثالثة من المباراة، مرر خالد عزيز كرة رائعة للمهاجم المتألق اليوم ياسر القحطاني، الذي بدوره قام بتحويلها"بالرد السريع" لسامي الجابر،وكادت هذه الهجمة أن تكون هي الهدف الأول، ولكن دفاع كوريا كان يقظاً.

ون-تو رائع، بين سامي الجابر، وتيسير الجاسم،. في الدقيقة 21 من الشوط الأول. كاد أن يثمر عن هدف، -لوجاء-، لتحدثت عنه جماهير الكرة لسنوات وسنوات.

الأداء ممتع، والمباراة جميلة، والجميع ينتظر الأهداف.

ولم يطل الانتظار كثيراً ، فها هو ( ياسر القحطاني ) يتلاعب بالكره في الجهة اليمنى ، ويقدم عرضاً جميلاً، أعاد للذاكرة أكثر من مشهد، من مشاهد الكرة السعودية في التسعينيات. ويمررها عرضية لـ ( سعود كريري ) المُتمركز بداخل منطقة الجزاء الكورية .. لُيطلقها قوية لتسكن الشباك الكورية على يمين الحارس الكوري البائس عند الدقيقة 28 .

محاولات كورية جادة تلت ذلك الهدف الجميل من أجل تعديل النتيجة.. وإعادة التوازن للمباراة، ولكن دون خطورة حقيقية على المرمى السعودي، الذي كان يحرسه مبروك زايد الجندي –غير المجهول- في المباراة، والذي كان أسداً في حماية العرين السعودي، أمام محاولات الكوريون للتسجيل. لينتهي الشوط الأول بهدف سعودي مقابل لاشيء لكوريا.

دخل الكوريون الشوط الثاني من المباراة، وقد اتضحت عزيمتهم وإصرارهم على التسجيل، أو تعديل النتيجة كأقل ما يمكن أن يحدث. ولكن، كل تلك المخططات ذهبت أدراج النسيان، أمام الصرح السعودي، الذي كان في أوج تألقه لهذا اليوم.

وفي المقابل دخل السعوديون هذا الشوط، ليتضح للجميع أن حواراً قوياً وحماسياً دار خلف الكواليس ، بين اللاعبين والمدرب الأرجنتيني ( كالديرون )، من خِلال الحماس الشديد والروح المعنوية الكبيرة التي نزل بها اللاعبون هذا الشوط.

وعند الدقيقه68 من المباراة. كانت هناك ضربة جزاء للمنتخب السعودي، لم يحتسبها الحكم، للمهاجم"المشاغب"ياسر القحطاني،أثارت احتجاج لاعبي المنتخب السعودي، إلا أن ياسر رفض تجاهل الحكم له عن احتساب هذه الضربة، فعاد بعدها بدقيقه، ليتخطى أكثر من لاعب بداخل منطقة الجزاء الكورية، فيسقط،، ليعلن الحكم هذه المرة عن ضربة جزاء سعودية لا غبار عليها . تقدم لها ياسر القحطاني، وسط صيحات الجماهير والصخب الجميل المرافق لهم، ليسجل منها الهدف السعودي الثاني.

مرت الدقائق التالية بشكل طبيعي، محاولات كوريه للتسجيل، مع اعتماد سعودي على الهجمات المرتدة، دون خطورة حقيقية، ليعلن الحكم عن نهاية المباراة، بالنصر السعودي المستحق على الفريق الكوري بهدفين مقابل لاشيء.

وفي نهاية المباراة، أثنى الأمير محمد بن فهد على اللاعبين وقال: "هؤلاء هم أبناء فهد بن عبد العزيز" وقدم شكره للجماهير السعودية التي حضرت لمساندة منتخبها اليوم، وقال: هذه الوقفة غير مستغربة من الجماهير السعودية الوفية.

وقال الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب أن النصر تحقق بفضل الله أولاً، ثم بجهود اللاعبين، والجهازين الفني والإداري وأضاف: لا يزال الطريق طويل وصعب، ولدينا الآن مباراة أخرى لا تقل أهمية عن مباراة اليوم أمام المنتخب الكويتي بعد خمسه أيام.

وجدد الأمير سلطان ثقته بالمدرب كالديرون، واستنكر الهجوم الحاد ضده، في عقاب مباراتي مصر وفنلندا الوديتين والتي خسر يهما المنتخب السعودي، وقال: مثل تلك المباريات مايهم منها هو فقط البحث عن الأخطاء لتلافيها، وتطوير المستوى العام للمنتخب ،فأتمنى من كتابنا الرياضيون مراجعة أنفسهم قبل الكتابة مرة أخرى.

وبهذا الفوز، أصبح المنتخب السعودي على رأس مجموعته بأربع نقاط، يليه كوريا الجنوبيه بثلاث نقاط، ثم الكويت وأخيراً اوزباكستان.