عاد الأمير تركي بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السابق في السعودية، إلى بلاده قبل أيام للإقامة الدائمة في عاصمة أبيه، التي غادرها شاباً قبل أكثر من ربع قرن لأسباب خاصة، وذلك على طائرة واحدة في معية أخويه الأميرين سلطان وسلمان اللذين كانا يقضيان فترة نقاهة في المملكة المغربية منذ أشهر عدة.


لندن: بعد قضائه زهاء أسبوع في أحد قصور الضيافة التابعة لأخيه الأمير سلطان، ولي العهد ووزير الدفاع الحالي، وهو قصر رخامي يعرفه سكان العاصمة، ويقع على واحد من أهم طرقها السريعة، شارع التخصصي، فإن مرافقي الأمير تركي يتأهبون للانتقال إلى مقره الدائم، الذي سيكون في حي النخيل، أحد الأحياء الفاخرة في شمال الرياض.

تأتي هذه العودة بعد نحو ثلاثة أشهر من زيارة خاصة قام بها وزير الداخلية الأمير نايف، الذي سيّر شؤون البلاد مرات عدة في ظل غياب أخويه الملك وولي العهد، إلى القاهرة، والتقى فيها الأمير تركي في جلسة مطوّلة، لم يعرف ما جرى فيها حتى الآن، وما إذا كانت زيارة عائلية محضة لتقديم العزاء في زوجته أو أنها كانت لإقناعه بالعودة إلى المملكة.

يشار إلى أن الأمير تركي الثاني بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المولود في عام 1932 هو الابن الحادي والعشرون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري، وسمّي تركي الثاني، لأنه ولد بعد وفاة أخيه الأكبر تركي الأول، الذي توفى في سنة 1918.

وسبق له أن تولى منصب إمارة منطقة الرياض بالنيابة في العاشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 1957 بعد غياب الأمير سلمان، الذي كان مرافقاً للملك سعود أثناء زيارته إلى لبنان. عيّن نائبًا لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام في عهد الملك فيصل، وتحديداً في العام 1969، وبقي عليها حتى العام 1983، الذي شهد تخليه عن منصبه وانتقاله للعيش في القاهرة، حيث أقام في فندق رمسيس برفقة زوجته الراحلة وأبنائه.

وبعد يوم من وصوله، شهد مقر إقامته الموقت توافد عدد من أمراء آل سعود للسلام عليه وتهنئته بالعودة، وكان على رأسهم أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز وغالبية أفراد الأسرة المالكة، حيث شوهد زحام السيارات الزائرة بشكل لفت سكان العاصمة الهادئة إلا من أضواء السيارات وسحب الغبار المتواصلة.

وبعيداً عن بورصة الشائعات وسماسرتها الخليجيين والعرب فإن العالمين ببواطن الأمور يقولون إن عودة الأمير تركي بن عبد العزيز إلى الرياض هي شأن عائلي محض، لا علاقة لها بأي مشاريع مستقبلية، خصوصاً وأن الأمير أكد أكثر من مرة لزائريه أنه لا يملك هواجس سياسية هذه الأيام، وذلك على الرغم من كونه عضواً في هيئة البيعة المخوّل لها اختيار ملوك المستقبل في بلاده.