شارك آلاف المصريين في مظاهرة حاشدة ضد الإرهاب مساء السبت في منطقة دوران شبرا التي تقطنها أغلبية مسيحية. وفي إفادات لـ(إيلاف)، أكد أيمن نور زعيم حزب الغد أنّ المظاهرة هي خير دليل على أن التفجيرات التي وقعت أمام كنيسة القديسيين بالإسكندرية دبرها ونفذها عملاء خارجيون لا مصريون.


جانب من مسيرة شبرا ليل السبت - الاحد (عدسة إيلاف)

القاهرة: شارك نحو أربعة آلاف مواطن مصري في مظاهرة حاشدة ضد الإرهاب، في منطقة دوران شبرا التي تقطنها أغلبية مسيحية.

وأنضم للمظاهرة التي استمرت منذ السادسة من مساء السبت وحتى الثانية عشرمن صباح الأحد بتوقيت مصر، العديد من القوي الوطنية والتيارات السياسية و نواب بالبرلمان سابقين وحاليين.

وردد المتظاهرون هتافات تؤكد وحدة الشعب المصري في مواجهة الإرهاب، وطالبوا بالتمسك بالوحدة الوطنية، وإقالة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية، وإعلان الحداد على أرواح ضحايا التفجيرات.

ومن بين الهتافات التي تمّ ترديدها خلال المظاهرة: quot;بالروح بالدم نفديك يا صليبquot;، quot;بالروح بالدم نفديك يا مصرquot;، quot;يحيا الهلال مع الصليبquot;، quot;قالوا مسلم.. قالوا مسيحي.. قلنا لا مسلم ولا مسيحي، مصري مصريquot;، quot;لايهمنا القاعدة، ولا الإرهاب، إحنا هنا لا بنخاف ولا بنهابquot;. quot;المذبحة دي خسيسة.. دم القبطي مش رخيصةquot;.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعار الهلال مع الصليب، وأخري كتب عليهاquot; أقيلوا حبيب العادليquot;، quot;وحدة المضطهدين مسلمين ومسيحيين هي الضمان لموجهة الإرهابquot;، quot;لا لجريمة التفجير البشعة ضد كنيسة الإسكندريةquot;، quot; مسلمون ومسيحيون رافضون لتهديدات القاعدةquot;، quot;كلنا أقباطquot;، quot;أنا مصري ضد الإرهابquot;، quot;حداد لقتلى كنيسة الإسكندريةquot;.

وطوقت قوات الأمن المظاهرة ومنعتها من المسير في شارع شبرا.

وقال البرلماني السابق محمد البلتاجي الذي شارك في المظاهرة لـquot;إيلافquot; إن ما حدث في الإسكندرية جريمة نكراء، تستهدف مصر كلها، و ليس المسيحيين فقط، مشيراً إلي أن الشعب المصري كله يقف يداً واحدة ضد قوى الإرهاب الأسود التي تريد أن تثير الرعب في قلوبنا، وتابع: quot;نحن هنا الليلة لنؤكد أننا ضد الإرهاب، ونؤكد أن التفجيرات موجهة إلي صدورنا جميعاً، وسوف نتصدى لمن يريدون زعزعة استقرار البلادquot;.

الغضب يعمّ مصر... والكنيسة لن تلغي إحتفالات أعياد الميلاد
خمسة الاف شخص شاركوا في تشييع ضحايا تفجير الاسكندرية

إيلاف من القاهرة

وأكد الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد الذي شارك في المظاهرة لـquot;إيلافquot; أن تلك المظاهرة هي خير دليل على أن التفجيرات التي وقعت أمام كنيسة القديسيين بالإسكندرية لم تحدث على أيدي مصريين، بل دبرها ونفذها عملاء خارجيون هدفهم شق الصف المصري، و إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيينquot;. وأضاف أن مصر quot;في حالة حزن عام، والقلوب تتقطردماً، ولكن ذلك لا يعني أن نستكين للأمر الواقع ونستلم للإرهاب الأسود، بل سنناضل ضده مهما كلفنا الأمرquot;.

و أشارت منال منير الناشطة في حركة quot;مصريون ضد التمييز الدينيquot; إلى أن أصابع الاتهام ليست موجهة إلي أي مصري بالضلوع في هذا العمل الإجرامي، لأنه من المستحيل أن يقدم مصري على فعل كهذا، وقالت لـquot;إيلافquot; رغم حالة الحزن التي تلف مصر كلها إلا أننا قادرون على التصدي للإرهابquot;.

واستنكرت منير الحصار الذي فرضته قوات الأمن على المتظاهرين، مشيرة إلي أن الأمن منع المصريين من التعبير عن مشاعرهم الحقيقية الرافضة للإرهاب، بحجة الخوف من وقوع أعمال شغب أو أن يندس بين المتظاهرين بعض المخربين، على حدّ تعبيرها.

وكانت مصر اتهمت السبت quot;أصابع خارجيةquot; بالوقوف وراء الاعتداء الذي استهدف كنيسة للأقباط في الإسكندرية (شمال مصر) ليل الجمعة السبت وادي إلى مقتل 21 شخصا وإصابة 79 آخرين والذي يأتي بعد شهرين من التهديدات التي وجهها تنظيم القاعدة للمسيحيين الأقباط.

ودان الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة نقلها التلفزيون هذا الاعتداء واعتبر انه quot;عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجيةquot;.

ومساء السبت شارك خمسة ألاف شخص على الأقل في تشييع ضحايا كنيسة القديسين، وأقيمت مراسم التشييع في دير مارمينا في كينج مريوط على بعد نحو 30 كلم من المدينة المتوسطية.