ابو زيد توفيت عن عمر يناهز 90 عاماً

القاهرة:توفيت الدكتورة حكمت أبو زيد أول إمرأة تشغل منصب وزير في مصر والعالم العربي، وجاءت وفاة أبوزيد في ساعة متأخرة مساء أمس بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز التسعين عاماً.

وشغلت الدكتورة حكمت أبو زيد منصب وزير الدولة للشؤون الإجتماعية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في العام 1962، لتصبح أول إمرأة عربية تشغل هذا المنصب، وجاء إختيار عبد الناصر لها لتكون وزيرة على إثر خلاف حاد بينهما في مؤتمراللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي في العام 1962م، حيث أعلنت رفضها لإستخدامه بعض العبارات الشهيرة في خطاباته، وذلك في حضوره شخصياً، وآثارت إعجابه الشديد بجرأتها وقدرتها على النقاش والحوار في وقت كان الجميع لا يجرؤ على معارضته فيما يقول أبداً.

وأثبتت أبو زيد كفاءة عالية في إدارة شؤون الوزارة، وكانت صاحبة مشروعات قومية كبرى، مازالت مستمرة حتى الآن، رغم أنها تركت الوزارة في العام 1970، و من تلك المشروعات: مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية.

ونتيجة لجرأتها في الخلاف، تعرضت للإتهام بالخيانة والجاسوسية بعد أن إختلفت في الرأي مع الرئيس الراحل أنور السادات، بسبب إتفاقية كامب ديفيد، ومبادرة السلام مع إسرائيل، ووجهت إليه إنتقادات لاذعة، وإضطرت للهجرة إلى ليبيا، بدعوة من الرئيس معمر القذافي، وعاشت خارج مصر لنحو عشرين عاماً، وعادت في العام 1992، ومنحها القذافي

ابو زيد عرفت بمواقفها الجريئة ضد السادات
نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى، فيما منحها الملك الحسن الراحل ملك المغرب سيفه الذهبي النادر رغم أنه لم يكن يمتلك سواه.

ولدت أبو زيد عام 1922م بقرية الشيخ داود التابعة لقرية صنبو بمركز القوصية محافظة أسيوط، بقرية تخلو نهائياً من المدارس، لكن والدها الذي كان يعمل ناظراً بالسكة الحديد أصر على أن تحصل إبنته على حقها في التعليم، فألحقها بالمدارس رغم أنها كانت تبعد عشرات الكليومرات، وفي عام 1940م التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول quot;جامعة القاهرةquot; حالياً، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، وتنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل لملاحظته قدرتها العالية في المناقشة الواعية.

ولم تكتف بالحصول على المؤهل الجامعي، بل حصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950، ثم درجة الدكتوراة في علم النفس من جامعة لندن بإنجلتزا عام 1955. وعملت في العام نفسه أستاذا بكلية البنات جامعة عين شمس، إلى أن إختارها عبد الناصر وزيرة للشؤون الإجتماعية في العام 1962.