صورة تذكارية للأبوين مع أحد طفليهما عرضها التلفزيون الهندي

انتزعت السلطات النرويجية طفلين هنديين من أبويهما الى حين بلوغهما سن 18. والسبب هو أن الطفلين يأكلان طعامهما من أصابع الأبوين وينامان في سريرهما.


لندن:انتزع مسؤولو الرعاية الاجتماعية في اوسلو طفلين من والديهما الهندييْن بعدما نما الى علمهم أنهما يطعمانهما بأصابعهما وليس باستخدام الملعقة أو الشوكة، وأن الصغيرين ينامان معها في السرير نفسه.

والأربعاء كشف النقاب عن أن الهندييْن، وهما أنوروب باتاتشاريا وزوجته ساغريكا، فقدا ابنهما (3 أعوام) وابنتهما (عام واحد) قبل ثمانية أشهر لأن السلطات اعتبرت أن تنشئة الأطفال بهذا الشكل غير مسموح بها في المجتمع النرويجي الذي يعتبر هذا التصرف نوعا من البربرية.

وكانت السلطات في اوسلو قد تصرفت بناءا على تقرير من laquo;هيئة حماية الطفولةraquo; النرويجية التي أوصت بـlaquo;إنقاذraquo; الطفلين فورا من أبويهما. ونقلت الصحف البريطانية عن الوالد قوله لتلفزيون laquo;إن دي تي فيraquo; الهندي قوله: laquo;سألوني عن السبب في نوم الطفلين معنا في السرير نفسه. فأجبت بالقول إن هذه هي عادتنا في الهند وإننا لا نترك الصغار ينامون منفردين في أسرّة وغرف منفصلة. أما إطعامهم بالأصابع فهذا ما نفعله جميعا، فهكذا تربينا. أهلنا أطعمونا بأصابعهم ونحن صغار، وصرنا نأكل ونطعم أطفالنا بها. هذه هي الثقافة الهندية وطبيعي أنها تختلف في نواح عدة عن الثقافة النرويجية أو الغربية عموماraquo;.

ويبدو المستقبل مظلما تماما أمام هذه الأسرة الهندية. فقد أُخطر الوالدان رسميا بأنه لن يُسمح لهما برؤية ابنيهما إلا مرتين في السنة ولمدة ساعة فقط في كل من الزيارتين. وسيستمر هذا الوضع الى أن يبلغ كل من الطفلين سن الثامنة عشرة. وعندها فقط يتوقف سريان القوانين النرويجية المتعلقة بحماية الطفولة فيكون بوسع الأسرة لم شملها من جديد إذا تيسر لها هذا.

واتضح أن الأمر صار لعبة شد الحبل بين الجكومتين النرويجية والهندية منذ اتخاذ السلطات النرويجية قرارها. وقد التمست نيودلهي الرسمية إعادة النظر في هذا الحكم الى نظيرتها النرويجية، لكن هذه الأخير تصر على أن القانون هو القانون ولا استثناء له بغض النظر عن الظروف. بل أنها سدت الطريق أمام دلهي نهائيا بقولها إنها لن تدخل في أي حوار آخر يتعلق بهذه القضية.

ويذكر أن هيئة حماية الطفولة النرويجية تعرضت لانتقادات عديدة سابقة - حتى من جهات غربية - بسبب تأويلها الصارم للقوانين المستنّة في هذا الصدد، وامتناعها عن إبداء أي قدر من المرونة يأخذ في الحسبان الاعتبارات الإنسانية المختلفة.

ووصل الأمر بالأمم المتحدة نفسها لانتقاد اوسلو في 2005 على العدد الكبير من الأطفال الذين تنتزعهم الدولة من آبائهم وتخضعهم لرعايتها بعيدا عن المناخ الطبيعي الذي يجب أن ينشأوا فيه. فقد كان عدد الأطفال الذين تشير اليهم الهيئة الدولية وقتها 12500، وهذا رقم ضخم بالقياس الى عدد السكان المنخفض في دولة صغيرة كالنرويج.