أثار الإعلان عن تيار التغيير الوطني في اسطنبول يوم السبت الماضي اهتمام المحافل الدولية ودوائر صنع القرار، وخاصة أنه ترافق مع تصاعد مجازر النظام السوري والفيتو الصيني الروسي في مجلس الأمن الدولي، هذا ويتوجه وفد من تيار التغيير الوطني الى مسؤولين فرنسيين وغربيين مطالبين بسرعة التحرك لنصرة الشعب السوري .

وفي العاصمة الفرنسية باريس وبناء على طلب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان ) برنار أكويير لمعرفة رؤية المعارضة السورية ومطالب الشعب السوري عقب الفيتو الروسي والصيني والتصعيد الأمني الخطير في سوريا، يلتقي ايمانويل لوريو المستشار السياسي والدبلوماسي لرئيس الجمعية الوطنية الفرنسية وفدا من تيار التغيير الوطني وسيؤكد فهد المصري العضو المؤسس في التيار على ضرورة الإسراع في تفعيل المبادرة الفرنسية حول تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وسيعقد اللقاء بعد ظهر يوم الخميس المقبل في مقر الجمعية الوطنية في قصر بوربون بباريس.

وقال فهد المصري في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; من باريس أن quot;هناك اتصالات تجري حاليا لعقد سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الدول والمسؤولين الغربيين لحضهم على اتخاذ اجراءات سريعة لوقف حمامات الدم في سوريا ونصرة الشعب السوري أمام آلة القتل والدمار التي تستخدمها عصابة الأسدquot;حسب تعبيره.

وأضافquot;لمسنا اهتماما كبيرا عقب الاعلان عن إنشاء تيار التغيير الوطني الذي حظي باهتمام العديد من الدول لا سيما وأن التيار يطرح روحاً وآلية جديدة في العمل المشترك بين كل مكونات المجتمع السوري على قاعدة الشراكة في الوطن والتساوي في الحقوق والواجبات quot;،
مشدداً على أن quot;الديمقراطية الحقيقية هي التي تمنح كل مكونات المجتمع حقوقها وواجباتها كاملة دون أي انتقاص في دولة المواطنة والقانون الكميع سواسية كأسنان المشطquot; .

وشدد العضو المؤسس في تيار التغيير الوطني على quot;ضرورة الترفع عن الخلافات الشخصية أو الفكرية والإيديولوجيةquot; .

ورفض الدخول في مناورات ومناوشات إعلامية مع عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أحمد رمضان الذي هاجم التيار في تصريحات صحافية فور الإعلان عنه وقال quot;نحن نترفع عن الدخول في معارك جانبية لا قيمة لها لأن معركتنا الحقيقية هي مع النظام السوري وعملنا ومجهودنا مركز على دعم ومساعدة الشعب السوري ولا وقت لدينا للمهاتراتquot;.

وحول دعوة الرئيس الفرنسي لإقامة ناد لأصدقاء سوريا قال المصريquot; نحن نقدر لفرنسا وللشعب الفرنسي الموقف المتميزفي نصرة الشعب السوريquot;، وتمنىquot; أن يرى هذا الائتلاف الدولي النور بالسرعة الممكنة لأن الوضع في الداخل السوري بات خطيرا للغايةquot; .

وعبّر المعارض السوري عن اعتقاده أن quot;الانسجام الفرنسي الألماني حيال سوريا سيعجل بالأمور لانخراط دول أخرى في تكتل دولي للتدخل في سوريا فورا ووضع حد للمجازر وجرائم الإبادة الجماعية .quot;

وحول مطالب التيار التي سيقدمها للمسؤولين الفرنسيين والأوربيين قال المصري quot; مطالبنا هي مطالب الشعب السوري الثائر الذي طالب بالحظر الجوي والمناطق المحمية الآمنة ودعم المنشقين عن الجيش النظامي وتوفير كل أنواع الدعم اللوجستي والعسكري للتقدم نحو تحرير المدنquot;. وأضافquot;هناك وقبل كل شئ ضرورة إنسانية وأخلاقية بضرورة إدخال منظمات الإغاثة الدولية إلى المناطق المنكوبة في سوريا لتقديم العون والمساعدات الطبية فهناك نقص حاد في الدواء ومواد ومعدات الاسعافات الأولية وبالتأكيد نقل الدماءquot;.

لكن المصري شدد وتحدث عن وجهة نظره الخاصة quot; بأن الحل الوحيد لنهاية الأزمة في سوريا هو التدخل الدولي عبر حلف الناتو بضربات جوية محددة ومركزة وواضحة الأهداف ودعم المنشقين العسكريينquot; معتبراً أنquot;النظام السوري كشقيقه الليبي لاحوار ولا تفاوض معه وإنما يقتلع بالقوة اقتلاعاًquot; وقال quot;علينا أن نتخيل لو أن المجتمع الدولي لم يتدخل في ليبيا ماذا كان حدث للشعب الليبي؟quot;.

وأكد المصريquot; أن هناك سلسلة لقاءات ستجري في الأيام القليلة القادمة مع مسؤولين فرنسيين وغربيين كبار من الصف الأول والثاني من أجل حشد كل أنواع الدعم للشعب السوريquot;.

جدير بالذكر أن تيار التغيير الوطني تأسس في استطنبول مطلع فبراير الجاري وضم في هيئته التأسيسية أكثر من 80 شخصية سورية معارضة لنظام الأسد.

وأكد التيار في بيانه التأسيسي أنه quot;بعد مرور قرابة العام على انطلاق ثورة الحرية والكرامة وفي خضم الظروف المأساوية التي يمر بها الشعب السوري, وبعد مشاورات ولقاءات مكثفة اعتمدت على البحث والدراسة لما يفيد الحاضر والمستقبل, نعلن تأسيس تيار التغيير الوطنيquot; .
وأشار الى quot;ضرورة الانتظام ضمن أُطر واضحة الملامح، تسعى الى نصرة الشعب السوري وثورته حتى اسقاط النظام بكل رموزه و أركانه، وترسخ أهداف الثورة التي تستمد قوتها من إرادة الشعب وتضحياته والمشاركة في بناء دولته القائمة على العدل والمساواة واحترام الحقوق والحريات , تكون فيها المواطنة هي الركيزة التي يُبنى عليها ونعمل لأجلها، متجاوزين كل الآثار السلبية للاختلافات الدينية والمكونات الطائفية والعرقية، منطلقين بذلك نحو بناء مستقبل ينتفي فيه الظلم والفساد ,وتذوب فيه الفوارق بين أبناء الوطن الواحد, وتُصان فيه الحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينيةquot;.
وخلص الى تشكيل مجموعة من اللجان المختصة التي ستمارس عملها فورا لحين الدعوة الى مؤتمر عام للتيار.