إيرانية تمر أمام لوحة للحرس الثوري في طهران

وصفت دراسة عبرية الوحدة 400 الإيرانية بالذراع الطولى للحرس الثوري الإيراني، يستخدمها في ضرب أهداف إقليمية ودولية، يقودها مقرب من علي خامنئي، وتنشط في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان، عمادها السفارات الإيرانية وعناصر شيعية وموالية لها.


رصد مركز المعلومات الاستخباراتية والإرهابية الاسرائيلي ما وصفه بنشاط الذراع الطولى لإيران في مختلف دول العالم، ووضع المركز في دراسة تتألف من خمسين صفحة معلومات حول وحدة المهام الخاصة الإيرانية المعروفة بـ quot;الوحدة 400quot;، التي تتبع الزعيم الروحي للدولة الفارسية علي خامنئي.

وقالت دراسة المركز الاسرائيلي إن تلك الوحدة مسؤولة عن العديد من العمليات الارهابية، وتم الكشف عن هويتها للمرة الاولى منذ ستة اشهر عبر شبكة quot;سكاي نيوزquot; البريطانية، حينما قالت في تقرير لها إن الوحدة 400 الإيرانية، تتولى القيام بمهام ارهابية، فضلاً عن دورها اللوجستي في تدريب وتمويل وتوجيه التنظيمات الاسلامية الثورية سواء كانت شيعية أو حتى سنية، ويقود الوحدة الإيرانية quot;حامد عبد اللهquot; ونائبه quot;ماجد علويquot;، نائب وزير الاستخبارات الإيراني السابق، المسؤول عن العلاقات الإيرانية مع حزب الله في الجنوب اللبناني.

رسائل انتقام إيرانية ضد إسرائيل

المرشد الروحي علي خامينئي

وترى الدراسة الاسرائيلية أن الوحدة الإيرانية التي يدور الحديث عنها هي المسؤولة عن تصفية الحساب المفتوح بين طهران وتل أبيب، وذلك عبر استهداف مصالح اسرائيلية في مختلف دول العالم، وتعتبر الدولة الفارسية أن هذه الانشطة بمثابة رسائل انتقام إيرانية ضد إسرائيل، وزادت وتيرة هذه الرسائل في اعقاب اغتيال علماء الذرة الإيرانيين، وquot;عماد مغنيةquot; القائد العسكري والسياسي في حزب الله، لذلك تبدي دوائر سياسية وأمنية في تل ابيب تخوفاً من احتمالات تفعيل الخلايا الإيرانية النائمة التابعة للوحدة 400، حال توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية لمنشآت إيران النووية.

وخلال الاونة الاخيرة بعثت هيئة مكافحة الارهاب الاسرائيلية برسائل تحذيرية للإسرائيليين المتواجدين في مختلف دول العالم، استناداً الى تقديرات لا تستبعد أن تتواصل العمليات الارهابية ضد اهداف اسرائيلية في اعقاب عملية بورغاس البلغارية، التي راح ضحيتها ستة اسرائيليين، كما أصيب 32 آخرون، كانوا ضمن وفد سياحي في المدينة المطلة على البحر الأسود، وخصت التحذيرات الاسرائيلية في حينه دولاً بعينها، مشيرة الى أنها يمكن أن تكون مسرحاً لأحداث ارهابية جديدة ضد اسرائيليين، وجاء في طليعة هذه الدول تايلاند، اليونان، قبرص وبلغاريا، ورأت التقديرات الاسرائيلية عينها أن الجهة الوحيدة التي تقف وراء عملية بلغاريا والعمليات التي سبقتها هى quot;الوحدة 400quot; التابعة للحرس الثوري الإيراني، سواء كان ذلك بمفردها أو من خلال التعاون مع عناصر من حزب الله.

وتضع الدراسة العبرية سيرة ذاتية للوحدة 400، التي تأسست عام 1990، مشيرة الى انها الكود السري لكافة العمليات الارهابية الإيرانية في مختلف دول العالم، وتقود هذه الذراع ادارة رحى الحرب ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية موالية للغرب، وتعتمد الوحدة احياناً على عناصر من حزب الله لتنفيذ عملياتها في محاولة لاخفاء quot;شفرة أصابعquot; الدولة الفارسية، وفي احيان أخرى يشارك في تلك العمليات نشطاء إيرانيون ينتمون الى الوحدة 400، او تابعون لأجهزة استخبارات إيرانية أخرى، بالإضافة الى الاستعانة بمؤسسات رسمية مثل السفارات، شركات الطيران، مصارف، شركات سفن، مراكز ثقافية، ومؤسسات دينية.

صاحب الكلمة الأخيرة في الشؤون الاستراتيجية

قاسم سليماني قائد الوحدة 400

منذ عام 1998، قاد quot;قاسم سليماني الوحدة 400، وهو شخصية إيرانية نادرة الظهور في وسائل الاعلام أو المناسبات الرسمية، كما أنه يعتبر من المقربين جداً للزعيم الروحي الإيراني اية الله علي خامنئي، صاحب الكلمة الاخيرة في ادارة الشؤون الاستراتيجية، وخلال السنوات القليلة الماضية ومنذ تعيين سليماني في منصبه، زادت وتيرة عمليات الوحدة 400 في مختلف دول العالم، ووصل عدد نشطاء الوحدة الى 15 ألف ناشط، ينتشرون في مختلف السفارات الإيرانية، ويمارس هؤلاء النشطاء مهامهم السرية في اطار جمعيات خيرية ومؤسسات دينية وتعليمية، تقوم عليها إيران في مختلف دول العالم، وعبر هذه الجمعيات يستطيع نشطاء الوحدة 400 توطيد علاقاتهم بالطوائف الشيعية التي تقيم خارج إيران، وحين اتخاذ قرار بتنفيذ عملية في تلك الدول، يعتمد عناصر الوحدة الإيرانية على الطوائف الشيعية في هذا البلد، ويعتبرونها نقطة انطلاق وغطاء لحمايتهم من تعقب الاجهزة الأمنية، وربما ينجح النشطاء الإيرانيون احيانًا في تجنيد عناصر شيعية غير إيرانية في دول اجنبية.

وتشير معلومات الدراسة الاسرائيلية الى أن الوحدة 400 المعروفة احياناً بـ quot;قوة القدسquot;، تضم في تنظيمها العديد من الادارات والاركان، ومنها هيئات الاركان، وقيادة تنفيذ الاهداف الخاصة، بالإضافة الى ادارات اقليمية دولية تعمل وفق الخارطة الجغرافية المحددة لكل منها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ادارة العراق ولبنان وإدارة الانصار المكلفة بتنفيذ عملياتها في أفغانستان، وتتمتع الادارة الاخيرة بامتيازات عديدة من قبل القيادة الإيرانية، وتوفر لها طهران كافة الموارد والدعم، كما تؤثر الادارة الافغانية عينها على دوائر صنع القرار الاستراتيجي والأمني في طهران، خاصة في ما يتعلق بقرارات في قضايا خارجية بالغة الحساسية، تتعلق بالنشاط الإيراني في العراق، سوريا، لبنان، افغانستان، وقطاع غزة.

حينما يُتخذ قرار في إيران بتنفيذ عملية خارج حدود الدولة الفارسية، يوجه الزعيم الروحي آية الله علي خامنئي ايعازاته وأوامره المباشرة لـ quot;سليمانيquot; والوحدة 400، بينما يقوم عناصر الوحدة بتجنيد معاونين أجانب، للعمل الى جانب الخلايا العملياتية المتواجدة في الدولة المستهدفة، وبعد تلقيهم التدريبات اللازمة في إيران، يعودون الى الجبهة المستهدفة عن طريق دولة ثالثة، للحيلولة دون تعقبهم امنياً أو رصد الضلوع الإيراني في المهمة، وحتى تلك اللحظة نجحت العديد من مهام الوحدة 400 ضد الولايات المتحدة واسرائيل، بينما فشلت مهام سرية أخرى لم يتم الكشف عنها.