رغم أنه أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين التي تحترف العمل الدعوي،فسر الرئيس المصري آية قرآنية بطريقة خاطئة مخالفاً التفسير الذي أجمع عليه علماء ما أثار موجة من الانتقادات ضده.


القاهرة: تعرض الرئيس المصري محمد مرسي لإنتقادات شديدة من جانب علماء الإسلام، على خلفية تفسيره لآية قرآنية بطريقة خاطئة، مخالفاً بذلك التفسير الذي أجمع عليه علماء التفسير منذ نزول القرآن.

وتلا مرسي الذي يتمتع بثقافة إسلامية واسعة، نظراً لكونه أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين التي تحترف العمل الدعوي والسياسي، في لقاء مع طلاب الجامعات، الآية quot;إنما يخشى الله من عباده العلماءquot;.

ونطق مرسي لفظ الجلالة بـquot;فتح الهاءquot;، وذلك في معرض حثه للطلاب على العمل والإجتهاد في تحصيل العلم، ثم إستطرد مفسراً الآية الكريمة، وقال quot;تعلموا، اتقنوا، فإن للعلماء منزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم عند الناس جميعاًquot;.

ثم تلا قول الله quot;إنما يخشى الله من عباده العلماءquot;، لأنهم يعرفون معنى الإيمان، وتابع قائلاً: quot;لعلكم لا تعرفون وربما بعضكم يعرف أنه في قراءة أخرى quot;إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءquot;، ونطق كلمة الله بضم الهاء، وواصل القول مفسراً القراءة الأخيرة quot;ومعنى خشية الله للعلماء، هو خشية التقدير، وليس خشية الخوف، فإننا كلنا نخشى الله، ولكن هذا تقدير العلم والعلماءquot;.

وتعرض مرسي لإنتقادات عديدة بسبب التفسير الأخير للآية، لاسيما أن المتعارف عليه في كتب التفسير أن معنى الآية أن العلماء هم من يخشون الله، وليس العكس، وقالت حركة أزهريون بلا حدود، quot;إن الرئيس فسر الآية بمزاجه، وقرأها قراءة شاذةquot;.

محاولة خاطئة للاجتهاد

وقال الدكتور أحمد عثمان أستاذ التفسير في جامعة الأزهر، إن الرئيس مرسي حاول الإجتهاد في تفسير الآية، مشيراً إلى أن المتعارف عليه في الإجتهاد أن المجتهد إما أن يصيب أو يخطىء.

وأضاف لـquot;إيلافquot; إن الرئيس لم يحالفه الصواب في تفسير الآية، لا سيما أن المتعارف عليه بين علماء الحديث ، أن الآية تتلى quot;إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُquot;، بفتح الهاء في لفظ الجلالة، وضم الهمزة في كلمة العلماء، وأوضح أن تفسير بن كثير جاء بهذا المعنى، وقال في تفسيره quot;إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثرquot;.

وأضاف عثمان أن شيخ الإسلام بن تيمة شرح الآية في كتابه quot;مجموع الفتاوىquot;، بالقول quot;وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ . وَهُوَ حَقٌّ ، وَلا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ، كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى: quot;أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَquot; سورة الزمر الآية التاسعة.

سيد قطب لم يخرج عن الإجماع

ونبه عثمان إلى أن شيخ الإخوان سيد قطب لم يخرج عن الإجماع، وقال في تفسيره quot;ظلال القرآنquot; الذي كتبه وهو في المعتقل في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر quot;إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُquot; والعلماء هم الذين يتدبرون هذا الكتاب العجيب، ومن ثم يعرفون الله معرفة حقيقية، يعرفون بآثار صنعته، ويدركون بآثار قدرته، ويستشعرون حقيقة عظمته برؤية حقيقة إبداعه، ومن ثم يخشونه حقا، ويتقونه حقا، ويعبدونه حقًا، لا بالشعور الغامض الذي يجده القلب أمام روعة الكونquot;.

وأوضح عثمان أن الغرض من التقديم والتأخير في الآية، هو حصر الفاعلية، أي أن الله لا يخشاه إلا العلماء، مشيراً إلى أنه لو قدم الفاعل وهو العلماء، لصار المعنى لا يخشى الله إلا العلماء، وهذا غير صحيح، فهناك بشر ليسوا بعلماء وهم يخشون الله. ولفت عثمان إلى أنه لا ينبغي الهجوم على مرسي بهذه الطريقة، لاسيما أنه لا يعتبر ضمن علماء التفسير، إنما حاول الإجتهاد وترغيب الطلاب في تحصيل العلم.

انتقادات إلكترونية

كما إنتقدت تعليقات رواد مواقع التواصل الإجتماعي الرئيس مرسي، ومنها quot;مخطىء.. مخطىءquot;، quot;للأسف تفسير طفل أقل من عشر سنواتquot;، quot;حتى التلون في القرآن يا .....quot;، quot;اذا كان مبدأ الأخوان المستسلمين هو الكذب والغش والخداع في القراءات القرآنية فيا ترى كيف يكونون في الأمور الأخرىquot;، quot; الناس اللي بتدافع عن الباطل دول يتقوا الله، و لا يساعدوا بحماقتهم من يحرف القرآن و كلام الله، اللهم انى ابرأ اليك من عهد الخوارج و ما يفعلوه اللهم اقبضنا على لا إله إلا الله محمد رسول الله وحسبنا الله و نعم الوكيلquot;، quot;شريعة الإخوان رئيس يُحرف القرآن.. قول قول يا ريس، عشان نعرف معتقداتكمquot;.

ودافع آخر عن مرسي، وقال quot; كلامه صحيح.. هو يفسر خوف وتقدير العلماء من الله. .. وليس كما فهمتم يا جهلة.. صحيح الجاهل عدو نفسهquot;.