بفضل ما فعله الافغاني عمر متين، انتقل الخطاب السياسي للمرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية هيلاري كلينتون، من خانة اللامبالاة والعمل من إبقاء علاقات واسعة مع دول المنطقة، من خلال عدم تحميل المسؤولين الحقيقين عن انتشار الفكر الإرهابي، المسؤولية ومحاولة تميعها والتركيز على نقطة واحدة وهي القانون الأمريكي الخاص بالتسلح. ورغم ان هذا القانون المثير للجدل، يجب إعادة النظر فيه ووضع ضوابط شديدة لامتلاك الأسلحة. لتفادي الحالات المتكررة من الجرائم وخاصة التي تطال مجموعات كبيرة من الناس، جراء قيام البعض بالانتقام الجماعي من أناس يرونهم سببا لخسارة او إهانة اوي حالة من حالات الهلوسة. الى وضع بعض النقاط على الاحرف، سيرا على نبض ومتطلبات الشارع الأمريكي، الذي لم يعد يصدق ان كل هذه الإمكانيات والقدرات هي إمكانيات فردية، على الأقل من الناحية المالية.

لا يزال البعض يحاول جر الجدال الحالي والذي يقول بان في ما يطرح من الإسلام وخصوصا في بعض المنابر، عامل مهم على انتشار الإرهاب، بانه يدين كل المسلمين، في محاولة لتفادي ادانة مظاهر التطرف المنتشرة والتي تسمح مثلا لامام او خطيب في مسجد بالدعاء على النصارى واليهود وحتى بعض الطوائف الأخرى من المسلمين بالموت والزوال. وتبرير البعض لعدم قتل نبي الإسلام مخالفيه بعدم التمكن وحينما تمكن قتلهم والبعض منهم متمسكين باستار الكعبة. مثل هذه الخطب والتصريحات تجعل الكثيرين يعتقدون او يؤمنون بانهم بتمكنهم من قتل الاخرين، فانهم يطبقون الصحيح من الدين ويضمنون الجنة التي وعدوا بها.

مادام بعض المسلمين يعتقدون ان الإسلام في مواجهة العالم، وانه ملزم اما بفرض الجزية او اعتناق الدين، على كل البشر. فان شيطنة الإسلام اتية لا محال، أي اعتبار الإسلام ذاته خطرا على البشرية كما اعتبرت الحركات الفاشية والنازية، وهنا لا نود ان يستنتج احد ما اننا ندعوا الى عدم التبشير بالإسلام، فالتبشير يبقى حقا طبيعيا لكل انسان وبكل ما يؤمن، ولكن على المسلمين أيضا القبول بذلك سواء في الدول ذات الأغلبية الإسلامية او للافراد منهم.

&ومن هنا نقول ان للعالم أيضا مقدرة محددة للصبر ومحاولة التغاضي عن كل ما يجري. اذا ان التحجج بان المتطرفون لا يمثلون نسبة تذكرمن المسلمين، البعض يقول خمسة او اثنين بالمائة، وهي كمية كبيرة من أناس نذروا انفسهم لقتل الاخرين لكي يضمنوا دخول الجنة.ان ذلك، لن يفيد المدافعين عن الإسلام والمسلمين، الشئ الوحيد الذي سيفيد الجميع هو تصويب الإسلام وتجريده من كل ما يشيع من الكراهية والنبذ وتحليل قتل للاخرين. أي إعادة قراءة الإسلام ونقد المسار والتاريخ. فليس معقولا ان المسلمين يعتقدون ان حروبهم كانت عادلة وتحقق إرادة الله، في حين انها جلبت الويل لسكان البلدان التي اعلن عليها الإسلام الحرب. وغالبا ادعت بانها على أعداء الله، فهل حقا ان لله أعداء؟ ومن يحددهم؟ واذا كان الله لم يحددهم بنفسه ومن خلال امر ملموس وذا مضداقية واسعة من قبل الاخرين أيضا، فهل يحق للبشر التكلم باسمه وسلب حقه في التعبير عن ارائه؟

ان ما قاله ترامب وهو ضرورة التريث والتمعن في استقدام المسلمين الى الولايات المتحدة الامريكية، والذي باعتقادي كان محقا فيه، ليس لاعتقادي ان المسلمين كلهم او اغلبهم مارهابيين، بل لان من قام باغلب الاعمال الإرهابية المؤدلجة، كانوا من النشطاء المسلمين، او ممن تحولوا الى الإسلام، وبالتالي من حق البلد ان يحمي نفسه، باخذ الاحتياطات من كل من يؤمن بنفس ما يؤمن به الإرهابيين. وهنا ليس من واجب احد ادانة الخائف بل الفاعل والدافع لمثل هذه الأفعال المدانة، أي انه بات من الضروري على النشطاء والمؤسسات الإسلامية ليس التغني بالوسطية وهي تعلم ان قتل تارك الصلاة حلال، بل الانخراط الفعلي في تحويل الإسلام من أيديولوجية سياسية تقبيل بكل الطرق اللازمة لحكم العالم، الى دين يدعوا الى المحبة والسلام والاخاء الإنساني. من هنا التريث في قبول المسلمين وليس المنع هو احتراز طبيعي ويمكن التعامل معه. ولذا فان انتقال السيدة هيلاري كلنتون، بخطابها من ادانة او التحذير من بعض التوجهات الامريكية من تحميل أناس محددين تهمة الإرهاب، نحو التنديد بدور بعض الأطراف الإقليمية وعلنا وتغاضي بعضهم عن دعم الإرهاب، كان نقلة نوعية في الخطاب الديمقراطي باتجاه التهم والتساؤلات التي بات الشارع الأمريكي يوجهها. ولكن الأكثر اثارة قولها ((قد يكون إرهابي اورلاندو قد مات ولكن الجرثومة التي سممت روحه لا تزال حية))، وهنا واضح انها تقصد ان ما دفعه هو تعاليم ما،دفعته لاقتراف هذا العمل وان كان البعض بات يعتقد ان صراعه بين كونه ذو ميول جنسية مثلية.

&