‏إقامة وصي على المرأة ليس يحميها بل يقيدها من الحرية التي ولدت معها، فلا أغلال توضع على أيدي المواليد من الإناث الجدد غير هذا الواقع الذي يختص بإقامة شرط على المستضعفات منذ ظهورهن على هذه الدنيا، فالقدر لا يتمرجح مع هذا الشرط الذي توارث لسنوات يدق على رأسها حتى يخفي هويتها وتظهر بإسم هذا الولي الذي جعلها مشلولة في اتخاذ قرار حياتها ليكون هو صاحب القرار في شؤون حياتها.

‏الولاية ليست مشروعة في الإسلام بل هو جهل وحب تملك لحرية النساء واعتبارهن ثروة من ثروات الأرض قد يجني منهن المال والإستغلال بشتى أنواعه، طيلة حياتها تعاني من هذا التعسف ضدها ففي بعض البلدان العربية تقام هذه الوصايا عليهن ظنا أنها تقرب لله في إذلالها، لكل الذكور إنها مسألة غير منطقية أن تقيم ملكية المرأة تحت ظلهم وتتنقل من أبيها إلى زوجها إذا لم يكن هذا فيكون زمام كل شيء في يد ابنها ؛ وهل حقاً ابني الذي حملته في بطني قد يصبح ولي أمري.!

‏نقدس قيمة الإستقلال الشخصي إذا فقدت ونجعلها من أهم مطالب السعادة التي تتحقق، فكل قرار أصبح عائقا لأي امرأة تريد أن تتحرك وتتاجر وتراجع الدوائر الحكومية وتستخرج هويتها لتثبت أنها فعلاً أنثى بالغة ليست فاقدة الأهلية وبحاجة إلى ولي يفتح لها الأبواب حسب ما يشاء ويهوى من متطلبات مزاجه، ماذا لو كان هذا القائد الولي ظالما هل تستطيع أن تكمل مشوار حياتها وتستكمل دراستها بدون إذن منه؟!!

نحن ضحايا هذه الأغلال التي اكتفت على أيدي المرأة السعودية فصمتنا هو عار وكثير من بنات وطني ليس بوسعهن إلا أن يخضعن لهذا المعضد الذي يجعلهن يستسلمن وفي داخلهن رغبة شديدة في تحقيق أحلام مبتورة، لذا علينا أن نتكاتف سوياً في تثقيف المرأة التي تظن أن وجود سقف الولاية حماية لها بأنه ضرر لغيرها وقد يؤذي جيلا قادما متعطشا للعيش في الحياة بكل حرية، نريد كسر هذه الوصايا التي دفنتها وهي من باب إستعباد ‏المرأة التي هي نصف المجتمع وأكثر، فكيف لهذا المجتمع الإسلامي الذي يقيم الإستعباد عليهن بهذا الوصي!

فسلام سلام على مجتمعنا كل نسائه مستعبدات وأسيرات لذكور ضيقوا عليهن حريتهن، هل لأنها ناقصة عقل ودين ألبست هذا القيد؟! ماذا نقول لغير المسلمين؟ وهل هم أيضا يعاملون نسائهم بمثل ما تعاملوهم؟!. فعندما يطالبن المتضررات بإسقاط هذه الوصايا يزعمون بأن هذا المخطط تغريبي!

لا أعتقد أن الغرب يريدوا استعمار نساء الوطن بل أرى أن أولئك المعارضين لهذا الإسقاط هم من يريدوا استعمارها وتهميشها من حياتها وجعلها مستقلة وسيدة نفسها لا مخلوق على الأرض يهينها حتى تصل إلى ما تريد.

‏إن أولئك الذين يرغبوا هدم هوية المرأة العربية السعودية وكتم حريتها هم من يتمنى أن تستمر زمام السلطة في أيديهم كونها متعة لذكور متسلطين عليها وبها تحقيق لرغباتهم وإخضاع كل سيدات المجتمع حتى لو كانت دكتورة أو وزيرة.. فلا يوجد امرأة تحمل هويتها بكل حرية وقليل من يجدن صعوبة بالغة في الحصول عليها إلا بموافقة معتقها، فحالة ابنة بلدي تستوجب أن أتحدث وأطالب لهن لنسعفهن من مظلة هذا العنف المعنوي، فهي تحتاج لشمس تواكب حياتها وسوف تشرق قريباً مع رؤية 2030 م، وفي ظل الولاية لن توضع النقطة حتى تسقط من مراكبها.

&