&
كلمة في يوم الميلاديطل يوم ميلاد السيد المسيح، رسول المحبة والسلام، في عالم جن جنونه حيث تغيب المحبة ويتصدع السلام بالعنف الوحشي والكراهية العمياء وانفلات قوى الشر والعدوان. يمر عيد الميلاد اليوم لنشاهد قنابل وصواريخ الموت الروسية الأسدية الإيرانية تقتل يوميا الآلف من السوريين وتدمر المستشفيات وسيارات الإسعاف وتدفن الأطفال والامهات بلا تردد. وفي العراق لا يزال داعش خطرا داهما يقابله خطر الميليشيات الطائفية والهيمنة الإيرانية.&
في هذا اليوم يجب أن نتذكر محنة المسيحيين العرب ونتذكر في الوقت نفسه ما قدموه من خدمات كبرى في كميادين الفكر والأدب والفن والعلم والتربية والطب والسياسة وغيرها. في هذا اليوم نتذكر أمثال جرجي زيدان وآل صروف وفرح أنطوان وشبلي شميل وسلامة موسى ومي زيادة ويوسف الخال... وغيرهم وما قدموه من عطاء ثر في مصر وبلدان عربية أخرى. وفي السياسة نتذكر دور مكرم عبيد في مصر ونضاله من اجل مصر والأخوة الإسلامية القبطية. وقد قدم المسيحيون العراقيون نماذج رائعة من العطاء في مختلف الميادين، نذكر منهم الأستاذ الكرملي ومكي عقراوي وخدوري خدوري ومجيد خدوري ورافائيل بطي وانطون شماس وبولين حسون وديزي الأمير وعبدالمسيح وزير والشاعر الستيني الأب يوسف السعيد والشاعر سركون بولص... وفي السياسة نتذكر سلمان يوسف سلمان وكامل قزانجي وجورج تلو وعبد الأحد المالح ومتي هندو والعشرات الآخرين.
لقد تراجع لحد مروع عدد المسيحيين العرب بسبب سياسات التمييز وموجات العنف التي طالت الكنائس والكاتدرائيات وأيضا القتل الجماعي والفردي وذلك خصوصا منذ صعود الإسلام السياسي بمختلف فروعه ومذاهبه. ولا تزال أهوال الإسلام الجهادي مستمرة ومتصاعدة داخل المنطقة وخارجها جاعلة من المسيحيين في مقدمة الأهداف.
في عيد الميلاد لا مفر أمام قوى التغيير العَلمانية الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي إلا الصمود وتحمل المشاق ورص الصفوف وتعزيز مشاعر الأخوة والتضامن للرد بحزم على قوى الشر والدمار والكراهية والاستبداد والمستبدين.
&

&