جاء في المعجم الفلسفي للدكتور إبراهيم مدكور ( 1902 - 1996م) "أن الاعتقاد هو اعتناق فكرة والتسليم بصحتها ويقوم على اعتبارات اجتماعية أو وجدانية أو عقلية وهو درجات أقواها الراسخ والجازم هو اليقين".

يتكون الاعتقاد عند أي شخص بعد تحول بعض أفكاره من أفكار مقلقة إلى أفكار مستقرة، كما أن الاعتقاد ليس حكمًا ثابتًا، بل قد يتطور بولادة فكرة أخرى. لذلك؛ فقد عرفه الفيلسوف الأمريكي تشارلز ساندرز بيرس أنه " النغمة النصفية التي تختم جملة موسيقية في سمفونية حياتنا الفكرية" لأن الاعتقاد هو مجموعة إرادات متداخلة مع بعضها تتجاذب فيما بينها لتنتج فكرًا خاصاً لذلك الفرد الذي ينتهي به الاعتقاد بتلك الفكرة المستقرة لديه.

قد تتعدد الاعتقادات عند أي شخص في مواضيع مختلفة، وقد تتبدل أيضاً بحسب نضج الفكرة التي يعتقد بها أو الموضوع الذي ينسجم معه ويتبناه وقد يتنازل عن تلك الاعتقادات نتيجة بحث وتقصي لحقيقته. فالاعتقاد بشكل عام مرتبطة بالعقل.

بخلاف ذلك كله في الإيمان الذي يعتبر أقوى بكثير من الاعتقاد، لأن الإيمان أكثر رسوخاً في القلب، وله رابط خاص بالله سبحانه وتعالى وعبادته. و "يُعرَف الإيمان في اللغةً بأنّه مصدر آمنَ يُؤمنُ إيماناً، فهو مؤمنٌ، وهو من الأمن أي ضدّ الخوف، مُشتقٌّ من الأمن الذي يَعني القرار والطمأنينة، ويرتبط معنى الإيمان في اللغةً بالإيمان بالمعنى الاصطلاحي؛ وذلك بأنّه يحصل إذا استقرّ في القلب بمُطلَق التّصديق والانقياد لله سبحانه. كما يُعرَف الإيمان في اللغةً بعدّة تعريفات أيضا، منها التّصديق، وقيل بأنّ الإيمان هو الطمأنينة،" لذلك الإيمان لا يتغير بأي حال من الأحوال، أو تغيره بصعوبة بالغة. نعم قد يتطور ويرتقي: لكنه لا ينتهي بتلك السهولة التي يختص بها الاعتقاد، لذلك؛ فإن كثيرا من الناس يتلفظ بجملة أنا في اعتقادي بأن الفكرة الفلانية كذا، وفي مقابله قد تختلف قناعته بتلك الفكرة، لكن قليلا من يقول أنا مؤمن بهذه الفكرة، او أن تداول ذلك قليل جدا.

لا أريد الخوض في الإيمان لأن مناقشته ليست بتلك السهولة وتحتاج إلى مختصين، ولكن أردت القول بأن الأفكار والاعتقادات المختلفة: قد يطرأ عليها عامل الزمن وتخضع إلى التغير، كذلك فإن الانتجات العلمية المختلفة؛ قد تساعد على استبدالها أو حتى التخلي عنها. فالاعتقادات هي الأفكار التي يتبناها أي فرد من الناس وله الحق في الاعتقاد بها، وهو المسؤول عنها سواء بقى مقتنعاً بها أو تخلى عنها.

كاتب سعودي