تتمة لقاءات في مؤتمرات عقدت صيف 2009 في إنكلترا -3-


إفتتح مؤتمر كمبردج عن يهود الحضارة العربية المنعقد في 22 حزيران (يونيو) 2009، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، أستاذان لامعان هما البروفيسور جريجور شوارْبْ والبروفيسور ياسر سليمان من جامعة كمبردج بانكلترا، اللذان استضافا المؤتمر واشرفا عليه. تحدث الأول في كلمته الموجزة الحبلى بالأفكار عن يهود البلاد العربية الذين اتخذوا بحكم مواطنتهم الطويلة اللغة العربية أداة للتعبير عن ثقافتهم وآدابهم خلال خمسة عشر قرنا في ظل الحضارة العربية. ولكننا اليوم نشهد اضمحلال الثقافة اليهودية العربية واندثارها كلغة تعبير ادبية وثقافية، سوى لدى القليل منهم من الذين لا يزالون يشعرون quot;بسريانها في عروقهمquot;. وبعد مغادر أنور شاؤل ومير بصري العراق في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، اسدل الستار على حلم مشاركة اليهود في الثقافة العربية في الشرق الأوسط. ولذلك جاء هذا المؤتمر ليحاول القاء الضوء على احتضار الثقافة العربية بين اليهود الذين نزحوا من البلاد العربية الى إسرائيل حيث واصل القليل منهم الابداع فيها وترجمة الكتب العربية الى للغة العبرية وبالعكس، كما سيحاول هذا المؤتمر معرفة موقف الأدب العربي والأدب الفلسطيني خاصة من انفصال الثقافة اليهودية عن الحضارة العربية.
شارك في هذا المؤتمر الحافل كبار المتخصصين بالأدب العربي والقيت المحاضرات ودار النقاش خلال ثلاثة أيام، القيت فيه محاضرة عن quot;الأدباء اليهود النازحين من العراق والادباء العرب في اسرائيلquot; (أنظر الحلقة 47)، فقد عاصرت ادب يهود البلاد العربية عامة والعراق خاصة وحاولت ان ادلي بنتيجة ابحاثي عن أدب اللغة العربية الفصحى في العراق، هذا الأدب الذي بزغ في مطلع القرن العشرين في بغداد بنشاط المحامي سلمان شينه وأنور شاؤل في مجلة quot;المصباحquot; (1924-1927) وأنور شاؤل في مجلته الأسبوعية quot;الحاصدquot;. (1929-1938) وأنا آمل ان تصدر جامعة كمبردج المحاضرات التي القيت في المؤتمر، في كتاب، ولذلك فساقصر حديثي هنا على معاصرتي لاحتضار أدب يهود العراق باللغة العربية الفصحى وكيف تندمج وتذوب لغات وثقافات الأقليات في ثقافة ولغة الأغلبية.
لا شك أن تعلق يهود البلاد العربية عامة ويهود العراق ومصر خاصة باللغة العربية راجع ليس لأن الدولتين كانتا تحت الحكم الأنكليزي، والأنكليز على نقيض الأفرنسيين لا يتدخلون في لغة وثقافة البلاد التي يستعمرونها، بل الى أن اللغة العربية الشاعرة كانت عندهم لغة الام ولغة الدولة في المدارس اليهودية. وهي لغة غنية ومن اغنى لغات العالم بمفرداتها ومرادفاتها ودقت صرفها ونحوها، حتى رأت العرب أن الله شرف هذه اللغة الفريدة بتنزيل القران، ولعل اللغة الصينية أغنى منها بالمفردات ْ ولكن لا توجد لغة في العالم تبلغ شأو اللغة العربية في رسم حروفها الفريدة في بابها والتي تشجع على التلاعب اللفظي بانواع البديع والمحسنات البلاغية كالجناس والطباق والمقابلة. لذلك تعلق العرب بلغتهم وفاخروا بها على الشعوب التي اخضعوها، واستطاعوا بواسطتها الشموخ على غيرهم من الاقوام الذين سبقوهم في ميدان الحضارة الفكرية والمادية، فاطلقوا على غير العرب كلمة quot;اعاجمquot; لعدم تمكنها من النطق بها النطق الصحيح. ثم فاض الفيض في العصر العباسي واخذ الشعراء وكتاب المقامات بعد ان تغلب التصوف الاسلامي على المنطق اليوناني والفلسفي في العالم الاسلامي، فعمدوا الى التجديد في فنون الشعر، لا عن طريق الفلسفة والحكمة والعلوم العقلية بل عن طريق الأدب والنظر الى شكل الكلمات والتلاعب الزخرفي بها، فنظموا في العصر الذي يطلقون عليه عصر الانحطاط، الابيات الشعرية مهتمين بالزخرف الذي يدل على براعة في الحفظ والترف الحضاري من جهة وعلى افلاس فكري من جهة أخرى، وقد بلغت المكاتبات السلطانية في العصر العباسي اوجها من الزخرف اللفظي، حتى ان الرسائل اصبحت قريبة الشبه بالقصيدة بحيث تشبه ديباجتها النسيب.
وعندما راجعت ما كتبته من ذكريات، لاحظت انني اصبحت اعمد الى فن من فنون الادب العربي المتأخرة وهو ما كان يعرف بحل الشعر، أو حل المنظوم، اي ان الاديب كان يعمد الى المفرادات الشعرية في القصائد ويوظفها في النثر، وقد بدت مقدمتي لبعض ذكرياتي وخاصة رقم 47 كانها نسيب يسبق الموضوع الرئيسي ويمهد له، لما فيها من مفردات النسيب والغزل العباسي والموشح الاندلسي دون وعي مني. ولعل ما قمت به هو رد فعل لما ينشر في الصحف الالكترونية والمطبوعة العربية، وخاصة في الاسلوب الذي يتبعه بعض القراء في ردودهم وتعليقاتهم المليئة بالاخطاء الاملائية والنحوية على المقالات التي يدبجها يراع كبار أدباء اللغة العربية الفصحى، حتى ان المشرف على هذه الردود يعلق عليها احيانا بكلمة quot;غير مفهومquot;. وهكذا اصبح الحاسوب اليوم من اهم اسباب تدهور اللغة العربية وضرب quot;مفاخر الصنعةquot; التي اهتم بها العقاد والمازني، في مطلع القرن الماضي، quot;عرض الحائطquot;، ثم تلاهم طه حسين بأسلوبه الفصيح الفخم الذي يعكس نقرات عصا البصير في شق طريقه في الزحام، واعترضوا على اهمال البلاغة، واتهموا الكتاب المجددين بانهم quot;يدقون عنق البلاغة العربيةquot;، فخر العرب، وقالوا إن اهم اسباب هذا الاهمال هو الصحافة الحديثة وآلات الطباعة التي تستعجل المحررين ولا تبقي لهم مجالا للتفكير بمفاخر الصنعة وروعة البلاغة العربية لأن في البيان سحرا حلالا.
ترى ماذا كانوا سيقولون اليوم عن اسلوب كتابة الانترنيت الهزيلة الجافة، اسلوب لا نجد فيه لجماليات اللغة من أثر، حتى الشعر العربي، ديوان العرب ومصدر فخرهم ومستودع تاريخهم وحكمتهم، لم يعد له تلك المكانة السامية، بل اصبح الوزن والقافية من مخلفات الماضي، حتى اننا نجد بعض المجلات تزهد في نشر الشعر العمودي، أي الشعر المنظوم المقفى، الذي يقسم البيت الى صدر وغجز يعكس توالي الليل والنهار، كأنهم يأنفون من سماع إيقاع خطوات الجمال والجياد في الفيافي،والطرقات، في زمن اختفت فيه الدواب ووقع اقدامها الرتيب الذي يقال انه املى على الشعراء أوزانهم العربية، واحتلت إيقاع َ خف الجمال وسنابك الخيل، عجلاتُ السيارات ومحركات الطائرات النفاثة التي لا نجد لها ايقاعا ونغما، بل ضوضاء وضجيجا.
ولكن ما هو سر تعلقنا نحن يهود العراق بهذه اللغة، أحقا لانها لغة شاعرية؟ لغة الأم التي تعلمناها في مدارس العراق وبرنامجها الادبي الذي شارك فيه كبار الادباء من مصر وسوريا ولبنان الى جانب فطاحل اللغة من العلماء العراقيين. ولكن ما ان بدأنا نشعر بالمساواة والفخر بمشاركتنا في الادب والثقافة في العراق، حتى جاءت القومية بتطرفها لتحل محل التسامح الديني، وضاعت جهود الملك فيصل في الوحدة الوطنية وذهبت ادراج الرياح قولته التي استعارها من سعد زغلول: quot;الدين لله والوطن للجميعquot;.
شعرت بعد الهجرة من العراق بظمأ طاغ لقراءة الكتب العربية، ولم تشف مني الغليل الكتب القليلة التي حملتها معها والدتي واعدنا قراءتها حتى بليت أوراقها. سألت الاصدقاء، أين يمكن الحصول على كتب باللغة العربية؟ فقيل لي، في مكتبة السمهوري في يافا قرب العجمي. شعرت بالسرور لهذا النبأ، وما أن وصلتني المبالغ التي دفعتها لي جريدة quot;اليومquot; التي كان يحررها المستشرق ميخائيل اساف و يقوم بتحرير زاوية الادب فيها الشاعر مراد ميخائيل، ومجلة quot;حقيقة الامرquot; الاسبوعية التي كان يحررها الاستاذ الياهو اغاسي من مواليد بغداد والاستاذ توفيق شموش من مواليد حلب، عن مقطوعات الشعر المنثور التي نشرتها، حتى بادرت في يوم 14/8/1952 الى السفر من تل ابيب الى يافا حيث كان يسكن ابن خالي شاؤل بار-حاييم مدير الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية في بيت كبير يحتل صالونه پيانو هائل الحجم بجناحه الجبارة كجناح العنقاء الاسحم. سألت ابن خالي، من اين هذا البيان، هل هو من أملاك العرب الغائبين، قال لا اشتريته من صديق يمبلغ زهيد، إذ لم آخذ معي آلة العود التي كنت اهواها في هروبي من حبل المشنقة في العراق، فعزفت على البيان. وفي اسرائيل اليوم يعوض عن الفن الشرقي الذي لم يبق له ذلك السحر القديم، بين الأبناء والاجفاد، بفن غربي تعوضا لما خسرناه، ولكن اين جس أوتار المثالث والمثاني وأنغامها الباكية الجزينة من جس مفاتح البيان الباردة وإن كانت من العاج، ونغمها العسكري الاستعماري.
دخلت مكتبة السمهوري بلباس الجيش بعد تجنيدي، فإذا بشيخ قد أرخى لحيته البضاء المهيبة، يرتدي دشداشة بيضاء وعرجين أبيض جالسا على حصير في منتصف قاعة المكتبة وقد قرب الكتاب الى عينيه ليسجل العنوان. كنت فرحا مستبشرا برفوف الكتب العربية. سألت الشيخ بدون لباقة وبلهفة، quot;عمي وين صاحب المكتبة؟quot;، إلتفت الشيخ ونظر الى مليا بلباسي العسكري ليرى من يستهين بمنظره، فاكفهر وجهه كمن ينظر الى جاب مقيت من جباة الضرائب، ولعله شعر بالاهانة لهذا السؤال quot;الغشيمquot; الذي لا يرى فيه شخصية تليق بصاحب مكتبة مشهورة، وقال باستخفاف متعمد quot;في مقعدي!quot;. فوجئت بهذا الرد الفظ من كهل يفترض فيه الادب والوقار، قلت له، quot;يا شيخ شنو هل الحچي؟ مو عيب؟ جيت ااشتري منك كتب عربيةquot;. فغر فاه ونظر الي مليا وسأل بدهشة، quot;بدك كتب عربية؟ وشو يعمل جندي اسرائيلي بالكتب العربية اليوم في فلسطين المحتلة؟quot; أجبته، quot;أنا عراقي وأريد أقرا كتبْ عربية! أعاد النظر إلي بريبة مرة أخرى، وإذا به ينفجر باكيا: quot;أخيرا بعث لي الله من يشتري الكتب العربية، اشو طلع لي جندي إسرائيلي. والله يا عمي، ما بقى قيمة للكتب العربية، ضاعت اللغة العربية بهل البلد، هذه اللغة المباركة التي انزل الله عزّ وجلّ بها القرآن الكريم، هذه اللغة التي وسعت جميع العلوم والحضارات، لم يعد يقرأها أحد، ولم يعد يشتري كتبها أحد. لا يوجد من يشتري كتبا عربية اليوم، كلهم هربوا من يافا بالسفن والزوارق في الحرب السوداء الى لبنان وغزة. تقول انت عراقي؟ كنا نقول لقواد جيشكم، quot;ولكم هجموا على اليهود!!quot;، فكانوا يجيبون ببرود quot;ماكو أوامر، ما كو أوامرquot; وبين أكو وماكو راحت فلسطين يا ناس، راحت فلسطين!quot;، قالها وهو يصفق يدا بيد في يأس أليم، وهو يبكي ويعصر عينيه ثم يكفكف دموعه. وقفت مرتبكا، أنظر بحيرة الى هذا الشيخ الذي فقد كل شيء بين ليلة وضحاها، مثلي إنا الذي تركت كل شئء ورائي حاملا حقيبة من الصفيح اشتريتها من quot;سوق الصفافيرquot; الذي راج سوقه في ايام الهجرة، فكرت كيف اواسيه، كلانا ضحية لصراع دموي مريع بين الدول الاستعمارية ومطامعها، وبين من يقول بالعودة الى الديار المقدسة بحق إلهي ووعد صريح، وبين من يقول بان هذه الارض فتحت عنوة وهي وقف اسلامي لا يمكن ان يباع أو يشترى، فقد حق الجهاد وحق الفدا، ويجب طرد الغزاة الذين جاءوا من اطراف المعمورة، بصليل السيوف بعد ان جاوزوا المدى في اطماعهم بسلب الارض وتدنيسها. قلت له بصوت مواس وانا شاب في مقتبل العمر لشيخ في ارذل العمر اصبح اهله لاجئين في خيام المعسكرات في اراضي الدول العربية الشقيقة التي آوتهم، وأنا لاجئ في خيام نصبت على عجل قرب بيارات البرتقال الحزين التي تركوها تنعى أهلها، محاطة باسوار الصبار، أنام على حشية من الاعشاب اليابسة، وسرير حديدي وغطاء من بطانيات مخلفات الجيش البريطاني الغادر المغادر. بحثت عن فكرة منطقية لمواساته في النكبة التي حلت بكلينا، ولكن كل فكرة تدلي بها في هذا الموقف الحرج، عن التاريخ والوعد الإلهي والفتوحات، وعن نكبة يهود أوروبا، والمطامع الأوربية تبدو واهية كخيوط العنكبوت. كل ما تستطيع فعله في هذا الموقف، هو الرجوع الى ما حفظته الذاكرة عن حكمة الآباء والاجداد عندما يفشل العقل في تحليل المصائب والنوازل، فلم اتمالك ان أقول له مواسيا نفسي ومواساته: quot;يا عمي، هذا قضاء الله وقدره، ولا راد لقضاء الله!quot; كفّ عن البكاء فجأة وجعل يتأمل فيما قلته، وقال بخشوع. quot;نعم، نعم! صدقت يا عمي، هذا عقاب الله لنا على تركنا اركان ديننا ولحقانا بركب حضارة الكفارquot;.دفعت له ثمن الكتب واكثر لاطيب خاطره، بقلب كسير على ما حل بي من حيف وألم انتزاع الجذور، وبه في مأساة البقاء في وطنك غريبا.
ما زلت محتفظا بهذه الكتب الأولى بحرص المتمسك ببقايا جذوره التي استأصلتها الأحداث ولم تستطع الحد من تعلقي باللغة العربية، تسعدني قراءتها وتهفو الروح الى الكتابة بها، ولكن ابنائي وأبناء الجيل التالي لا يتكلمون العربية ولا يقرأونها، ويظرون إلى الصراع الدموي الديني والطائفي في البلاد العربية بدهشة ولا يفهمون معنى هذه الأحداث والقتل والمفخخات وهدم المساجد، ويتساءلون كيف استطعنا الصمود في مثل هذه الأجواء في البلاد العربية؟؟
بقيت اللغة العربية اليهودية الدارجة محصورة في التجمعات الشرقية في مدن اسرائيل وغالبا بين طبقة العمال والفقراء الذين يشاركون العرب في تجارتهم واعمالهم. أما المثقفون العرب من خريجي الجامعات الإسرائيلية فيتكمون اللغة العبرية بصورة اصح من اليهود الغربيين، ويخلطون كلامهم بمصطلحات عبرية تتعلق بدوائر الرفاه الاجتماعي والصحي التي يتمتعون بها، وينقل اليهود منهم التعابير العربية الفلسطينية التي تتسلل بسرعة الى اللغة العبرية الدارجة، ولم يستطع مجمع اللغة العبرية صد تيار الحياة العملية المتدفق.
والعرب في اسرائيل لا يرغبون في قراءة أدب يهود من العراق، أدب الذكريات عن وطن موجود- مفقود لفظهم، ولا سيما أن معظم الكتاب النازحين من العراق رحلوا عن هذه الحياة الفانية الى الباقية، والبقية في حياتنا وحياتكم. فأدب يهود الشرق هو ادب يجتر الماضي، أما عرب اسرائيل فمشغولون بهمومهم اليومية والسياسية، فهم ضحية الصراع اليهودي العربي، اقلية في أرض ولدوا فيها، محاطين ببحر من الدول والشعوب العربية التي ينتمون اليها دينا وقومية، ومن جهة اخرى، يعيشون في دولة ديمقراطية تحاكم رئيس الدولة ورئيس الوزراء إذا خرقوا القانون، تتيح لهم حرية الفكر والتعبير والعبادة، متمزقين بين الولاء للعرب وبين الولاء للدولة التي تقدم لهم رفاه المجتمعات الغربية، ولم يعد بينهم وبين اليهود النازحين من الدول العربية خاصة، ومواليد البلاد من اليهود عامة، سوى حفنة من المثقفين والسياسيين ممن يتعاطفون معهم ومع تمزقهم القومي، ويحاولون دمجهم فيها عبثا، والعربي في اسرائيل يحتج قائلا، كيف تريدني أن أقف لنشيد وطني إسرائيلي لا يعبر عن آمالنا، وكيف نحتفل بعيد استقلال وقعت فيه نكبتنا؟ أما أبناء اليهود النازحين من البلاد العربية فيقولون، كيف يمكن العيش في دولة يقتل فيها المواطنون بعضهم بعضا، استشرى فيها الفساد ويجبرون الأقليات على الفرار من ديارهم للحفاظ على حياتهم وشرفهم وللحصول على لقمة عيش كريمة خارج وطنهم؟


(التتمة في الحلقة القادمة، رقم 49)

كتبت هذه الذكريات لتنشر في مجلة quot;إيلافquot;،
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف،
لا يجوز نشر هذه الذكريات بأية صورة كانت بدون اتفاقية وإذن خطي من المؤلف.