أصيب المسلمون في العالم في غضون أيام قلائل بحادثتين مؤلمتين استهدفتا اعز مقدساتهم lsquo; والفاعلون هما عدوين شرسين lsquo;الاول lsquo;صفوي ( ياسر الـ ح ب ي ب ) والثاني صليبي مسعور ( تيري جونز), فأما الأول فقد تطاول على عرض الرسول وطعن بأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها lsquo; متجاوزا بذلك كل القيم والأخلاق الإنسانية والإسلامية و الآداب والأعراف التي تفرض على رجل الدين من أي ملة كان ان يتحلى بهما, لقد كان هدف هذا الصفوي ( سلمان رشدي الجديد ) lsquo; النيل من مصداقية القرآن الكريم الذي وصف زوجات النبي المصطفى بأمهات المؤمنينlsquo; قبل ان يتعمد جرح مشاعر المسلمينlsquo; ولا يفعل ذلك إلا من كان يرى نفسه غير مؤمن بما جاء به القرآن وانه ليس من المسلمين، فهدفه اولا هو القرآن الذي لم تكن المرة الأولى التي يجري فيها الطعن به من قبل هؤلاء القوم lsquo; فاغلب مراجع الصفويين lsquo;المتقدمين منهم والمتأخرين lsquo;طعنوا بالقرآن، فهناك عشرات المصادر الصفوية التي تصرح بان القرآن محرف وبعضها قالت انه ناقص وأنهم يدّعون وجود قرآن آخر عندهم غير هذا الذي بين أيدي المسلمين ويسمونه مصحف فاطمة، فمن هنا ليس غريبا ان يأتي هذا المهرج ( ياسر رشدي ) الذي تخرج من حوزة lsquo;quot; حوزة قم quot;lsquo; ليكرر ما قاله أشياخه من قبل و يظهر على الملأ ما يعقدونه صراحة lsquo; هذا الاعتقاد الذي يحاول بعض دهاقنة الحوزة الدينية التغطية عليه بلجوئهم الى استخدام الكذبة الكبرى التي يطلقون عليها اسم quot; التقية quot; في سبيل إخفاء حقيقة معتقداتهم بزوجات النبي وصحابته الكرام والقرآن خاصة.

أما الحادثة المؤلمة الثانية فهي دعوة القس الأمريكي المتصهين ( تيري جونز) لحرق القرآن الكريم وقيام عدد من المتطرفين الصليبيين الى تمزيق بعض صفحات القرآن الكريم وحرقها أمام البيت الأبيض, فهذه الحادثة المعروفة دوافعها و المعلومة الجهات التي تقف وراءها lsquo;انها لم تكن مفاجئة للمسلمين بقدر ما خلقت جرحا جديدا في أعماقهمlsquo; حيث سبقتها حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية lsquo; بداء من رواية سلمان رشدي ومرورا بالرسوم المسيئة للنبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) و فيلم الفتنة للنائب الهولندي المتطرف فيلدرز و أخيرا فتنة القس المتصهين تيري جونز,

وعلى الرغم مما لاقته دعوة حرق القرآن من إدانات و استنكارات واسعة من قبل المرجعيات المسيحية في الولايات المتحدة وخارجها lsquo; إلا ان حادثة قذف ام المؤمنين لم تلقى الإدانة والاستنكار من مرجعيات الصفوية و الحوزات الطائفية lsquo; وهذا ما يؤكد إيمان و راضى هذه المرجعيات عن ما قاله المدعو ياسر الحبيب lsquo; و إلا كيف نفسر سكوتها عن ذلك ؟، ثم ما هو الفرق بين ما جاء في رواية سلمان رشديlsquo; الذي استغلها quot; الخميني quot; وأطلق فتواه الشهيرة بتكفير رشدي للتغطية على هزيمة القوات الإيرانية أمام الجيش العراقيlsquo; وبين ما قاله المدعو ياسر الحبيب حتى تسكت مرجعيات الحوزة الدينية عن افتراءاته, ولكن السؤال الذي يجول في بال المتتبع هو lsquo; هل هناك ما یربط بین حادثة الطعن بعرض النبي الأكرم من خلال مهاجمة ام المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها lsquo;وبين حادثة حرق المصحف الشریف ؟ lsquo;هل هي مجرد صدفة ام ان وراء الأكمة ما وراءها ؟

فمن منظور الواقع التاريخي ان تزامن الحادثتين لم يكن اعتباطا بل هناك ربط سياسي وثيق بين الأمرين, فببساطة يمكن فهم ذلك من خلال أصوات الفتنة المتعالية هذه الأيام من قبل بعض المتطرفين الأقباط في مصر والمتطرفين الصفويين المدّعين الدفاع عن ما يسمى مظلومية الشيعة في عدد من البلدان العربية من جهة lsquo; وبين الهجمة الظالمة التي تشن على المقدسات الإسلامية والمسلمين عامة من قبل جماعات و مؤسسات غربية متصهينةlsquo; من جهة أخرى, فمنذ احتلال العراق أخذت هذه الجماعات النشاز تتعالى أصواتها وتدعو الى الفتنة وهو ما يؤكد ارتباطها بالمشروع الصهيوني الذي قاد الى احتلال العراق lsquo; و إلا كيف يفهم خروج هذه الجماعات الطائفية من جحورها كالنمل دفعة واحدة والأخذ بإشعال الفتن عبر افتعال الأزمات السياسية تارة واللجوء الى التطاول على المقدسات الإسلامية تارة أخرى؟

لا يمكن فهم ما يحدث في مصر من تصاعد للتوتر الطائفي الذي يفتعله بعض رجال الدين الأقباط والشيعة المتطرفون lsquo; بعيدا عن ما يفتعله طائفيين من الشيعة في البحرين أو الكويت أو السعودية lsquo; أو ما تسعى أليه حركات وأحزاب طائفية في العراق من أبقاء نيران الصراع بين الشيعة و السنة مشتعلة خدمة لمصالح إيران وقوات الاحتلال الأجنبي, ومن الجزئيات الصغيرة التي تؤكد ان عمل هذه الجماعات ( قبطية وشيعية ) المتطرفة يدار من قبل جهة واحدة و يصب في مجرى واحد lsquo; هو هذا التنسيق والعمل المشترك الذي نشرته صحيفة quot;الأقباط متحدونquot; مؤخرًا عن المشروع القبطي الشيعي الداعي إلى إنشاء مزار رمزي للسيد ( المسيح ) في مدينة quot;كربلاءquot;، و الدعوة الى إقامة محكمة لثلاثين شيخًا سعوديا ممن أسمتهم quot; شيوخ الوهابية quot; أمام محاكم دولية, و أكدت الصحيفة ان المشروع حظي بتأييد من شخصيات شيعية و قبطية بارزة, وكان الأمين العام لمجلس آل البيت في مصر quot; محمد الدرينيquot; أول من أعلن انطلاق هذا المشروع حيث أكد عقب زيارته العراق مؤخرا واجتماعه بمرجعيات و جهات صفوية متطرفة أن quot; المشروع يضع على عاتقه مساندة الأقباط في مصر و من ضمن ما يدعو إليه إنشاء مزار رمزي للسيد المسيح في مدينة كربلاء،وملاحقة المتطرفين ومطلقي الفتاوى الوهابية التكفيرية أمام محاكم دولية quot; على حد قوله, وهذا يثبت بالفعل ان وراء الأكمة ما وراءها.

ومن هنا يستطيع أي متتبع بما لا يترك عنده مجالا للشك ان إيران و الكيان الصهيوني و الأحزاب والجماعات الصليبية في بعض الدول الغربية lsquo; هي التي تقف وراء ظاهرة التطرف في البلاد العربية و الإسلامية lsquo;حيث ان محاربة المقدسات الإسلامية و تمزيق النسيج الاجتماعي للبلدان العربية lsquo; كان ومازال هو الهدف الرئيسي للمؤسسات الصهيونية والصليبية و الصفوية المتحالفة ضد العرب والمسلمين.


كاتب من الأحواز