مرة أخري تستوقفني تصرفات المحامي المصري موريس صادق، فلقد دعا الرجل الأسبوع الماضي المصريين لجمع تبرعات لصالح دولة إسرائيل من أجل مساعدة ليبرمان لأقامة الدولة اليهودية، الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية بفرح ووصفته بأن ليبرمان قد تلقي دعم من مصدر غير متوقع. أما وسائل الإعلام المصرية والعربية فقد اتخذت من الخبر فرصة كعادتها لمهاجمة الأقباط بصفة عامة وأقباط المهجر بصفة خاصة، واتهامهم بتهم quot; المعلبات الجاهزةquot; التي تتردد في كل مرة، كما قامت مجموعة من المحاميين الإسلاميين بتقديم طلب لنقابة المحامين بالقاهرة لشطب موريس صادق من النقابة. الغريب أن الكل في مصر ركز علي فعل الرجل ولكن لم يسأل واحد من هؤلاء نفسه ولا الآخرين لماذا قام موريس صادق بذلك الفعل؟؟ وما هي الظروف التي دفعته للقيام بذلك؟؟

في البداية عند معرفتي بموريس صادق كنت اريح نفسي كالذين يفضلون راحة البال واقول أنه شخص متهور!!. ولكن ومع الوقت بدأت أتابع الرجل بل بدأت ادرس ظاهرة موريس صادق!! فلقد قام الرجل بإرسال رسالة لشارون أبان أزمة وفاء قسطنطين ديسمبر 2004، وكان رد فعل النشطاء الأقباط عنيفا جدا لدرجة أنهم اصدروا بيانا وقع علية معظمهم يتبرأون فيه من الرسالة، ولكن عندما أرسل موريس صادق رسالة لبيريز في مطلع العام الحالي لم يتجرأ أحد علي مهاجمة الرسالة مع انها من نفس الراسل ولقائد من قواد نفس الدولة وتضم نفس المحتوي تقريبا!!!

ورغبة مني في الإقتراب من موريس صادق فقد قمت بتلبية دعوة قناة الحقيقة للاشتراك معه في برنامج حواري علي الهواء، بل استضفت الرجل في برنامج quot; في الممنوعquot; الذي كنت أقدمه علي قناة الطريق!! لم تدهشني القدرة والذكاء اللذان يتمتع بهما، فهذا أمر متوقع ... ولم يدهشني أن الرجل صاحب فكر ومؤمن بما يفعل ولدية ردود علي كل سؤال وجه إلية، بل وكل اتهام إتهم به، فقد كان يرد بهدوء وبأرقام وبتواريخ ولديه القدرة علي شرح الفكرة و احتواء السؤال او الإتهام الموجه له ليكسب به أرضية جديدة من خلال إقناع المشاهد بفكره وكسبة لمؤيدين جدد من المشاهدين. لم يدهشني كل هذا فرجل كموريس صادق لابد انه يتمتع بكل هذه الصفات وإلا لكان انتهي منذ زمن بعيد ولما سمع عنه أحد .... إنما الذي أدهشني وأخافني بل و أرعبني هو رد فعل المشاهدين من خلال اتصالاتهم ومشاركاتهم ، فقد كانت في المرتين معظمها تؤيد ما يقوله وما يطرحه موريس صادق!!!

لنعود مرة أخري للسؤال الذي تجاهله الجميع، لماذا يقوم موريس صادق بذلك؟؟ وما هي الظروف التي دفعته للقيام بذلك؟؟ بل ونضيف سؤالاً : لماذا أصبح معظم أقباط المهجر يؤيدونه وما خطورة ذلك علي مستقبل الوطن؟ لقد تعودنا في مصر علي إسكات أصوات quot;البكاهquot; دون أن نسألهم لماذا تبكون... ظانين أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد .... والآن بعد أن أصبح في كل بيت جهاز كمبيوتر ينقل دبة النملة في العالم، فقد أصبحت كل مشاكل أقباط مصر تنقل للخارج في نفس توقيت حدوثها، ومع كثرة المشاكل، فقد ظن مفكرونا ومثقفونا والقيادات السياسية في بلدنا أن ما يجري في عروق الأقباط هو مياه وليست دماء، ففي كل يوم يعتدي علي الأقباط ويذبحون علي الأرصفة في نجع حمادي، وتمارس الحكومة ضدهم اضطهاداً منظماً ... في كل يوم يحرق البيت الذي يجتمعون فيه للصلاة، ويرفض طلبهم لو تقدموا لبناء كنيسة!! وتخطف بناتهم القاصرات، ويشتم ويهان بابا كنيستهم ويهددهم الإرهابيون بالحرائق وبرك الدماء أمام كاميرات الفضائيات وفي حراسة الأمن ... هذا هو بعض من الكل الذي بات يحدث للأقباط في مصر. وبعد كل ذلك ماذا ننتظر منهم؟؟؟ لابد أن تكرار تلك المظالم هو البيئة الخصبة التي ينمو فيها فكر موريس صادق ويزداد عدد مؤيديه.... لقد بت أخشي من ذلك اليوم الذي يصبح فيه غالبية أقباط الداخل والخارج من مؤيدي فكر موريس صادق، فهل من عاقل ومن حكيم ومن محب للوطن ليحل مشاكل الأقباط - وخصوصا أن كل ما يطلبه الأقباط هو المساواة؟؟ هل من قيادة قادرة علي قطع الطريق علي إسرائيل؟؟