فى مؤتمر الأديان المنعقد بالسليمانية 21-22 نوفمبر 2012 تعرفت على وجوه كردية شامخة منها الحقوقية الرائعة والوزيرة السابقة السيدة نرمين عثمان التى عانت من محنة النظام الدكتاتورى المقبور كما عانينا وكابدنا من ظلمه وفاشيته وقارعناه لأكثر من ثلاثين عاما. كذلك تعرفت على القاضى الشامخ والنزية رزكار محمد أمين الذى وقف فى محاكمة صدام بكل نزاهة وحكمة وشموخ والذى أفنخر بصداقته وأعتز بدوام الإتصال به

أعطتنى السيدة نرمين مجلتها نرجس التى تشرف عليها، ويحمل أحد أعدادهاأبواب جريئة أو جديدة مثل تبادل الزوجات والشعر الفرنسى المعاصر وأصحاب المهن فى كتب الأدب والغناء العراقى والمطلقة وأسباب الضعف الجنسى عند المرأة وألأسئلة الجنسية والأب الكرملى وتقوية عضلات البطن للمرأة وموضوع المنطقة الحساسة ومتعة النظر وإحساس اللمسة وغيرها لكن أهمها وأكثرها جرأة وجدلا هو عن يهود العراق وحكايات يهودية

فهى تنقل عن الباحث الأميركي جون نيكول الذي نشر في النيويورك تايمز قبل اربع سنوات قصة عن اليهود المتخفين الذين لا يزالون يعيشون في العراق مبينا انquot; عدد هؤلاء اليهود لا يتجاوز الـ 500 فرد كعوائل وأفراد تعايشوا واخفوا هوياتهم على الأغلب فيما لا يزال آخرون منهم يعرفون بهويتهم اليهودية ورغم ذلك فهم يحظون بدعم وتأييد وتعايش سلمي مع العراقيين quot;. منها قصة داود اليهودي البغدادي للوصول إلى بعض هؤلاء اليهود وأولهم كان دواد ابن أبي ابراهيم اليهودي كما يعرف في محلة النزيزة القريبة من مقبرة الكرخ. داود يعمل في الحدادة كتاجر حديد بناء وما شابه وهي مهنة والده الذي توفي عام 1998،داود يبوح ببعض أسراره ليقول انه تعايش مع أبناء المحلة بلا فوارق أو تمييز أو عزل وما شابه وتزوج سيدة كردية من الموصل ولديه منها أطفال ثلاثة لا يقبل ذكر ديانتها، لكنها كانت زميلة له في كلية الهندسة،وهي على دينها أما هو فلا دين محدد يتبعه ويفضل ان يطلق على نفسه صفة العلماني لأنها الأسلم كما يراه.

يذكر داود ان حاله وحال أبناء طائفته المتواجدين في مناطق كثيرة من العراق جيدة،ويتركز ثقلهم في بابل ودهوك شمال العراق،ويلمح الى خطورة موقفهم بعد عام 2003،فقد تعرضوا لضغوط كبيرة لترك العراق.،ويذكر داود ان العدد قد تزايد منذ سنتين وحتى الآن فقد عادت بعض العناصر من كبار السن ومتوسطيه من الذين فارقوا العراق بعد عام 1948 وما تلا ذلك. معبد مير تويج ولقاءات دورية ولكنه يبدي حزنه لحال بعض اخوته الذين اجبروا على ترك منطقتهم بعد محاولتهم فتح معبد مير تويج وعن حال العوائل الاخرى فهو يعرف ان ثلاث عوائل موجودة في البصرة وتعيش بأمن وسلام و11 عائلة في بابل وست في بغداد والبقية الأكثر في اربيل ودهوك والسليمانية،وكلهم يعيشون بأمان طالما انهم يتقنون التخفي وعدم إشاعة الأمر فهنالك جماعات دينية متعصبة قد تثير لهم مشاكل هم في غنى عنها. يهودي اشترى فنادق في بغداد وقتل وفي هذا الصدد يذكر حالة اليهودي الذي اشترى ثلاثة فنادق في بغداد عام 2008 لكنه قتل بعد أشهر قليلة.

ومعبد جوبير تود الذي سعى الحاخام شليمو الى اعادة فتحه في بابل بعد ذلك،وفي يومها قبل عامين كان داود قد حزم أمره للذهاب إلى بابل بطلب من أقارب له من طائفته لكنه عاد بعد ان اتصلوا به يبلغونه بالعودة خوفا من ان يحصل معه أمر غير جيد. باقي العوائل اليهودية الاخرى في العراق لا تفكر بالطريقة التي يفكر بها داود رغم انها تتفق معه بحبها العيش في العراق لأنها تجد فيه انسجاما وراحة اكبر من التي تجدها فيغيرها والكثير من أقاربهم يفضلون ويتمنون العودة حبا فى العراق وشوقا إليه. جمعية شومري متسفا لا يزال مقرها العراق عائلة يهودية أخرى تسكن في العمارة لا تحبذ فكرة النشر وخصوصا اسماءهم لكنهم لا يمانعون من لقائنا،يقول احد أفراد هذه العائلة انه قد مر على سكنهم في ميسان اكثر من 100 عام،ولا يعرف احد أنهم من اليهود وقد شاع أنهم من الطائفة الصابئية، لكنهم يهود في حقيقة الأمر وهم من اتباع جمعية (شومري متسفا ) اي الحفاظ على الشريعة وهم اقلية يهودية تنتشر في أماكن مثل تركيا وفرنسا،وهم فقط من بقي بالعراق من اتباع هذه الجمعية التي مركز نشأتها الأول في العراق،وهم كما يقول هذا الفرد لهم طقوس خاصة ومساعيهم هي الحفاظ على الشريعة الأصلية لليهود التي يملكون وثائق مهمة جدا عنها قديمة وقيمة،وكان الكثير من تلك المصادر القديمة في مكاتب المخابرات العراقية السرية وفيها السفر البابلي الاول والاقدم على الاطلاق الذي ضم كل اصول الشريعة اليهودية وفقهها وموروثهم التاريخي لكن يبدو أن الكثير منها قد فقد بعد 2003 والشائع أنه تم إخراجها من العراق. يؤكد البعض ان عدد اليهود في العراق قد يكون اكبر من الذي ذكره سابقه لكنهم متخفون ليس خوفا من العراقيين بل من الغرباء وضرورة اخفاء الاصالة الدينية اليهودية التي يتمتع بها اليهودي العراقي الذي هو الأكثر عراقة ووطنية وولاءا في الطائفة اليهودية في العالم

رغم أن المقال لايخلو من إيجابيات كثيرة خصوصا كونها تطبع فى بغداد لاستحضار يهود العراق فى هذه المجلة لكن الحقيقة فيما يجدر الإشارة إليه أن الكثير من المعلومات فى نرجس هى منقولات حكايات بعيدة عن المصادر العلمية والأكاديمية والتحقيقية حتى الرقم الذى عنونوا مقالهم بوجود 237 ألف يهودى اليوم فى العراق يبدو بعيد جدا عن الحقيقة وعن المعاناة الحقيقية المعاصرة