استنكرنا بشدة وحزننا جدا مع رئيس اقليم كردستان"مسعودبارزاني"تجاهل منظمي المؤتمر الدولي لوزراء خارجية الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية"داعش"الذي عقد في"لانكسترهاوس"في لندن، دعوة ممثلي حكومة اقليم كردستان لحضور المؤتمر وبحث نتائجه وتوصياته النهائية بخصوص مكافحة الارهاب اسوة بممثلي الحكومة العراقية، لان الكرد بصمودهم وبسالتهم امام زحف وهجمات قوات داعش قد انتزعوا الدهشة والاعجاب من الاعداء قبل الاصدقاء وسطرت قواتهم المسلحة"البيشمركة"التي وصفتها"واشنطن"بانها القوة البرية الضاربة ضد"داعش"، ولانهم مازالوا في خطوط المواجهة الامامية مع الارهابيين، ويسقط منهم شهداء كل يوم، ماكان يجب ان تغيب هذه الحقيقة عن بال الحكومة البريطانية ووزير خارجيتها والقائمين على المؤتمر ابدا وهم يرسلون الدعوات الى المشاركين في التحالف الدولي ضد ارهاب"داعش"، وينسون اهم وانشط لاعب في ساحة المواجهة الدولية مع الارهاب وهو"الكرد".. كنا نتمنى عليهم ان يعطوا للكرد دورا في المؤتمر يليق بدورهم ومكانتهم الحالية في محاربة الارهاب، ولكن التمني شيء والواقع شيء آخر، والواقع يقول ان الكرد لم يدعوا الى هذا المؤتمر المهم ولم يشاركوا فيه وهذا ليس نهاية العالم، علينا ان لا نحمل انفسنا اكثر من طاقتها، ولو كنت مكان"بارزاني"لكتمت غيظي و حزني في صدري ولم اظهرهما لوسائل الاعلام، ولبحثت عن الاسباب الحقيقية لهذا الموقف الدولي السيء ضد الكرد، ما الذي دفعت بريطانيا ان تدعو العراق، بينما تنسى اقليم كردستان ان كان نسيانا حقا مع انه في الخطوط الامامية ضد"داعش"؟ ولعل اهم الاسباب واخطرها التي مازالت السلطة الكردية لا تأخذها بعين الاعتبار ولا تعيرها الاهمية الكافية التي تستحقها منذ 23 عاما من حكمها للاقليم، هي ضعف علاقاتها الخارجية وهشاشة محاولاتها الدبلوماسية لكسب الاصدقاء والحلفاء لتشكيل"لوبي"سياسي قوي سواء من الجالية الكردية المقيمة في الدول الغربية والعربية او من الشخصيات الاجنبية المؤثرة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا او من الدول المتنفذة التي لها مصالح مع الاقليم، بسبب اعتمادها على المعاير الحزبوية وافتقادها للمؤسسات المتخصصة وللمتخصصين ذوي الخبرة و الكفاءة في هذا المجال وفق المقاييس الوطنية..كل ما استطاعت هذه السلطة ان تفعله طوال ثلاثة وعشرين عاما من حكمها انها قامت بفتح عدة مكاتب حزبية هزيلة في الدول الغربية وبعض الدول العربية(ماعدا الدول الخليجية).. وكان للاعلام الحزبي غير المؤسساتي دور كبير في توسيع الهوة بين الاقليم وخارجه، فلا توجد لحد اليوم في الاقليم قناة فضائية او صحيفة دولية مرموقة تعمل بمهنية مجردة تخاطب المجتمعات الغربية والعربية بلغاتها بقصد التواصل وتجسير الهوة بين الاقليم وبين هذه المجتمعات، معظم الصحف والقنوات الفضائية الكردية الموجودة تخاطب الجقتمع الكردي وباللغة الكردية!!&

&بهكذا اعلام متقوقع على نفسه في عصر العولمة والانفتاح على العالم وجهد دبلوماسي متواضع لايرقى الى مستوى المطلوب وعلاقات خارجية ضعيفة، اهدرنا الكثير من الوقت الثمين والفرص التي لاتعوض لنتواصل مع المجتمع الدولي ونمد معه الجسور ونلفت انظاره الى ثقافتنا العظيمة وتراثنا الانساني الزاخر.. لايمكن ان نلوم بعدذلك الاخرين ان اهملوا دورنا او نسوا تضحياتنا او اهتموا بغيرنا على حسابنا، فاللوم كل اللوم يقع علينا.. صحيح اننا نخوض حربا "فعلية وشرسة ضد ارهابيي"داعش""ونلحق بهم يوميا هزائم كبيرة بتضحيات البيشمركة"التي "قامت.. بحماية مئات الالاف من النازحين والمكونات القومية والدينية المختلفة بعد تعرضهم لهجمات داعش وحررت مناطق واسعة من قبضة الارهابيين دون الالتفات الى الانتماء القومي او الديني لسكانها"كما قال رئيس الاقليم في معرض عتابه لمؤتمر لندن الذي بحث قضية الارهاب، وهو على حق مئة بالمئة، ولكن اين اعلامنا ونشاطتنا الدبلوماسي لنقل هذه الوقائع الحقيقية الساخنة الى الرأي العام العالمي؟ لا يوجد...الساحة خالية تماما.

&