1

سطور هذا المقال ليست للانتقاص من دين الاسلام و لا اهانته او التقليل من شأنه، هي سطور لمراجعة نصوصه و احكامه التي لا تتوافق مع رحمة الله كونه خالق الكون و خالق الانسان... خالق محب لعباده و خلقه.. زمن ان نكون نعامة تدفن راسها في التراب قد ولى هذا زمن الاعتراف ان الكتب الاسلامية فيها نصوص تدعو للعنف و للارهاب تستند عليها الحركات و المنظمات المتطرفة في اصدار قوانينها و شرائعها.

شاهدت البارحة مقطع الفيديو الذي تم فيه احراق الطيار الاردني الشاب معاذ الكساسبه و قد اقشعر بدني لما رأيت، و كالعادة بدأ الشيوخ يبرؤون انفسهم و يبرؤون الاسلام من هكذا افعال ارهابية، و قد اجريت بحثا في الانترنت حول جواز حرق الانسان و هو حي في الاسلام، و قد وجدت ادلة كثيرة تثبت جواز حرق الانسان و هي متواجدة في فتاوى ابن تيمية و فتاوى الحنابلة و الشافعيين و فتح الباري شرح صحيح البخاري و غيرهم من كتب اسلامية معتبرة.

المصيبة و الطامة الكبرى هو عدم اعتراف شيوخ و ملالي المسلمين بوجود نصوص و فتاوى شرعية اسلامية تحرض و تحث على قطع الرؤوس و احراق الانسان و غيرهما من افعال ارهابية، لو اعترف هؤلاء و اعتبروها خطأ يجب ان يحذف و يزال لتمكن العالم من حل مشكلة الارهاب الديني الاسلامي و لما شهدنا الويلات و الاهوال التي تتحفنا بها داعش و اخواتها بين فينة و فينة.

اول الامر كان القتل العادي، تطور بعدها لزج الاعناق، و اليوم الحرق. و اغلب الظن انه في الغد القريب سينتقلون لمرحلة قطع الاطراف و حرقها امام عيني صاحبها كما فعلوا بابن المقفع حيث قطعوا يداه و قدماه و تم رميهم في فرن ملتهب امام عينيه.

&

2

ما جرى مع معاذ الكساسبه له اصول و جذور تاريخية في الاسلام و قد فعله سيف الله المسلول خالد ابن الوليد تجاه مالك بن نويرة قبل سنوات سحيقة في القدم مع الاخذ بعين الاعتبار اختلاف الاسباب و طريقة الحرق، معاذ الكساسبة بالرغم من انه مسلم موحد سني زار بيت الله الحرام و كان من المصلين الا ان هذا لم يشفع له و قد تم احراقه، ايضا مالك بن نويرة كان من كبار بني تميم وبني يربوع, وصاحب شرف رفيع وأريحية عالية بين العرب, حتى ضرب به المثل في الشجاعة والكرم والمبادرة إلى إسداء المعروف والأخذ بالملهوف. وكانت له الكلمة النافذة في قبيلته, حتى أنه لما أسلم ورجع إلى قبيلته وأخبرهم بإسلامه, وأعطاهم فكرة عن جوهر هذا الدين الجديد, أسلموا على يديه جميعاً ولم يتخلف منهم رجل واحد. وكان هذا الصحابي الجليل قد نال منزلة رفيعة لدى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى نصبه وكيلاً عنه في قبض زكاة قومه كلها, وتقسيمها على الفقراء, وهذا دليل وثقاته واحتياطه وورعه ( انظر تأريخ الطبري ).

و عن قتل مالك بن نويرة و كيفية حرق رأسه جاء في كتاب البداية و النهاية (الجزء السادس) و هو من الكتب الاسلامية المعتبرة و الموثوقة التي لا يخالجها الشك عند علماء المسلمين قاطبة. انه لما وصل خالد ابن الوليد منطقة البطاح وعليها مالك بن نويرة بث خالد السرايا يدعون الناس فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة وبذلوا الزكوات إلا ما كان من مالك بن نويرة فإنه متحير في أمره، متنح عن الناس فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه، واختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة الحرث بن ربعي الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا.

فيقال: إن الأسارى باتوا في كبولهم في ليلة شديدة البرد، فنادى منادي خالد: أن أدفئوا أسراكم، فظن القوم أنه أراد القتل فقتلوهم وقتل ضرار بن الأزور مالك بن نويرة، فلما سمع الداعية خرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرا أصابه واصطفى خالد امرأة مالك بن نويرة وهي أم تميم ابنة المنهال وكانت جملية، فلما حلت بني بها.

&ويقال: بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزكاة وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟

فقال مالك: إن صاحبكم كان يزعم ذلك (وكان يقصد ابو بكر الصديق الذي امر بقتل من لا يدفع الزكاة و ان الزكاة قرينة الصلاة).

فقال خالد : أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم.

ويقال: إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشعر لكثرته.

هذا المثال قطرة من بحر امثلة مرعبة في كتب التاريخ الاسلامي الذي يجب ان تتم مراجعته و يحذف كثير منه خصوصا المتعلق منه بمصادر تشريع الاحكام الاسلامية... انقاذا للمسلمين و للاسلام خاصة و للعالم برمته عامة... جدير بالذكر قصة خالد و مالك كانت احدى الادلة التي استندت عليها هيئة فتوى داعش لحرق معاذ.

الف رحمة على روح الشاب معاذ و الصبر و السلوان لعائلته و ابويه الكريمين، اتمنى ان تتصير النار التي اضرمت في جسد الشهيد معاذ نورا يشتعل في عقول و قلوب المسلمين و العرب تحثهم على تغيير و مراجعة نصوص دينية اسلامية كثيرة و الا سيناريوهات مرعبة اكثر ستكون في انتظارهم... و عشرات من امثال معاذ و غير معاذ سوف يحرقون و تتطاير رؤوسهم.. ربما رأسي او رأسك يا صديقي القارئ يكون احدهم.

&

[email protected]

&