تعتزم روسيا تشغيل المفاعل النووي في محطة توليد الطاقة النووية في بوشهر في مارس/أذار عام 2010، وبحسب مصدران مقربان من المشروع فإن موسكو طلبت أن تكون المحطة جاهزة للتشغيل بحلول السنة الفارسية الجديدة.

موسكو: قال مصدران إن روسيا تعتزم تشغيل المفاعل النووي في محطة توليد الطاقة الايرانية في بوشهر في مارس اذار عام 2010 ليتزامن ذلك مع السنة الفارسية الجديدة. وقال المصدران القريبان من المشروع واللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لحساسية الموضوع ان روسيا أمرت بأن تكون المحطة جاهزة للتشغيل بحلول السنة الفارسية الجديدة في النصف الثاني من مارس اذار.

وقال أحدهما quot;كلفنا بمهمة تدشين المحطة بحلول السنة الايرانية الجديدة.quot; وأكد مصدر اخر ان روسيا امرت بان تكون المحطة جاهزة بحلول السنة الفارسية الجديدة وذكر ان الاختبارات في المحطة تجري بشكل جيد. ويقول دبلوماسيون ان روسيا تستخدم محطة بوشهر كأداة ضغط في علاقاتها مع طهران التي تشتبه الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بأنها تسعى الى تصنيع سلاح نووي.

وكانت روسيا قد قالت الشهر الحالي ان مسائل فنية ستحول دون تشغيل مفاعل بوشهر بحلول نهاية العام وذلك بعد أن صرح مسؤولون روس في وقت سابق بأن تشغيل المحطة سيبدأ في عام 2009. ومن المقرر أن يزور وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو محطة بوشهر يوم الاثنين بعد يوم واحد من اعلان طهران اعتزامها بناء عشر محطات لتخصيب اليورانيوم.

وتخلت الولايات المتحدة التي كانت تنتقد فيما سبق مشاركة روسيا في مشروع بوشهر عن معارضتها وتقول الان ان المحطة تزيل اي حاجة لدى ايران لامتلاك برنامج خاص بها للتخصيب. وتقول روسيا ان المحطة مخصصة لاغراض سلمية بحتة ولا يمكن استخدامها في اي برامج تسلحية لانها ستكون خاضعة لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسيتعين على ايران اعادة كل قضبان الوقود المستنفد الى روسيا.

ويعتبر عقد بناء المحطة من أسرار الدولة لكن التقديرات تشير الى أن قيمته نحو مليار دولار.

تجنب التصعيد

كذلك اعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو الاثنين ان بلاده تامل في تجنب تصعيد مع طهران بشأن برنامجها النووي، مبديا quot;امله بأن تتواصل المفاوضاتquot; بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وهدد القادة الايرانيون بخفض تعاونهم مع وكالة الطاقة الذرية وببناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم بعد اصدار الوكالة قرارا يدين طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وقال شماتكو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان quot;التوصل الى اتفاق بناء بين طهران ومجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا المعنية بالمفاوضات مع طهران) ينطوي على اهمية كبرى بالنسبة الى المصالح الروسية، ولا نريد اطلاق تصعيداquot;.

وتابع مبديا quot;امله الكبير بان تتواصل المفاوضاتquot; بين طهران والدول الكبرى.

وصوتت روسيا على قرار الوكالة الذي يفتح الطريق امام عقوبات دولية محتملة على ايران، رغم موقفها التقليدي الاكثر تفهما من الغرب للمواقف الايرانية.

متكي

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدين ايران يرمز الى quot;شريعة الغابquot;.

واكد متكي مجددا ان ايران لن تتخلى ابدا عن حقوقها quot;المشروعةquot; في مجال التكنولوجيا النووية المدنية.

وقال متكي الذي ترجمت تصريحاته الى الانكليزية على شبكة التلفزيون الايراني (برس تي في) quot;ان القرار ضد ايران ليس منطقيا انه عمل ظالم. انها شريعة الغابquot;.

وراى متكي quot;ان مثل هذه الاجراءات تعرقل اسس مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

واضاف quot;لا يمكننا قبول التمييز في العلاقات الدولية. فاما ان تكون هناك حقوق او لا تكونquot;، مشددا على ان من حق ايران تخصيب اليورانيوم طبقا لبنود معاهدة حظر الاتشار النووي.

لندن

من جانبه اعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاثنين ان بريطانيا قد تفكر مع نهاية العام بفرض عقوبات جديدة على طهران، وذلك بعد اعلان ايران عزمها على بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم.

وقال المتحدث في مؤتمره الصحافي اليومي ان quot;الاولويةquot; لا تزال للعمل في شكل تؤتي المباحثات ثمارها.

لكنه تدارك ان الحكومة البريطانية قد تفكر عندما يحين الوقت، quot;وربما سيحصل ذلك بحلول نهاية العامquot;، عبر اتباع توجه ثنائي يقضي بربط سلسلة جديدة من العقوبات بالحوار.

واضاف المتحدث quot;لكن من الاهمية بمكان ان نواصل المباحثات لانها ستكون الطريقة الافضل للتوصل الى التغييرات الضروريةquot;.

وردا على اعلان ايران مساء الاحد، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند طهران الى قبول quot;اليد الممدودةquot; من جانب الغربيين.

وقال ميليباند ان هذا الاعلان quot;يختصر مشكلتنا الاساسية مع ايرانquot;. واضاف quot;لقد قلنا ايضا وايضا اننا نقر بحق ايران ببرنامج نووي مدني، لكن عليهم بناء الثقة الدولية في نواياهمquot;.

واضاف ان quot;ايران تختار التحريض والتكتم بدلا من المناقشة. يمكن لايران ان تعلن انعزالها، لكن ذلك لن يؤدي الا الى زيادة هدوء وتصميم ووحدة المجتمع الدوليquot;.

واعلنت ايران الاحد انها تعتزم بناء عشر مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم وانتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20%، فيما طالب مجلس الشورى (البرلمان) الحكومة بالحد من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وياتي كل ذلك بعد قرار تبنته الوكالة الذرية الجمعة ودانت فيه طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

سولانا

كذلك اعتبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي والمفاوض في الملف النووي الايراني خافيير سولانا الاثنين ان قرار طهران بناء محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم هو quot;قرار سيء.

وقال سولانا خلال مؤتمر صحافي في بروكسل quot;اعتقد ان هذا قرار سيء، وآمل ان يكون لا يزال هناك امكانية ليبدل (الايرانيون) رأيهمquot;.

واعلنت ايران الاحد انها تعتزم بناء عشر محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم وان تنتج بنفسها اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ما حرك من جديد مخاوف الاسرة الدولية.

واعلنت ايران هذا الموقف ردا على اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة قرارا يدين طهران بسبب برنامجها النووي.