الزرقاوي بلا قناع .. نحو إمارة إسلامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الشريط القاتل .. في 21 إبريل 2006
الزرقاوي بلا قناع .. نحو إمارة إسلامية
إقرأ أيضا
المالكي: إمرأتان بين قتلى الغارة على الزرقاوي
البيان الاميركي حول مقتل الزرقاوي
شقيقةالزرقاوي ترفض التعليق على مقتله
ملف صور عن الزرقاوي
خليلزاد: مقتل الزرقاوي لن ينهي الارهاب بالعراق
مقتل الزرقاوي بغارة جوية قرب بعقوبة
وكان الشريط اعتبر سابقة حيث تحدث الزرقاوي المتهم بتنفيذ عمليات إرهابية ضد أميركيين وعراقيين وأجانب مدنيين ورجال قوات الأمن العراقية، بالصوت والصورة وبلا قناع، حيث كانت بياناته السابقه بالصوت أو عبر المواقع الالكترونية فقط.
وكان بيان صادر عما يسمى بمجلس شورى المجاهدين، وهو إسم التنظيم الجديد الذي اعلن عن تأسيسه المتحدث (ابو مصعب الزرقاوي) في شريط الفيديو رسميا، قال في حينه إن هذا هو الظهور الأول لأبو مصعب الزرقاوي.
وجاء على الموقع الذي قدم شريط الفيديو، أن "الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين" تقدم الإصدار المرئي الأول للشيخ أبس مصعب الزرقاوي"، وهو بعنوان "هذا بلاغ للناس."
وجاء ضمن الشريط ظهور الزرقاوي في لقطات وهو يقوم بتدريبات مع مجموعة من الرجال المقنعين في الهواء الطلق، إدعى فيها المتحدث أنها في العراق.
وتحدث، الشخص، الذي يعتقد انه الزرقاوي، في الشريط عن المسلحين في العراق، ويبدو في جزء منه ناظرا للكاميرا وسلاحه من ورائه، وفي جزء آخر من الفيديو، يتحدث جالسا على الأرض وسلاحه على يمينه، وثلاثة من الرجال الملثمين بجانبه.
وفي لقطات أخرى، يبدو الشخص (المنسوب للزرقاوي) وهو واقف في ميدان مقفر ومترب، وحامل سلاحه. وقال المتحدث في الشريط، إنّ "المجاهدين" يقاتلون رغم أن "الحملة الصليبية" مستمرة منذ ثلاث سنوات.
وقال إنّه "عندما قدم "العدو الصليبي العراق" كان يعتزم السيطرة على الامة الاسلامية ودعم "الدولة الصهيونية." واعتبر الزرقاوي أنّ تشكيل الحكومة الأخير في العراق، هو محاولة لإخراج واشنطن من مأزقها، واصفا اياها بـ " الخنجر المسموم في قلب الأمة الإسلامية."
وبعد أن تحدث إلى "الأمة الإسلامية"، خصص المتحدث في الشريط الجزء الثاني منه لتوجيه أسئلة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي اتهمه "بالكذب"، كما وصفه بـ "رأس الصليبية."
وتساءل لماذا رفض بوش الهدنة "التي عرضها أسامة بن لادن" قائلا إنّ الرئيس الأميركي "عادة ما يلجأ إلى الكذب كلما تزايدت عليه الضغوط من شعبه."
كما تحدث عن الأوضاع النفسية التي يمر بها افراد الجيش الأميركي، وقال إنهم "ينتحرون" وأن الجنود الأميركيين لا ينامون إلا عندما يأخذون حبوب الهلوسة." كما تحدث عن "هروب الجنود الأميركيين" متوعدا بأنّ القادم الذي ينتظرهم في العراق "أدهى وأمرّ."
أما الجزء الثالث، فقد خصّصه للجماعات المسلّحة الأخرى، التي قال إنّ " قطّاع الطرق يحاولون أن يلتفوا على جهادكم فإياكم أن تلقوا السلاح فإنها ...الذلة والعار في الدنيا والآخرة." واعتبر الدعوات لضمّ الجماعات المسلحة في الجيش وأجهزة الشرطة العراقية "محاولة التفاف على الجهاد."
وشدّد على أنّ القوات الأجنبية في العراق يسودها "انهيار في الروح القتالية." وكرّر المتحدث في الشريط عدة مرات وصف الطائفة الشيعية بالرافضة، مشددا على أنّه لولا "الجهاد لكان حال السنّة بين صليبي حاقد ورافضي غادر." ورفض المتحدث ما وصفها "بمسرحية الديمقراطية العفنة التي ثبت فشلها، وذهبت ووعود الحرية أدراج الرياح."
ووصف المتحدث نفسه بأنه "خادم الجهاد والمجاهدين" قائلا إنّه سجّل شريطه في 21 أبريل/نيسان 2006، وهو نفس اليوم الذي انتهت فيه مشاورات شاقة إلى الاتفاق على تعيين جواد المالكي رئيسا للحكومة العراقية.
من جانب آخر، أعلن المتحدث في الشريط عن إنشاء "مجلس الشورى للمجاهدين الذي سيكون نواة لقيام دولة إسلامية." وفيما لم يكشف تفاصيل عن مكونات هذا المجلس، كانت مواقع إلكترونية متشددة قد أشارت في بداية العام إلى تشكيل ما أسمته بـ "مجلس شورى" يهدف إلى توحيد الجهود ضد من أسمتهم "الصليبيين والكفرة."
ووفقا لتلك المواقع، يتألف ذلك المجلس من ستة تنظيمات إسلامية، بينها فرع تنظيم القاعدة في العراق وجيش الطائفة المنصورة، و"سرايا أنصار التوحيد" و"سرايا الجهاد الإسلامي" و"سرايا الغرباء" و"كتائب الأهوال".
أما "الجيش الإسلامي في العراق" الذي يعتقد أنّه من أبرز المجموعات الناشطة في البلاد، فلم يرد اسمه ضمن المجموعة المشاركة في هذا المجلس.
وفي ختام الشريط، قال أحد الملثمين لمن قدّم نفسه على أنّه الزرقاوي، إنّ المقاتلين قادرون على تطوير صاروخين، يصل مداهما إلى 40 كلم، علما انه تبلغ زنة كليهما 50 كلغ. وكتبت على أحد الصاروخين عبارة "القاعدة 1" والآخر "القدس1." وأوضح أنّهم مستعدون لاستخدامهما قريبا.
وكان شريط الزرقاوي تم بثه بعد يومين، فقط من شريط منسوب لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، واكدت أجهزة الاستخبارات الأميركية أنه صحيح.
فقد انتقد بن لادن الغرب لقطعه المساعدات المالية عن الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس، فيما دعا المنتسبين للتنظيم إلى مقاومة الاقتراح بإرسال قوات دولية للسودان.
وفي أول شريط نسب إليه منذ بداية يناير/ كانون الأول من العام الجاري، وفيما يشكل اطلاعه على المستجدات العالمية، وصف زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن ما يقوم به الغرب بأنه يشكل "حرباً صليبية صهيونية على الإسلام"، موضحاً إن ذلك جاء واضحاً من خلال رفض الغرب لفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وكذلك في قضية دارفور.
وكان تناول المتحدث، الذي يعتقد انه بن لادن في كلمة صوتية، بثت قناة الجزيرة القطرية أجزاء منها، المستجدات الجارية في كل من العراق والأراضي الفلسطينية والسودان، والصومال، إضافة إلى الرسوم المسيئة للرسول، والتي نشرتها صحف دنماركية وغربية في وقت سابق من أواخر العام الماضي.
من هو أبو مصعب؟
ولد أحمد فضيل الخلايلة، المعروف باسم "أبو مصعب الزرقاوي" في حي "الكسارات" الشعبي الواقع في شمال مدينة الزرقاء الأردنية، في منزل متواضع للغاية لا يتعدى ثلاث غرف.
التحق أحمد الخلايلة بمدرسة الملك طلال بن عبدالله الابتدائية، في الزرقاء، ثم التحق بالمرحلة الثانوية في ثانوية الزرقاء، وعمل لمدة قصيرة لا تتعدى الشهر في بلدية الزرقاء في قسم الصيانة، لكنه ترك العمل بعد أن طلب منه والده ذلك.
وقد درس الزرقاوي حتى الصف الثاني الثانوي، وحصل على معدل 87% في نهاية العام الدراسي، لكنه لم يكمل الثانوية العامة لأمور غير واضحة.
عاش في بداية حياته بعيداً عن الدين ثم ما لبث أن انقلبت أحواله وتعلق بالدين، ودعا إخوته للتخلص من جهاز التلفزيون باعتباره مفسدة للجيل.
وأبو مصعب الزرقاوي، البالغ من العمر حوالي 40 عاماً، أب لأربعة أطفال، أكبرهم الطفلة آمنة وعمرها 14 سنة، روضة وعمرها 11 سنة، ومحمد 9 سنوات، والصغير مصعب 7 سنوات.
وعرف عنه أنه متشدد حيث يرفض إدخال أطفاله إلى المدرسة ويفضل تعليمهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. وتقول صحيفة "الدستور" إن أحمد فضيل الخلايلة، متزوج من زوجتين "أم محمد" المقيمة في حي الكسارات في الزرقاء، والزوجة الثانية وهي ذات أصول فلسطينية ولا يعرف عنها أبناء الزرقاء سوى أنها لحقت به إلى أفغانستان.
بعد خروجه من السجن في العفو الملكي في عام 1999، حيث قضى جزءاً من مدة الحكم الصادر ضده، تقدر بـ 8 سنوات، من أصل 15 عاماً مع الأشغال الشاقة، غادر الخلايلة إلى أفغانستان، ومنذ ذلك التاريخ وفق زوجته لم يره أي من أفراد أسرته ولم يكلمهم حتى في الهاتف، وشكلت لهم الأخبار التي تقول أن ساقه مبتورة مفاجأة إذ أنه غادرهم بساقين سليمتين.
وبعد غزو العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، نجح الزرقاوي في الدخول إلى العراق وتشكيل تنظيم مسلح باسم جماعة "التوحيد والجهاد".
ولاحقاً، أعلنت جماعة "التوحيد والجهاد" بزعامة الزرقاوي ولاءها لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بحسب بيان نسب لها، ونشر على عدد من المواقع الإسلامية الإلكترونية.
ووصف البيان المنسوب للجماعة، أسامة بن لادن بـ "شيخ المجاهدين" مؤكداً أن جماعة التوحيد والجهاد "مطلوب منها وبقوة" رص الصفوف مع تنظيم القاعدة.
وأكد البيان ولاء الجماعة ل بن لادن، قائلاً "نزف نبأ بيعة جماعة التوحيد والجهاد أميراً وجنوداً لشيخ المجاهدين أسامة بن لادن على السمع والطاعة."
شارك الزرقاوي، من خلال تنظيمه وخلايا أخرى تابعة له، بعدة هجمات مسلحة أو التخطيط لشن هجمات داخل الأردن، والتي تسبب بعضها في مقتل مدنيين، الأمر الذي نجم عنه صدور ثلاثة أحكام بالإعدام بحقه، علاوة على حكم رابع بالسجن 15 سنة.
يذكر أن الولايات المتحدة رصدت مبلغ 10 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال الزرقاوي، والمتهم بتنظيم شبكة من المقاتلين المتشددين الأجانب في العراق، تابعة لتنظيم القاعدة، وهدفها الرئيسي الاعتداء على قوات التحالف، وخاصة الجنود الأميركيين.
ويشارختاما، إلى أن الزرقاوي كان أصيب بجروح خلال إحدى الهجمات قرب العاصمة العراقية، وسرت الشائعات آنذاك بأنه قتل، غير أنه أصدر شريطاً صوتياً، نفى فيه مقتله وتحدث فيه عن إصابته.