أخبار خاصة

نبذة عن تاريخ وجغرافية المناطق الشمالية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف في المناطق الشمالية الباكستانية 2/4
نبذة عن تاريخ وجغرافية المناطق الشمالية

طريق الحرير: معجزة هندسية في القرن العشرين عبدالخالق همدرد من إسلام أباد: عندما نطلق كلمة "المناطق الشمالية" في باكستان فهي تعني مناطقها الشمالية التي تقع بين الصين وأفغانستان والهند في شمال شرق الحدود الشمالية الغربية الباكستانية. وتشار إليها بهذا المسمى في الخرائط الباكستانية. وهي تاريخيًا المناطق التي تذكرها الأمم المتحدة في الاتفاقيات الدولية تحت مسمى "منطقة كلكت وبلتستان".

مساحة وسكان

وهي منطقة مجموع مساحتها 28,000 كيلومتر مربع وعدد سكانها أكثر من 600,000 نسمة. وتتوزع إلى سبع مناطق إدارية قاعدتها مدينة كلكت التي تقع على طريق الحرير ويجري نهر السند وسطها. وهذه المنطقة تشتهر بسلاسل جبالها الشاهقة وأوديتها الوعرة وغاباتها الكثيفة. وبها تقع أعلى ثاني القمم في العالم " كي- 2" بارتفاع 8,611 مترًا. في حين تساوي ارتفاع قمة "نانكا بربت" 8,125 مترًا، و"كشابروم -1 " 8,066 مترًا، عدا المئات من القمم المتوجة بالثلوج. وهذه القمم هي التي تلفت أنظار العالم إليها وتجلب أكبر عدد من السياح ولا سيما من الدول الغربية واليابان.

أحجار كريمة ومعادن

أما جبال هذه المنطقة فهي غنية بأنواع من الأحجار الكريمة والمعادن؛ بيد أنه لم يتم اتخاذ إجراءات لاستغلالها سوى إنشاء سوق للأحجار الكريمة في مدينة كلكت وهي أيضًا تعمل كمعرض موقت وليس كسوق عادية يومية.

تاريخ

كانت هذه المناطق منقسمة إلى دويلات صغيرة في الماضي يحكمها حكام إقطاعيون ولم يكن نظام يجمع بين جميع مناطقها. ثم استولت عليها الدولة السيخية في كشمير. فانتقلت إلى حكم الدوغرة في كشمير بعد هجمات عديدة في عام 1846م عندما استولى راجا جلاب سنغ على العرش في كشمير. وكان راجا جوهر أمان آخر حاكم لها.

وعندما نجحت الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917م خاف الإنكليز في الهند على مصالحها في المنطقة لقربها إلى الحدود الروسية عن طريق تركستان الروسية - جمهوريات وسط آسيا الحالية- فاستأجرت الحكومة الهندية تلك المناطق من راجا كشمير لمدة 60 سنة. وتم نقل حكم المنطقة إلى راجا كشمير في 1 أغسطس عام 1947م أي قبل أسبوعين من تقسيم شبه القارة الهندية إلى باكستان والهند مع تعيين العميد كهنسارا سنغ حاكما لها.

وعندما أعلن راجا كشمير ضم كشمير إلى الهند بعد استقلال الهند، رفض أهالي المنطقة ذلك الإعلان ورفعوا راية الجهاد على حكومة الدوغرة في المنطقة. وبدأت ثورة وحرب ضد الدوغرة ما أدى إلى طرد المحتلين خارج المنطقة في 1 نوفمبر سنة 1947م. وأعلن الثوار " جمهورية كلكت الإسلامية" مع تعيين راجا رئيس خان رئيسا للدولة الفتية؛ إلا أن تلك الحكومة الانتقالية لم تدم أكثر من 15 يومًا؛ لأن السنة رفضوا ذلك الإعلان معتبرين إياه محاولة لإنشاء دولة شيعية. وأرسلوا وفدا إلى الحاكم العام الباكستاني محمد علي جناح الذي بعث ممثلا لباكستان ليعمل كرئيس للإدارات المحلية.

وفي عام 1949م انتقلت إدارة المنطقة إلى باكستان تحت اتفاقية بين رئيس كشمير الحرة وباكستان؛ لأن المنطقة تعتبر جزء لا ينفك من كشمير. وهذا ما أقرت به محكمة التمييز الكشميرية والمحكمة العلياء لـ لاهور.

وبناء عليه فإن المناطق الشمالية لا تزال تعتبر جزء من كشمير ولا تحظى بحقوق سياسية كالمناطق الأخرى لباكستان. وهذا ما تسبب في منح هذه المنطقة وضعًا خاصًا لتديرها العاصمة الفدرالية إسلام آباد عن طريق وزارة شؤون كشمير والمناطق الشمالية مثل المناطق القبلية التي تديرها العاصمة عن طريق العملاء السياسيين.

وهي منطقة تؤوي عددًا من الطوائف الدينية ما جعلها حساسة بسبب تدخل القوى المختلفة لصالح بعضها. وسنقدم بعض التفاصيل عن هذا في الحلقة القادمة ...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف