في خضم الازمة التي خلفتها قضية نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد ( صلعم )، وفي ظل الاصوات المتعالية من اكثر من عاصمة عربية للدعوة الى مقاطعة البضائع الدنماركية، قامت صحيفة شيحان الاردنية باعادة نشر الرسوم مما خلف موجة من الغضب العارم في الشارع الاردني مترافقة مع موقف رسمي مندد بهذا العمل، واختلفت الاراء حول تأثير هذه المقاطعة ليس فقط على الاقتصاد الدنماركي بل تناولت التأثيرات السلبية على الاقتصادات المحلية،فقد كشفت اخر الاحصاءات أن صادرات الدنمارك إلى الدول العربية خلال عام 2004 بلغت حوالي 1.22 مليار دولار اي ما يعادل 1.7 % من اجمالي صادراتها، فيما بلغت وارداتها من الدول العربية 357 مليون دولار، بالاضافة الى ان الميزان التجاري الدنماركي حقق مع الدول العربية فائضا قدره866.5 مليون دولار، علما ان القسم الاكبر من الصادرات الى الدول العربية يتجه الى المملكة العربية السعودية.

واعلنت شركة آرلا الدانماركية لمنتوجات الألبان ان المقاطعة التي تعرضت لها منتوجاتها في بلدان الشرق الاوسط كلفتها ما بين 70 و88 مليون دولارلغاية الآن، وتقول آرلا انها تخسر مليون دولار يوميا ما دام المسلمون يقاطعون المنتوجات الدنماركية احتجاجا على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد (ص).

كما اضطرت الشركة للاستغناء عن 170 من موظفيها في مختلف انحاء الدانمارك نظرا لانخفاض مبيعاتها، وعبر لويس اونوري المتحدث باسم شركة آرلا لبي بي سي عن "حزنه وقلقه" بسبب الموقف الحالي، وقال: "لقد مارسنا اعمالنا في بلدان الشرق الاوسط لمدة 40 عاما، كما اننا ننتج في السعودية منذ 20 عاما، وتعرض كل ذلك للفناء في غضون 5 أيام."

اما بالنسبة للدول العربية الافريقية فقد بلغت الصادرات الدنماركية 2.2 مليار كرون، ويتضح من هذه البيانات أن الفائض الذي يحققه الميزان التجاري للدانمارك من تجارتها مع الدول العربية الافريقية يتجاوز 290 مليون دولار.

وبلغت صادرات الدنمارك إلى الجزائروحدها 445.7 مليون كرون ووارداتها منها 5.8 مليون, وإلى مصر 721.2 مليون ومنها 63.7 مليون, وإلى ليبيا 260.5 مليون ومنها 251 الفا وإلى المغرب 310.3 مليون ومنها 30.3 مليون وإلى تونس 189.5 مليون ومنها 34.2 مليون وإلى موريتانيا 8.4 مليون ومنها 240 الفا وإلى السودان 118.1 مليون ومنها 3.3 مليون وإلى الصومال 1.4 مليون ومنها الف كرونز

وعن الاقطار العربية الأسيوية، فقد كشفت الاحصاءات أن صادرات الدانمارك لهذه الدول تجاوزت 5.2 مليار كرون فيما بلغت وارداتها منها قرابة 2.064 مليار ليحقق الميزان التجاري فائضاً يقترب من 3 مليارات، وسجلت صادراتها للبحرين 126.7 مليون كرون ووارداتها منها 5.6 مليون وإلى الامارات 1.421 مليار ومنها 1.97

وفيماأكد الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وهي الدولة التي انطلقت منها الشرارة الاولى الداعية للمقاطعة ، أن مقاطعة المنتجات الدنماركية في السعودية تمت على مستوى "شعبي"، مشدداً على أن الرياض سحبت سفيرها لرغبتها في رؤية كيفية تعامل حكومة كوبنهاجن مع هذه القضية، اكدت النمسا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي عن تمسك الاتحاد بحرية الصحافة والتعبير، مع تشديدها في الوقت نفسه على "وجوب احترام المعتقد الديني".

اما الكاردينال أكيلي سيلفستريني، الرئيس الشرفي لمجلس الكنائس الشرقية، فقد صرح في مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا)، معلقا على العنوان الذي بررت من خلاله صحيفة (فرانس سوار) الفرنسية إعادة نشرها للرسوم المستهزئة بالنبي محمد، وهو "نعم لدينا الحق في رسم كاريكاتير لله"، بقوله "لقد بقيت متحيرا إزاء هذه الكلمات! من يؤكد هذا الحق؟". وأضاف الرئيس السابق للدبلوماسية الفاتيكانية أن "حرية السخرية التي تسيء إلى مشاعر الآخرين، ويتعلق الأمر في هذه الحالة بمشاعر شعوب بأكملها انزعجت للمساس برموزها العليا، لتصرف مجانب للصواب".

وأوضح الكاردينال سلفستريني أنه يتفهم "الرسوم الساخرة التي تتناول الكهنة، لا التي تتناول الله"، وأنه يمكن تناول "عادات وتصرفات المسلمين، وليس القرآن والله والنبي". وأكد أنه "ينبغي للثقافة الغربية أن تجد حدا لادعائها جعل الحرية أمرا مطلقا".

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا: "الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي تكن احتراما كاملا للديانات، ولا نريد المساس بمشاعر أي كان"، مندداً بأي تعبير أو عمل يسعى لتصوير أي ديانة بشكل سيئ، مشيراً إلى أن المساس بمشاعر الناس حول أمور دينية بعيد كل البعد عن نيات دول الاتحاد.

واشنطن
فقد وصفت وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن هذه الرسوم بأنها مسيئة وقالت إن التحريض على الكراهية العرقية والدينية أمر غير مقبول.

لندن
ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطانية، جاك سترو، إن حرية التعبير لا تستلزم الإهانة بالضرورة. ووصف سترو القرار الذي أقدمت عليه بعض وسائل الإعلام الأوروبية بإعادة نشر الرسوم بأنه "مهين" و"يفتقد إلى الحساسية" و"يفتقد إلى الاحترام" و"خطأ". وأشاد سترو بوسائل الإعلام البريطانية التي اختارت عدم النشر، مشيرا إلى أنها أبدت "شعورا بالمسؤولية وحساسية" تجاه هذه القضية.

شيراك
اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الجمعة ان "حرية التعبير" هي من "ركائز الجمهورية" داعيا في الوقت نفسه الى التحلي "بحس كبير بالمسؤولية والاحترام والاعتدال" بشأن قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، على ما اعلن قصر الاليزيه، وادلى شيراك بهذا التصريح بعد ان استقبل مدير مسجد باريس دليل بوبكر في القصر الرئاسي.

وافاد الاليزيه انه "بمناسبة هذا اللقاء، ذكر (الرئيس) بان فرنسا، بلد العلمانية، تحترم كل الديانات وكل المعتقدات. كما ذكر بان مبدأ حرية التعبير يشكل احدى ركائز الجمهورية"، وبالتالي فان شيراك "يدعو الجميع الى التحلي بحس كبير بالمسؤولية والاحترام والاعتدال لتجنب كل ما يمكن ان يجرح معتقدات الغير".

العطية
وفي هذا الاطار اتفق أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية، مع المسؤولين في البرلمان الأوروبي على عقد اجتماع للحوار الأوروبي - الخليجي بشأن الأديان والإسلام في الخريف القادم ببروكسل.

وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده العطية بروكسل، إثر لقاءه بعدد من المسؤولين في الإتحاد الأوروبي وفي بلجيكا، منهم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية خافيير سولانا والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار، بينيتا فريرو فالدنر.

وأكد الأوربيون عدم قبولهم لما قامت به إحدى الصحف الدانمركية بنشر صور مسيئة للإسلام ، الأمر الذي يمثل "إحراجا" لهم قبل أن يمس بمشاعر المسلمين، وشددوا على الحاجة إلى "تواصل الحوار بين الأديان والحضارات".

كما قال العطية أنه تلقى أيضا دعوة لزيارة الفاتيكان وللقاء البابا بندكتس السادس عشر لبحث مسألة الحوار بين الأديان في أعقاب موجة الاستياء التي أثارتها ظهور الرسوم الكاريكاتورية للنبي في الصحف الدانمركية.

وأكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي على "ضرورة عدم الخلط بين حرية الرأي والتعبير والإساءة للأديان"، حيث أن "حرية الصحافة لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تجاوز الحدود والقيم والمبادئ وحقوق الآخرين".

ونفى العطية ما تردد حول تهديد الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات ضد الدول التي تقاطع منتجات الدانمرك أو النرويج او أيه دولة أوروبية، وأوضح أن المفوض المكلف شؤون التجارة، بيتر ماندلسون، لم يصرح بذلك وإنما اكتفى بالتذكير أن "المقاطعة الرسمية للبضائع تشكل خرقاً لقوانين المنظمة".

وأشار العطية إلى أن "المقاطعة لم تأت من جانب الدول والحكومات الإسلامية وإنما هي رد فعل شعبي على ما وقع من إساءة للرسول الكريم".

اما عبد الرحمن بن راشد الراشد رئيس مجلس الغرف السعودية فقد أكد أن رجال الأعمال السعوديين أثبتوا أن ولاءهم لعقيدتهم فوق كل اعتبار، وأن مقاطعة المنتجات الدنماركية خير دليل على ذلك.

وقال الراشد في بيان تم توزيعه في المملكة العربية السعودية، أن مجلس الغرف السعودية خلال الأسابيع الماضية ظل يراقب وينتظر صدور اعتذار علني ومباشر من الدنمارك، التي تعد أحد الشركاء التجاريين في المنطقة بشكل عام، ومع المملكة على وجه الخصوص.

وذكر الراشد أن الدنمارك كانت محط اهتمام الدولة والقطاع الخاص السعودي طوال العقود الماضية، واحتلت منتجاتها حيزاً مهماً في خريطة الشراكات التجارية للمملكة، وظل الميزان التجاري يميل دائماً إلى صالح هذه الدولة التي حققت شركاتها بلايين الدولارات من خلال السوق السعودية وغيرها من الأسواق الإسلامية، إضافة إلى المشاريع المشتركة بين القطاعات التجارية في البلدين، وخصوصاً بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية لمضاعفة التبادلات التجارية، مؤكداً أنه مع ذلك فإن المجتمع السعودي قد أكد بما لا يدع مجالاًً للشك، استعداده للتعبير بمختلف الوسائل عن رفضه واستنكاره لأي مساس بعقيدته وبالرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم.

ائمة بروكسل

وعلى صعيد متصل دعا أئمة مساجد بروكسل المسلمين في كافة أنحاء العالم وأوروبا إلى "التمسك بقيم الإسلام ودين الله وسنة الرسول في مواجهة الحملة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام حالياً".ودعا الأئمة في خطب الجمعة اليوم إلى أن يكون كل مسلم منبراً لبيان حقيقة الإسلام وأخلاقه السمحة وشخصية الرسول الحقيقية والقيم السامية للدين.وفي نفس الوقت، ندد الأئمة بـ"الحملة الإعلامية التي تشنها الصحافة الأوروبية والسخرية من الرسول"، مشيرين "إلى أن حجة التمسك بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي غير مقنعة".

وأكد الأئمة أن "المسلمين عندما يطالبون الصحف والحكومات بالاعتذار وبعدم تكرار مثل هذه الأفعال، فإنهم يعتمدون في ذلك على المواثيق الصحفية الدولية التي تلزم الصحافة بالاعتذار وبيان الحقيقة في حال نشر أخبار غير صحيحة".

وختم الأئمة خطبهم بالقول إن "السخرية من الأنبياء والديانات لن تزيد العالم إلا شقاء وفرقة وبؤس في حين نحتاج فيه إلى قيم السلم والعدل".إلى ذلك،لا تزال أوساط المفوضية الأوروبية تعتبر أن نشر بعض الصحف الأوروبية لصور مسيئة للإسلام ونبيه "مسألة تدخل ضمن إطار حرية التعبير"، "التي تشكل حقاً أساسياً من حقوق الإنسان حسب المعاهدات الدولية والاتفاقات الأوروبية"، حسب تعبير الناطق باسم المفوضية يوهانز ليتنبرغر، الذي رفض أي تقييد قانوني لهذه الحرية، مؤكداً على أن تحديد حدود حرية التعبير والصحافة شيء يتعلق بالدول نفسها،"ولكن الإتحاد شديد الحرص عليها"، متجنباً التعليق على ضرورة احترام المقدسات والأخذ بعين الاعتبار ثقافة "الآخر". وشدد على أن "المفوضية لم تقل ولا تقول أبداً أن ناشري هذه الصور ما كان عليهم القيام بما قاموا به".

فرانكو فراتيني

كما أعرب المفوض الأوروبي المكلف شؤون الأمن والعدل والحرية، فرانكو فراتيني، عن تفهمه لشعور الإحباط والحزن السائد لدى الجاليات الإسلامية في أوروبا ولدى المسلمين عموماً جراء قيام إحدى الصحف الدانمركية بنشر صور مسيئة للإسلام ونبيه.

مشيراً أن هذا الأمر "لا يسهل أبداً الحوار بين الديانات والثقافات وينعكس سلباً على عملية الاندماج الصعبة والطويلة التي التزم بها الإتحاد الأوروبي". وقال "إن تأمين حسن الاندماج لكل أفراد الجاليات و الطوائف المختلفة والمقيمة في أوروبا مهما كانت دياناتهم، وثقافاتهم واتجاهاتهم السياسية، تحتل حيزاً أساسياً من العمل الأوروبي وكذلك من قيم الإتحاد الأساسية".

جاء كلام فراتيني هذا في معرض تعليقه اليوم على الجدل الدائر حالياً في أوروبا حول احترام الأديان وحرية الصحافة، إثر نشر صور كاريكاتورية للرسول تسببت في إثارة مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم.

وأضاف المفوض الأوروبي "تبرز على الجانب الآخر حرية الصحافة والتعبير وبالتالي الحق بالنقد، وهي قيم محترمة جداً وأساسية في أوروبا"، "نحن في أوروبا نتناقش، ننتقد، نتجادل ووسائلنا هذه تحل محل العنف والسلاح"، "إنها قاعدة تتبنى الفكرة والكلمة".

ولكن المفوض الأوروبي اعتبر أنه من "غير المناسب تماماً" نشر مثل هذه الصور، مؤكداً أن ما حصل يحتمل "تأويلات سلبية قد يستفيد منها الإرهابيون في تجنيد المزيد من الشباب ودفعهم إلى التطرف وربما إلى العمليات الانتحارية".وأضاف "مع كل ذلك، فإني أجد من غير المقبول ردود الفعل العنيفة في أوروبا والتهديدات بمقاطعة البضائع الدانمركية والدعوات إلى الحد من حرية التعبير، "هذا لا يسهل التفاهم بين الجاليات والطوائف المختلفة".كما قال فراتيني "لا حوار مع أولئك الذين يهددون الحقوق الأساسية للإنسان و لامع أولئك الذين يريدون إرهاب المواطنين". وختم كلامه بالقول إن الحرمان من الحرية يولد المعاناة، و"يجب الدفاع عن الحرية حتى ولو كان ذلك بإعطاء فرصة التعبير لمن لا نتفق معه، إذ لا حوار ممكن بدون حرية".إلى ذلك، يرجح المتابعون أن "بعض الأوساط" تعمد إلى استغلال مشاعر المسلمين وسوء تفسير ردود أفعالهم بما لا يعود بالنفع عليهم، وخاصة على المقيمين منهم في أوروبا.

وفي خطوة اعتبرها إمام مسجد باريس دليل بوبكر "علامة مصالحة" زارالسفير الدانمركي لدى فرنسا نيلس إيغيلوند جامع باريس، وأعرب بوبكر عن شكره للسفير على الزيارة، مشيرا إلى أن "حرية التعبير لا تعني أبدا حرية الكذب"، مؤكدا في الوقت نفسه إدانته لإعادة نشر الرسوم أمس في صحيفة (فرانس سوار) الفرنسية الشعبية، والتي أقيل مديرها نتيجة لذلك.

مواقف ضد المقاطعة

من ناحية اخرى شارك وزير الإصلاحات الإيطالي روبرتو كالديرولي في المظاهرة التي نظمها حزبه (عصبة الشمال) أمام القنصلية الدنمركية في ميلانو من أجل التأكيد على حق وسائل الإعلام الأوربية في نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (صلعم).

واعتبر كالديرولي هذه المبادرة "دليلا على التضامن والصداقة مع الشعب الدنمركي، فحرق الأعلام الدنمركية يؤكد خيار الحرب الذي يشنه الإسلام المتطرف على الغرب"، وأضاف "أن العالم الغربي لا يريد أن ينتبه إلى هذا الخطر".وشدد الوزير الإيطالي على أهمية الدفاع عن حق الصحافة في تناول جميع المواضيع بلا استثناء، وقال "إن السخرية شكل من أشكال حرية الفكر ويجب حمايتها".

مواقف منددة

نصر الله

الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قال في تعليقه على القضية : "لو قام مسلم ونفذ فتوى الإمام الخميني بالمرتد سلمان رشدي لما تجرأ هؤلاء السفلة أن ينالوا من رسول الله لا في الدنمارك ولا في النرويج ولا في فرنسا"، وقال إن "هناك مئات الملايين من المسلمين حاضرون ومستعدون أن يقدموا أرواحهم من أجل صون كرامة نبيهم".

ودعا نصرالله فقهاء المسلمين وعلماء المسلمين وقادة الحركات الإسلامية وزعماء الدول الإسلامية وكل المسلمين إلى "موقف صارم، لأننا إذا تسامحنا اليوم، الله يعلم ماذا سيصنعون غداً".

الملك عبدالله الثاني وقضية شيحان

الملك الأردني عبد الله الثاني دان من جهته "التدنيس والإيذاء غير المبررين للمشاعر الإسلامية التي تمثلت في الرسوم الكاريكاتورية المهينة التي نشرتها بعض الصحف بهدف الإساءة للنبي محمد"، وقال "إن المتطرفين من أتباع أي دين الذين ينشرون مفاهيم عدم التسامح والعنف يشوّهون النصوص السماوية للترويج لقضيتهم".

وأكد على أهمية التصدي للتطرف بأشكاله المختلفة والتغلب عليه من خلال "استشراف آفاق القيم التي توحّد اتباع الديانات السماوية، بدل العمل على المبالغة في المسائل التي يساء فهمها".

كما وصف الملك الأردني في بيان مستقل ما قامت به الصحف بما فيها (شيحان) بأنه "جريمة لا تبررها حجة حرية التعبير".

وأن ما قامت به الصحيفة الأردنية "إفساد في الأرض لا يمكن تبريره"، وأكّد على أنه "لن يتسامح أو يقبل بأي إساءة تمس الدين الإسلامي أو أي دين سماوي آخر". ولن يسمح "لأي جهة كانت أن تستغل حرية التعبير في الأردن للإساءة" للنبي محمد.

ولم تنته قضية صحيفة شيحان الأسبوعية عند الأردنيين بفصل رئيس تحريرها (العين) جهاد المومني نهائياً من عمله، أو بـ "اعتذاره الشديد وإحساسه بالذنب"، أو بإحالته لمجلس تأديبي، أو بسحب جميع نسخها من الأسواق فوراً، بل استمرت اليوم ردود الفعل على نطاق أوسع رسمياً وحزبياً وشعبياً، وشجبت جهات رسمية أردنية الإساءة التي قامت بها الصحيفة بنشرها رسوم مسيئة للنبي العربي محمد، كما دانت أحزاب إسلامية عدة هذا التصرف، وانتهز الخطباء صلاة الجمعة لينددوا بدورهم بما قام به رئيس تحرير الصحيفة ويطالبون بمعاقبته.

وبدأ الشارع الاردني يطالب عبر أحزابه ومنابره بالقصاص من مرتكبي الخطأ، وذهب أحد أعضاء حزب الإخوان المسلمين إلى المطالبة بسجن المسؤولين فوراً. إلا أن بعضهم طالب بعدم توسيع دائرة الاحتجاج مطالباً بالتمييز بين من نشرها للمرة الأولى ومن أعاد نشرها كوسيلة لتوضيح موقفه الرافض لها.

وحكومياً استنكر الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة ما نشر في الصحيفة واعتبرتها ارتكبت "خطأً فادحاً"، و"مخالفة واضحة لقانون المطبوعات والنشر وميثاق الشرف الصحفي"، وطالب الصحيفة بالاعتذار الفوري عن هذا الخطأ، مشيراً إلى أن الحكومة تدرس خيارتها في هذا الشان ولا سيما القانونية منها مع كافة الجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.

ومن ناحيته قرر مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين خلال جلسة طارئة إحالة رئيس تحرير صحيفة شيحان إلى المجلس التأديبي على خلفية قيام الصحيفة بإعادة نشر الرسومات ومقال بقلمه يشكل إساءة إلى مبادئ الإسلام. كما اعتبر المجلس الأعلى للإعلام إبراهيم عز الدين أن ما نشرته الصحيفة "يثير الاستنكار الشديد والاستغراب الأشد"، لأنه صادر عن صحيفة عربية، واعتبر ذلك "لا يقع في إطار حرية الرأي أو حرية التعبير"، ورأت أنه "أمر معزول".

وكان المومني أعرب في بيان خاص عن أسفه وإحساسه بالذنب جراء إعادة الصحيفة نشر صور مسيئة للرسول، مؤكداً أنهم "لن يكونوا إلا في نفس الخندق بوجه كل من تسول له نفسه التطاول على أكرم الخلق وأشرف المرسلين"، موضحاً أنه نشر بعض الرسومات على شكل وثيقة "للاستعانة بها لتدعيم تقرير صحفي نشر على الصفحة نفسها" حمل عنوان (يا مسلمي العالمي تعقلوا).

المصدر: وكالات الانباء العالمية .

التعليقات