لقاء إيلاف

السريحي: الحركة التاريخية تتجه نحو وجود أحزاب بالمملكة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أصوات من مملكة الغد

هذه السلسلة من الحوارات تأتي لتفتح نوافذ الحوار عن الوطن.. عن المملكة العربية السعودية هذا اليوم وغداً.. هنا نستضيف اصواتاً فاعلة في المشهد الثقافي والاجتماعي المحلي.. هي أصوات لا تذهب إلى الغد.. بل قد تكون عائدة منه للتو.. أصوات تحاور وتقرأ تفاصيل الوطن والمرحلة التي يعيشها كما تشعر و ترى وتتمنى.. قد تقترب هذه الأصوات من الحقيقة، قد يكون تشخيصها دقيقاً.. وقد يحمل قراءة خاصة لا يمكنها أن تكون على الصواب دائماً.. لكن الصواب الذي نحن متيقنون منه هو أننا نهجس معاً بوطن واحد يثق بنا ونثق به. الآراء المطروحة هنا والتي تمثل أصحابها بالضرورة لا نتبناها بقدر ما نتبنى الحوار الذي يمكن أن تثيره وتفعله وتطلق أجنحته. هذه الأصوات كلها لـ"مملكة الغد"، منها:

حوار مع الكاتب والباحث السعودي سعيد السريحي (3):


حاوره عيد الخميسي: ولد السريحي في جدة عام 1373هـ. وقد حصل على بكالريوس لغة عربية عام 1396هـ، وماجستير في الأدب العربي من جامعة أم القرى عام 1402هـ، وعمل مدرساً في ثانوية الفيصل بجدة عام 1396هـ، ثم معيداً بقسم اللغة العربية بكلية الشريعة بمكة، فمحاضراً بجامعة أم القرى، ثم سجل الدكتوراة في الأدب العربي حول التجديد في اللغة الشعرية عند المحدثين في العصر العباسي.. يؤكد أحد المواقع الأصولية في الانترنت (أنه وبعد دراستها من قبل المسؤولين تبين عدم استحقاقه لدرجة الدكتوراة لمخالفات وأغلاط كثيرة، فأخفق في بحثه) وفي حين تقدم مؤسسة الفكر العربي في موقعها على الانترنت السريحي ك(باحث وناقد أدبي وأكاديمي ليبرالي سعودي. ) تراه مواقع أخرى غير ذلك وحين تثبت سيرته سنجد: (من أبرز أساتذته : عبدالوهاب البياتي، الذي دافع عنه ومدحه كثيراً ونقد من ينقدونه.
ـ من أقواله المتهافتة : "أنا أتحفظ كثيراً على كلمة الغزو الفكري، فكثيراً ما يتخذ هذا المصطلح ذريعة لقفل باب حوار الحضارات".
ـ دعا في بحث له بعنوان (وهم الواقعية.. مأزق الكتابة في الخليج) إلى مخالفة (المثقف) الحداثي للنظام السياسي ؛ لأن الأنظمة السياسية في الخليج هي التي أفضت إلى الهزائم المتتالية … ويطالب السريحي بأن يكون لكل مثقف حداثي حق التدخل في الشؤون السياسية للدولة، بحجة المشاركة في صنع القرار وذلك من أجل " إدانة وضع من الأوضاع، والمطالبة بتغييره … وانتقاد الخطاب الإسلامي السائد "، وبالتالي فلا بد من " خطاب بديل " هو : الواقعية الحداثية التي " تتكيء على أيدلوجيات ظلت مرفوضة من قبل الخطاب الرسمي ".. ) كل هذا يشير له الموقع الأصولي ذاته!!

هنا في الجزء الثالث من حوارنا مع سعيد السريحي نتناول العديد من المحاور الساخنة محلياً.. فيتحدث السريحي عن رأيه في قيادة المرأة للسيارة وعن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت بالمملكة وفاز بأغلبية مقاعدها إسلامويون يرى السريحي أن ترشحهم جاء بناء على جهودهم الاجتماعية ومعرفة الناس بهم.. وحين نذهب إلى الحراك الفكري بالمملكة يؤكد السريحي أن كافة التيارات الفكرية تملك مواقف متجانسة تقريباً في مواجهة أفكار التطرف والتكفير وهو يرى صعوبة في تصنيف الكثير من الأفكار الإصلاحية التي يختلط فيها الإسلاموي بالليبرالي بالإصلاحي ويرى أن الحركة التاريخية تتجه إلى وجود أحزاب لا يراها بالضرورة منازعاً للسلطة بل يراها معيناً لها.

* كيف ترى السجالات الدائرة حالياً في الصحافة والمجتمع حول (قيادة المرأة للسيارة) ما درجتها؟ وهل ستفضي إلى نتيجة ما برأيك؟
- سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قال إن الأمر متروك للمجتمع ومقتضى حديث سموه أن تتاح الفرصة لمن يسمح لزوجته أو ابنته أو اخته أن تقود السيارة بأن تفعل ذلك.. وبالتالي يقتضي الأمر اتخاذ نفس الخطوات التي اتخذت في التعليم حينما فتح الملك فيصل رحمه الله المدارس رغم معارضة البعض وكانت كلمته الشهيرة (من أراد أن يسمح لا بنته أن تتعلم فليسمح لها ومن لم يرد لا نرغمه على ذلك).. ما أعتقده أن الحل الأمثل هو أن تتاح الفرصة للمجتمع وفق قوانين وضوابط لحفظ سلامة المرأة وحفظ أنظمة السير كذلك.. وأعتقد أن حقوق المرأة لا يمكن إيجازها في قيادة المرأة للسيارة رغم أنها مسألة دالة.. وبرأيي أن المرأة ستقود السيارة إن لم يكن غداً فبعد غد.

* وكيف ترى المرأة السعودية.. مكتسباتها وحقوقها؟
- المرأة السعودية تنتظر فقط أن تتاح لها الفرص.. عندما أتيحت الفرصة للمرأة السعودية استطاعت أن تكون حاكم ولاية في أمريكا ونائبة ل(كوفي عنان) وأستاذاً في أعرق جامعات أوربا وهنا استطاعت أن تتولى بكفاءة العديد من الوظائف الهامة.. المرأة السعودية مهيأة تماماً كي تنهض بأي دور يمكن أن يناط بها...

* وهذه السجالات كيف تراها.. هل سنخرج منها بنتيجة ما؟
- هي محراك للرأي العام كي يتقبل أي خطوة قادمة.. وبالتأكيد سيكون لها نتائجها.

* الانتخابات البلدية الأخيرة هل شاركت بها؟
- نعم.

* لمن كان صوتك.. لأحد أفراد القائمة الذهبية؟
- لا

* كيف ترى هذه الانتخابات وما تعليقك على ما حدث في نشر تلك القائمة التي استطاعت الترشح؟
- الأسماء التي وردت في القائمة هي أسماء أدركت الدور الاجتماعي مبكراً فلم تنتظر الانتخابات البلدية كي تنهض بدورها.. هؤلاء شاركوا عبر كل اللجان المتاحة في المجتمع.. لجان الأحياء ولجان المعسرين والإفراج عن السجناء وإصلاح ذات البين فصوت لهم المجتمع.. لم يصوت لهم المجتمع لأنهم أصحاب اتجاهات دينية وإنما صوت لهم لأنه عرفهم قبل ذلك. وأتصور أن من يريد أن يرشح نفسه للانتخابات القادمة عليه أن يبدأ عمله الاجتماعي منذ اليوم. المجتمع لا يصوت بناء على وعد في حملة انتخابية وإنما يصوت لمن يعرفه وهؤلاء عرفهم المجتمع فصوت لهم.

* تقلل من تأثير الرسائل والتوجيهات التي وصلت للمنتخبين في حديثك؟
- من حق أي مجموعة أن تتخذ من الآليات ما يضمن لها الوصول للترشح بما فيها التكتلات.. كل الانتخابات في العالم يتحقق الترشيح فيها بالتكتلات.. والعملية التنظيمية بحد ذاتها هي ثقافة انتخابية.. وإذا كان أولئك قد عرفوا كيف يستثمرونها فإن جهل الآخرين لا يمكن أن يؤخذ على أنه مطعن في هؤلاء الذين أدركوا اللعبة الانتخابية...

* يتردد حالياً في صحفنا مصطلح الليبرالية.. وأن هناك كتاباً ومفكرين ليبراليين سعوديين.. هل يتواجد ليبراليون فعلاً في السعودية؟
- المشكلة هي في استخدامنا غير الدقيق للمصطلح.. هناك اتجاهات مستقبلية تؤمن بالحرية وبمؤسسات المجتمع المدني ولأننا لا نمتلك مصطلحات مناسبة نتحدث عن ليبرالية في السعودية.. هناك من يتحدث عن ليبراليين وهناك من يتحدث عن إصلاحيين وهناك من يتحدث عن إسلامويين وأحياناً لا نستطيع وضع (فلان) من الناس في اتجاه محدد.. بإمكانك أن تسميهم ليبراليين لكن عليك أن تدرك أن المصطلح يتزحزح عن موقعه وفق مواصفات الفرد.

* هذه الاتجاهات الليبرالية تعبر عن ذاتها كأفكار فيم يستحوذ على الفعل التيار الإسلاموي على نحو غالب.. كيف يمكن أن تنمو هذه الاتجاهات وهي أفكار مجردة؟
- الصحويون أو الإسلامويون رغم تحفظي أيضاً على هذا المصطلح عملوا عملهم منذ سنوات طويلة وهم يستندون على قواعد أصيلة في المجتمع لذلك ستحتاج الاتجاهات الأخرى إلى سنوات طويلة كي تؤسس نفسها... ثم إن كثيراً من التداخل يحدث بين كافة الأفكار الإصلاحية إن شئت التعبير.. دعني أشير إلى أن الإسلامويين يستخدمون كثيراً من الأفكار والشعارات الليبرالية الآن، الليبراليون يستخدمون مصطلحات إسلاموية.. كل هذه الاتجاهات منفتحة على بعضها البعض ومتجانسة إلى حد ما في مواجهة أفكار التطرف.

* ألا يوجد تقسيم واضح لساحة الحراك الفكري لدينا؟
- لا يوجد ذلك وكما قلت لك فإن كثيرين يحار المرء أين يصنفهم.. وإلى هذا الجانب أم إلى ذاك.. لا يمكن لنا أن نصنف الناس فكرياً أو ثقافياً.. التصنيف يمكن الوصول إليه عبر الأحزاب فلو كانت لدينا أحزاب لأمكن أن ننسب هذا الشخص إلى الفلسفة التي يتبناها حزبه سواء كان ليبرالياً أو إسلاموياً.. بدون وجود أحزاب سيظل التصنيف قلقاً وستظل الأفكار قابلة للتأرجح بين هذا التيار وذاك...

* هل ترى ضرورة لوجود أحزاب تعبر عن الرأي العام في السعودية؟
- ليس ضرورة لكن الحركة التاريخية تتجه نحو ذلك.. وليس شرطاً أن التعددية الحزبية هي تعددية منافسة للسلطة.. بل هي معينة لها في تسيير عملها.

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

في الحلقة القادمة.. الجزء الأخير من حوار سعيد السريحي مع (إيلاف) وفيه :
•لن يتكرر شاعر بحجم الثبيتي إلا مرة كل 100 عام
•الشعر الجديد لم يصل للناس في الثمانينات
•نحن بحاجة إلى مؤسسات ثقافية جديدة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف