البازعي: تجربتي مع المارينز أثارت السديري2-3
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رئيس تحرير سعودي سابق يبوح بأسراره لـ"إيلاف"(2-3)
حاوره عبدالله المغلوث: أمام سلطان البازعي، كنت أبحث عن قطع خبز صغيرة مصنوعة في البيت لأمضغها مع الذكريات التي يذرفها، والسيجارة التي يدخنها واستنشقها...
ينهبك الجوع في معيته، فهو يمتص طاقتك إثر سلوك أطرافه، فتارة يفرك"مسبحته" بأصابعه وتارة أخرى يمسك سيجارته بخشونة كأنه يعاقبها على جرم اقترفته. يكشف البازعي في الجزء الثاني من الحوار سبب استقالته من "الرياض" للمرة الثانية، ويستدعي تفاصيل تجربته المريرة في جريدة"اليوم"السعودية:
استقبال جاف
عاش سلطان 3 سنوات في فرنسا، يصفها:"كانت محاولة لم تنجح كثيراً لتعلم اللغة الفرنسية".
يردف:"من يدرس اللغة في مدينة عالمية كباريس قادر على العيش دون أن يتعلم اللغة الفرنسية، وكانت محاولاتي أقل من طموحي".عاد البازعي إلى جريدة "الرياض" في
لكن الخلاف ظل قائماً على مستوى التغطية مما أفضى إلى استقالة البازعي من"الرياض"للمرة الثانية. يعترف:"ربما بالغت في ردة فعلي، لكن كنت مشحونا".
يؤمن البازعي انه "محظوظ" لارتباطه بوظيفة حكومية وعمله كمعار في الجريدة مما منحه "فرصة للمناورة والدفاع ببسالة" خلاف زملائه.
عاد إلى وظيفته الحكومية في وزارة التعليم العالي، سكرتيرا للعلاقات الثقافية الخارجية"مارست دوراً جيداً ومهماً يتعلق بتنمية العلاقات مع الجامعات الأجنبية وإرسال وفود سعودية لحضور مؤتمرات ومنتديات عالمية واستضافة وفود أجنبية أيضاً".
رغم انصراف البازعي عن العمل في الصحافة في تلك الفترة إلا انه كان منغمسا في همومها من خلال عضويته في مجس ادارة جريدة "الرياض" لدورتين متتاليتين:"بدعم وترشيح تركي السديري الذي كان وراء دخولي وزملائي كمساهمين في مؤسسة اليمامة الصحافية -تُصدر عنها جريدة الرياض ومجلة اليمامة وسابقا رياض ديلي الناطقة باللغة الإنكليزية-".
دخول سلطان وعدد من قيادات جريدة "الرياض" الصحافية في عضوية مؤسسة اليمامة ومن ثم مجلس الإدارة ساهم في تطوير جهاز التحرير، يوضح البازعي:"زادت قوة التحرير منذ دخولنا لأول مرة كمجموعة صحافيين في عضوية المؤسسة، حصلنا على أصوات الأغلبية في الجمعية العمومية، فالأصوات التي كانت ضد التحرير تراجعت قوتها، لأنها فقدت القوة على التأثير".
و استفاد البازعي ورفاقة من نظام المؤسسات الصحافية الذي يمنح العضو صوت واحد بغض النظر عن عدد الأسهم التي يمتلكها مما زاد من فعاليتهم. وتزامن نفوذ الصحافيين المساهمين مع طفرة إعلانية غير مسبوقة شهدتها جريدة الرياض"أسعدت الفريق الآخر، ودفعتنا لاستثمار الأرباح الفائقة في تشييد مبنى حديث ومطابع عصرية".
البازعي الثاني من اليسار جالسا أثناء رحلة مع رفاق الجامعة إلى "شعيب صلبوخ" القريب من الرياض
السادسة مساءً
ورغم ارتباط البازعي بالعمل في وزارة التعليم العالي وعضوية مجلس إدارة اليمامة الصحافية إلا انه ظل حاضراً في ذهن رئيس مجلس إدارة ومديرعام دار اليوم للصحافة و والطباعة والنشر ، الشيخ حمد المبارك الذي عرض عليه رئاسة تحرير جريدة "اليوم" عام 1993، عبر اتصال هاتفي، يتذكره البازعي:"كان مباشراً، دعاني لمقابلته، فأخبرته أنني سأجيء إلى الدمام في مهمة عمل، ويسعدني لقاؤك حينها".
بالفعل، التقى سلطان رئيس مجلس إدارة دار اليوم في الدمام بعد فترة وجيزة من الاتصال:"آثر أن يزورني في الفندق الذي أقيم فيه رغم مكانته الاجتماعية، كان منفتحا وشفافا للغاية، لم يدعني أختلف معه في شيء، فخرجنا متفقين".
كان يعلم أن مهمته ليست سهلة في قيادة "اليوم"، يقول"كنت مدركا بوجود حالة تنافر وسيطرة من الإدارة على التحرير، وكان من شروطي الحصول على صلاحيات كاملة واتفقتُ والمبارك أن يكون هو مرجعي كونه هو رئيس مجلس الإدارة والمدير العام".
يروي تفاصيل الزيارة الأولى لجريدة "اليوم" بعد موافقته على عرض رئيس مجلس إدارتها:"اتصلت مبكراً على الجريدة، أجابني مدير التحرير، محمد الصويغ بتهذيب بالغ، أخبرته أنني سأزور الجريدة بعد صلاة المغرب، فأبدى ترحيبه".
وصل البازعي عند حوالي الساعة السادسة مساء لمقر الجريدة الواقع في حي البادية- عمارة مستأجرة من 3 أدوار، تعلوها لافتة سوداء داكنة كتب عليها اسم الجريدة بخط ذهبي- فوجد الصويغ وحده في استقباله، وعندما سأل عن بقية العاملين في الجريدة أجابه مدير تحرير "اليوم" وفق البازعي:"انتهى العمل في الطبعة الأولى مبكراً، والطبعة الثانية يأتي زميل ليرى إذا كان هناك ما يستدعي التغيير ثم يذهب".
وضع مزري
تفاقمت انطباعات البازعي السلبية تجاه الجريدة عندما باشر عمله "كنت أعلم أن لدى اليوم الكثير من المشاكل، لكن عندما باشرت العمل فوجئت بالوضع المزري في الإمكانات البشرية والفنية والمادية". يستطرد"كانت الأجهزة التي تعمل عليها الجريدة قد دخلت المتاحف، سواء أجهزة تصوير الصفحات، أو المونتاج، أو الصف الإلكتروني".بينما يصف وضع التحرير عندما شاهده عن كثب"ضعيف لا يعطى المحرر حقوقه المالية". أما بيئة العمل فيراها"تعيسة". واستشهد بآلية تصحيح المواد لغويا"تتم في الإدارة وأصول المواد تحفظ في الإدارة والجهاز الفني بكامله يتبع للإدارة، لم يكن للتحرير سلطة عليه". وصف البازعي زيارته الأولى لـ "اليوم" بـ"الصاعقة" التي جعلته يدخل في "حالة صراع مرير لتغيير هذه الأوضاع". ودخل سلطان في صراع مبكر مع مدير عام الإدارة، مساعد الخريصي، حيث اعتبر صيغة مسماه الوظيفي"غريبة" كون الشيخ حمد المبارك هو مدير عام "دار اليوم" حسب ما ينص عليه نظام المؤسسات الصحافية لكن الخريصي هو من كان يمارس العمل اليومي.
يبوح البازعي" شهادة حق دخلت في خصومة معه لكن من الناحية الإنسانية كان كريما جداً".
وعن مدى صحة إيقاف الخريصي الإعلانات التجارية في عهد البازعي لإسقاطه أمام مجلس الإدارة؟ يرد:"سمعت هذه القصة بعد خروجي، لا استطيع تأكيدها أو نفيها، لكن سمعت أنها من أسباب الخلاف بين الشيخ حمد المبارك ومساعد الخريصي، لأن الإعلانات تدفقت فجأة على الجريدة بعد استقالتي بثلاثة أيام، ما لم يرق للشيخ المبارك، وبعد فترة قصيرة طُلب من الخريصي الاستقالة".
وعن سبب استقالته شخصيا؟ يجيب:"الحقيقة كما أعرفها، أنني قررت المغادرة بناء على اتفاق مع الشيخ حمد ومجلس الإدارة حتى لا أصبح عقبة، لأني شعرت أن الصراع ربما يتطور بشكل أكبر ويصل إلى طريق مسدود وشعرت اني أديت مهمة رئيسة، بعد أن أعطيت جهاز التحرير قدره من الإهتمام والكرامة، ودافعت عن حقوقه إلى حد ما، وأحدثت انقلابا إيجابيا في طريقة أداء العمل و وضعت أساس المبنى".
ودافع رئيس تحرير جريدة "اليوم" السابق عن الشكاوي التي تلقاها رئيس مجلس ادارة "اليوم" الراحل، الشيخ حمد المبارك ضد البازعي، بسبب تهميشه لمدراء تحرير فيما وضع ثقته بسكرتير التحرير، طارق إبراهيم فقط:"بأمانة منحت فرصة لجميع الزملاء الموجودين، لكن في نهاية الأمر من حصل على الفرصة هو من اجتهد وانسجم مع الرؤية الجديدة، والمهم إنني لم أتسبب في إقالة أحد".
لكنه أزاح رئيس القسم الرياضي في الجريدة، مبارك الدوسري، يبرر البازعي:"كان صحافيا متعاونا وليس رسميا، وكان بيني وبينه اختلاف شديد على أسلوب صياغة المواد، طلبت منه غير مرة العمل بشكل مختلف، لكن لم تكن لديه رغبة مما حال دون استمرار تعاونه".
يتبع
الجزء الأول:
https://elaph.com/amp/ElaphWeb/Interview/2006/3/136656.htm