أخبار

إستخبارات بريطانيا فشلت في اختراق الإرهابيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كبير جواسيس "شرق أوسطي" يحلل غزوة لندن أمام "إيلاف"
إستخبارات بريطانيا فشلت في اختراق جماعات الإرهاب

نصر المجالي من عمّان: رأى مصدر استخباري عربي كبير في حديث أمام (إيلاف) أن أجهزة الاستخبارات البريطانية فشلت في اختراق جماعات الإرهاب الإسلامية المتشددة، وقال إنه ليس هذه الأجهزة وحسب عانت هذا الفشل بل أيضا الاستخبارات الأميركية والغربية عموما، وأعاد المصدر هذا السبب إلى افتقار تلك الأجهزة إلى العنصر البشري بالدرجة الأولى "رغم الإمكانيات التكنولوجية المتقدمة لدى تلك الأجهزة".

وكان المصدر يحلل أمام (إيلاف) أسباب نجاح الإرهابيين المتشددين في تنفيذ العمليات التفجيرية التي استهدفت محطات قطارات الأنفاق في العاصمة البريطانية التي وصفها بيان لجماعة القاعدة بأنها "غزوة لندن" ممتدحا نتائجها الباهرة.

قال المصدر إن الاستخبارات البريطانية لم تستطع إلى اللحظة تجنيد العدد الكافي الكفوء من عناصر الاستخبارات من الجاليات العربية والإسلامية المتواجدة في بريطانيا لتستطيع من خلالها اختراق الجماعات الإرهابية التي في الأساس تنتمي إلى هذه الجاليات من حيث الدين أو العرق.

وأضاف المصدر في تحليله "يبدو لي كمراقب أن التخطيط للتفجيرات اللندنية وليد لحظته، ولكنني استطيع الجزم بما لدي من خبرة على القول إن التخطيط لها استمر ما لا يقل عن عشرة أشهر أو يزيد".

وحول مدى ارتباط منفذي التفجيرات بشبكة (القاعدة) التي يتزعمها أسامة بن لادن، أو جماعة أبي مصعب الزرقاوي التي تدير عمليات إرهابية على الساحة العراقية راهنا، قال المصدر الاستخباري العربي "علينا جميعا إدراك حقيقة واحدة، هي أن كافة الجماعات والخلايا الإرهابية تنتمي إلى فكر واحد هو الفكر التكفيري الجهادي، الذي لا يعرف إلا القتل والدم لتنفيذ مآربه بكل الوسائل المتاحة، وليس بالضرورة أن تكون أي خلية تنفذ عملية تفجيرية منتمية إلى شبكة بن لادن أو الزرقاوي أو أنها تتلقى تعليماتها منها مباشرة".

وأشار المصدر إلى أن هذه الخلايا والجماعات التي تنتمي الى ذلك الفكر الجهادي التكفيري تنتشر في بقاع شتى من العالم "ولذلك استبعد أن تكون هناك نهاية وشيكة للحرب ضد الإرهاب، فهي حرب طويلة وستستمر، ولن يكون فيها منتصرون، وستظل المساجلة قائمة"، واستدرك القول "ولكنني أرى أن إيجاد بعض الحلول لقضايا ساخنة في المنطقة مثل حل أزمة الشرق الأوسط وإقرار الحقوق الفلسطينية قد تساعد كثيرا في مواجهة الإرهاب أو أنها قد تقلل نسبة العمليات التفجيرية إلى 40 أو 50 % من حجمها الحالي".

وحول مدى قدرة أجهزة الاستخبارات العربية على تنفيذ مهماتها في الانتصار على تلك الجماعات التي تعمل على أراضي بعض الدول العربية، قال المصدر الاستخباري إن جهاز الاستخبارات السعودي حقق ومعه أجهزة الأمن السعودية انتصارات تعتبر متقدمة في العرف الاستراتيجي "ولو أنها تنبهت في وقت متأخر لخطر هذه الجماعات ومدى انتشارها".

وعلى هذا الصعيد، قال المصدر إن أجهزة الاستخبارات الأردنية حققت هي الأخرى نجاحا في اختراق تلك الجماعات ولجم بعض العمليات، مشيرا في هذا الاتجاه إلى إحباط العملية التفجيرية الكبرى التي كانت تستهدف في العام الماضي، مبنى دائرة الاستخبارات العامة. أما بالنسبة الى أجهزة الاستخبارات اليمنية حيث وجود كثيف لجماعات التشدد على الأراضي اليمنية، قال المصدر "الأجهزة اليمنية لا تزال تواجه فشلا ملحوظا في المواجهة، حالها حال أجهزة الاستخبارات المصرية (ولو أنها الأعرق عربيا) وكذلك نظيرتها المغربية".

وأكد المصدر الاستخباري أن جميع المناورات والتدريبات التي تجريها القوات الأميركية والأطلسية الحليفة في الصحراء الغربية وشمال إفريقيا لم تحقق ولن تحقق في المستقبل أي نجاحات تذكر في لجم الجماعات الإرهابية أو محاصرتها والسيطرة عليها في منطقة جغرافية واحدة، فالخلايا الإرهابية "تبدأ بالتشكل احيانا من عنصر واحد ثم تبدأ بالتكاثر كالفطر وهي لها خططها الخاصة في تنفيذ عملياتها وليس بالضرورة ان تكون تتلقى تعليمات لتنفيذ عملية هنا أو هناك من جانب قيادة شبكة القاعدة حيث تكون سواء في أفغانستان أو باكستان".

واستبعد المصدر في حديثه إلى (إيلاف) أن يكون لمنفذي تفجيرات لندن أي ارتباطات مع القياديين المرتبطين بالقاعدة الموجودين رهن الإقامة الجبرية في العاصمة البريطانية وخاصة سفير القاعدة في اوروبا أبو قتادة أو حتى المتشدد المصري أبو حمزة المصري. وقال "يبدو أننا امام موجة جديدة من الخلايا النائمة التي تتكاثر، وهنا تتصاعد مسؤوليات أجهزة الاستخبارات البريطانية فصولا في المواجهة".

وختم المصدر كلامه مشيرا إلى أن "تنسيقا مستمرا ودائما بين أجهزة الاستخبارات البريطانية وبعض الأجهزة العربية النظيرة، وكثير من الانجازات تمت على هذا الصعيد، لكن التفجيرات الأخيرة كانت مفاجأة للجميع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف