البلدوزر الإسرائيلي على حافة الموت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أولمرت يرأس اجتماعا للحكومة
البلدوزر الإسرائيلي على حافة الموت
وسيكون لحالة شارون الصحية تأثير بالغ على الحياة السياسية في إسرائيل بشكل عام وعلى حزبه الجديد (كاديما) الذي أعلن تأسيسه الشهر الفائت على أثر انسحابه من عضوية حزب الليكود. وسيتولى ايهود اولمرت (60 عاما) الذي انشق مع شارون عن حزب ليكود اليميني في تشرين الثاني(نوفمبر)، رئاسة الحكومة بالوكالة، طبقا للقانون. ودعا اولمرت الى اجتماع عاجل للحكومة في التاسعة صباحا (7:00 ت غ)، فيما أعلن وزراء الليكود الأربعة أنهم باقون في الحكومة في الوقت الحالي. وكان يفترض ان يقدم الوزراء استقالتهم الاحد.
وكان اولمرت، رئيس بلدية القدس السابق، احد ابرز مهندسي خطة الانسحاب من قطاع غزة الصيف الماضي.
واعلن مدير مستشفى هداسا اليوم ان شارون "في حالة خطيرة" وما زال يخضغ لعملية جراحية ستستمر "عدة ساعات" بعد الجلطة الدماغية الحادة التي اصابته.وقال البروفسور شلومو مور يوسف لصحافيين "يمكن القول ان حالته خطيرة".واضاف ان "الجراحة طويلة ومستمرة في الدماغ"، موضحا ان "رئيس الحكومة في حالة تخدير تام وتنفس اصطناعي نتوقع ان تستمر العملية عدة ساعات اخرى جزء منها".
واكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه يشارك الاسرائيليين "قلقهم" على صحة شارون الذي وصفه بانه "رجل شجاع ورجل سلام".
وتخشى الادارة الاميركية، بحسب المصادر الاسرائيلية، من ان وفاة شارون المحتملة قد تقود الى القضاء على فرص التسوية وخصوصا القضاء على خريطة الطريق. وعدا ذلك، فإن واشنطن لا تعرف الوجهة التي ستسير فيها اسرائيل سواء نجح ايهود اولمرت في قيادة حزب شارون كديما الى السلطة، او اخفق هذا الحزب في اداء دور مهم على الصعيد السياسي.
وقال بوش في بيان "أنا ولورا نشاطر الشعب الإسرائيلي قلقه على صحة رئيس الوزراء أرييل شارون ونصلي من أجل شفائه" واصفا إياه بأنه "رجل شجاع ورجل سلام". وأضاف "ونيابة عن كل الأميركيين، نبعث بأغلى التمنيات والأماني الى رئيس الوزراء وأسرته".
ونقل شارون الى مستشفى هداسا عين كارم في القدس منتصف الليل (22 ت غ الأربعاء). وما لبث ان خرج من غرفة العمليات بعد خضوعه لجراحة استمرت أكثر من ست ساعات، تمت إعادته الى غرفة العمليات بعد تصوير مقطعي. ولا يزال شارون في غرفة العمليات حتى الساعة تحت التخدير والتنفس الاصطناعي. وكان الاطباء يعملون على الحد من الاضرار التي يمكن ان تلحق به، في سباق أخير مع الزمن لإبقاءه على قيد الحياة، بعدما انهارت وظائف حيوية في جسده جراء اصابته ليلة امس بجلطة دماغية حادة ونزف دماغي شديد. وقد تم إدخاله غرفة العمليات في حالة حرجة. وكانت تنزلق نحو جذع الدماغ الأمر الذي قاد إلى انهيار عدد من الأجهزة الحيوية في جسده وبينها التنفس وتدفق الدم. وأشار عدد من كبار أطباء القلب الإسرائيليين الى أنه لا يمكن تخيل استعادة شارون لقدرته على العمل خلال وقت قصير، هذا اذا أفلح في اجتياز العملية الجراحية.
والجلطة هي الثانية لشارون الذي يتم في شباط(فبراير) 78 عاما، خلال اقل من ثلاثة اسابيع. كان يفترض ان يخضع اليوم الخميس لعملية قثطرة في القلب. ويشكل العمر وضغط الشرايين عاملين يزيدان من خطورة الاصابة بنزيف دماغي كما حدث للارون مساء الاربعاء. وشارون (77 عاما) اصيب بجلطة حادة في الدماغ رافقها نزيف كبير كما قال البروفسور شلومو مور يوسف، مدير مستشفى هداسا عين كارم التي يخضع شارون لعملية فيها.
تجدر الإشارة إلى أنه عندما أصيب شارون بالجلطة الدماغية الطفيفة الأولى قبل ثلاثة أسابيع أظهرت استطلاعات الرأي تراجع قوة كديما بما لا يقل عن الربع. وأظهرت الاستطلاعات أيضا أن كديما بأي زعامة غير شارون قد يعجز عن تشكيل الحكومة المقبلة. وثمة من يعتقد أنه إذا كانت هذه هي نتيجة الاستطلاعات في ظل جلطة طفيفة فإن من المؤكد أن كديما سوف يخسر أكثر من ذلك إذا توفي شارون أو إذا أقعد وخرج من الحياة السياسية.
مقربون قلقون
وقال المتحدث باسمه رعنان غيسين إن "العملية تجري كما هو مقرر وحالته مستقرة"، دون تفاصيل اضافية، بعد اربع ساعات من بدء العملية الجراحية. وقال غيسين: "بعد إحساسه بألم في صدره تم نقل شارون على وجه السرعة إلى غرفة المستعجلات وتم اكتشاف جلطة دماغية حادة ثم تم تشخيص نزيف داخلي حاد تم إخضاعه لعملية جراحية مباشرة بعد ذلك وهو ما زال داخل غرفة العمليات وحالته الصحية مستقرة".
ونفى أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد أخفت حقيقة الحالة الصحية المتدهورة لرئيس الوزراء وأكد أن نائبه يهود أولمرت تسلم مقاليد السلطة حسب القوانين الإسرائيلية. وقال: "ليس من مصلحة الحكومة الإسرائيلية إخفاء حقيقة الحالة الصحية لشارون عن الشعب الإسرائيلي وأؤكد بأنه لدينا كل الوسائل الضرورية التي تخول استمرار العمل الحكومي بشكل عادي وقد تسلم نائب الرئيس المسؤولية منذ نحو أربع ساعات وذلك بعد مباحثات مع أكبر المسؤولين السياسيين بالبلاد". وأضاف غيسين أن حالة شارون مستقرة وأعرب عن أمله في الشفاء العاجل له وتغلبه على الوعكة الصحية.
السيرة العسكرية:
- انضم الى "الهجناه" في سنة 1945 وعمل في شرطة التجمعات السكنية العبرية
- في حرب 1948 كان قائد شعبة في لواء الكسندروني
- جرح في المعركة على اللطرون
- في سنة 1949 عين قائدا لكتيبة، وفي 1951 عين ضابط استخبارات قيادي
- في اثناء دراسته الجامعية في سنة 1952 عين قائدا لوحدة 101، التي تشكلت للرد على عمليات الفدائيين
- في 1953 اشرف شارون على تنفيذ مذبحة قبية، التي تم خلالها تفجير البيون على ساكنيها.
- في 1956 عين قائد فرقة المظليين وشارك في العدوان الثلاثي على مصر
- في 1966 حصل على رتبة بريغادير جنرال، كرئيس لقسم الارشاد في الجيش
- كان قائد لواء مدرعات في حرب 1967
- في 1969 عين قائدا للمنطقة الجنوبية وعمل على تحصين "خط بارليف"
- ترك شارون الجيش في حزيران 1973 للتنافس في انتخابات الكنيست
- مع اندلاع حرب تشرين 1973 اعيد الى الخدمة العسكرية قائدا للواء مدرعات واشرف على عملية اختراق قناة السويس من خلال نزاع مكشوف مع قادته. ونبه غيسين من جهة ثانية من اسماهم "أعداء اسرائيل" بان "لا يتوهموا انهم قادرون على استغلال الظروف للتصعيد العسكري لان جيشنا مستعد لكافة الاحتمالات"، في اشارة الى المجموعات المسلحة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
وقال البروفسور شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا عين كارم في القدس ان شارون "اصيب بجلطة حادة في الدماغ وتم وضعه تحت التنفس الاصطناعي". واضاف الطبيب ان شارون الذي سيبلغ 78 عاما في شباط(فبراير) يعاني من "نزيف حاد" في الدماغ. وقال الطبيب شمويل شابيرا في المستشفى ان شارون "اقتيد الى غرفة العمليات لسحب الدم" من دماغه.
وقال جراح الاعصاب الاميركي ماثيوز غوين لمحطة "سي ان ان" ان العملية "خطيرة جدا وهو معرض للموت خلالها. اذا كان (النزيف) كبيرا كما يقولون، قد يكون الوضع سيئا جدا". واضاف "اذا عاش بعد العملية، سيبقى لعدة ايام في غيبوبة".
تضارب في الأنباء
وتضاربت الأنباء حول صحة شارون فبعضها تحدثت عن موت سريري والأخرى عن دخوله في غيبوبة بينما أشارت مصادر إلى إصابته بشلل نصفي. وشارون الذي يبلغ من العمر 77 عاما كان من المفترض أن تجرى له عملية جراحية اليوم الخميس لسد ثقب بالقلب تسبب في إصابته بجلطة دماغية أولى في 18 من ديسمبر/كانون الأول الحالي. وقالت مصادر طبية إنه العملية الجراحية خطيرة بطبيعتها وأنه من المحتمل حتى لو مرت بسلام فإن شارون قد يعاني من آثار صحية لفترة من الوقت، وأنه عودة إلى حالة صحية جيدة قد تستغرق أسابيع إن لم تكن أشهرا.
وقد دعيت الحكومة الإسرائيلية إلى اجتماع استثنائي اليوم الخميس لاطلاع الوزراء على الحالة الصحية لشارون بعد أن نقلت السلطة إلى نائبه أيهود أولمرت.
ردود فعل
من ناحية أخرى، أعرب الساسة الإسرائيليون اليوم عن تمنياتهم بشفاء رئيس الوزراء أرييل شارون الذي يخضع لعملية جراحية بعد إصابته بنزيف في الدماغ. وكان بنيامين ناتانياهو الذي خلف شارون في رئاسة الليكود من بين أول الساسة الذين صلوا من اجل شفاء شارون. كما أعرب الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف عن تمنياته بشفاء شارون مشيرا إلى أنها ليلة عصيبة وآملا في إلا تنتهي بحدث مؤلم.
بدوره، وصف الرئيس الأميركي جورج بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنه شجاع ورجل سلام، معربا عن تمنياته له بالشفاء. وقال بوش في بيان وزعه البيت الأبيض "لورا وأنا نشارك الإسرائيليين قلقهم على صحة رئيس الوزراء أرييل شارون ونصلي من أجل شفائه العاجل.
شارون رجل شجاع ورجل سلام. باسم جميع الأميركيين نعبر عن خالص أمنياتنا لرئيس الوزراء وعائلته".
كذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس في بيان إن "أفكارنا وصلواتنا ترافق رئيس الوزراء شارون وعائلته والشعب الإسرائيلي". وأضاف البيان "نتمنى لرئيس الوزراء شفاء تاما".
داخليا
وعلى الصعيد الداخلي، فاجأ تدهور صحة شارون السريع الاسرائيليين رغم الجلطة السابقة، واشاع جوا من الارباك في الاوساط السياسية. وكتبت صحيفة "هآرتس" المستقلة "هناك امر اكيد وهو ان عهد شارون انتهى نهاية ماساوية". ويخشى ان يوجه مرض شارون، وخصوصا اذا ما طال وكانت له نتائج خطيرة، ضربة لحزبه كاديما الذي يتمحور حول شخصه.
وكانت استطلاعات الراي تؤكد تقدم كاديما على الاحزاب الاخرى ولا سيما الليكود اليميني الذي انشق عنه شارون في 21 تشرين الثاني/نوفمبر ليخوض الانتخابات. وتوقعت الاستطلاعات فوز كاديما بنحو اربعين مقعدا في الكنيست. وركز الحزب حملته على شخصية شارون بوصفه "القائد القوي لتحقيق السلام والامن".
وحتى بعد ظهر الاربعاء كان شارون يؤكد باسما انه لا يزال "عازما على الاحتفاظ بقيادة الامور".
السيرة الشخصية
مولود في 27 سبتمبر 1928 في "كفار ملال" تحت الاسم اريئيل شاينرمان.
- يسكن في" مزرعة الجميز" (حفات هشقماه) في النقب، ولديه بيت في الحي الاسلامي في البلدة القديمة بالقدس.
- ارمل، ولديه ولدان - عومري وجلعاد. قتلت زوجته الاولى مرغليت في حادث طرق.
- لقي ابن له يدعى غور حتفه برصاصة بارودة طائشة وهو في الحادية عشرة من عمره.
- في عام 2000 توفيت زوجته الثانية ليلي بمرض عضال.
- درس التاريخ والعلوم الشرقية في الجامعة العبرية بالقدس )1953(
- يحمل لقبا في الحقوق من جامعة تل ابيب )1958 - 1962(
- يتكلم العبرية والانجليزية والروسية.
مهنة مسجلة: مزارع
نبذة
حياة شارون الملقب بـالبلدوزر" بسبب ضخامة جسمه وتصميمه، حفلت في المحطات السياسية ولعل اهمها أنه من ابرز مشجعي الإستطيتان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليصبح بعد الانسحاب من قطاع غزة هدفا لهجوم اليمين المتطرف والمتشددين في حزب الليكود. وبات متطرفو اليمين يطلقون عليه ألقاب "الديكتاتور" و"الخائن" و"الكاذب".
وفي الصورة شارون بعد حرب
الستة ايام بين العرب والإسرائيليين لكن الجنرال السابق الذي أنشأ الوحدات الخاصة في الجيش، لم يأبه للانتقادات وهو لطالما تباهى بأنه لا يعرف الخوف. وانشق شارون عن الليكود في نوفمبر(تشرين الثاني) وأسس حزب كاديما ليخوض انتخابات 28 مارس/آذار المقبل. وحقق شارون فوزا كاسحا في 6 فبراير(شباط) 2001 وعين رئيسا للوزراء ثم أعيد انتخابه في 28 يناير/كانون الثاني 2003.
يلتقي مع مقاتلين في الجيش الإسرائيلي في 29 مايو 1967 وولد شارون عام 1928 في فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وانضم إلى الجيش في سن 17 سنة. وشكل شارون دائما شخصية مثيرة للجدل لتأييده استخدام القوة ضد العرب وتشجيعه الاستيطان في الأراضي المحتلة.
يستمع الى وزير الزراعة الإسرائيلي
ارييل شارون خلال زيارة للضفة
الغربية في 27 شباط عام 1981
في 1973، حاصر مع قواته الجيش المصري خلافا لأوامر قادته وعكس مسار الحرب.
أصبح وزيرا للدفاع سنة 1982.
ومع تأييده للاستيطان لم يتردد في تدمير مستوطنة يميت في سيناء بعد توقيع معاهدة سلام مع مصر سنة 1979.
وارتبط اسمه في مجزرتي صبرا وشاتيلا في بيروت، إذ قاد الاجتياح الإسرائيلي للبنان حينها وارتكبت الميلشيات المسيحية الموالية لإسرائيل المجزرتين. واعتبرت لجنة تحقيق إسرائيلية شارون "مسؤولا بصورة غير مباشرة" وأرغمته على الاستقالة.