عد عكسي لمواجهة كبيرة في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"تعبئة عامة "... والغالبية ترفض موقف نصرالله
عد عكسي لمواجهة كبيرة في لبنان
الاحزاب اللبنانية الموالية لسوريا تشن حملة على واشنطن
مصدر: احتمال زيادة عدد وزراء الحكومة اللبنانية
عودة الدفء بين الرياض وحزب الله
خوجة سفيرا ثانياً في الخارجية السعودية
إيلي الحاج من بيروت : بدأ العد العكسي لمواجهة كبيرة في لبنان مع إعلان رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلة بثتها محطة "نيوتي في" التلفزيونيةليل الخميسرفض قوى الغالبية القاطع منطق الأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله وأسلوبه وتهديده باللجوء إلى الشارع لقلب الحكومة وفرض تشكيل حكومة أخرى يتمتع فيها حلفاء دمشق وطهران بالثلث المعطل عبر إعطاء وزارات للجنرال النائب ميشال عون.وخلاصة الكلام كما يصدر بالتواتر عن أجواء أركان الغالبية : "يستحيل أن نقبل بتشاور أو غير تشاور بتغيير الحكومة أو توسيعها قبل تغيير رئيس الجمهورية الممدد له إميل لحود . وما على السيد نصرالله في هذا الوضع سوى أن ينفذ في أسرع وقت ما يهدد به، ولا لزوم لمهل ناتجة من اعتقاده ربما بأنه قادر على إخافتنا".
وهذا موقف يلامس الخط الأحمر رداً على موقف لامس الخط الأحمر. ويعني أن لبنان بات يحتاج إلى ما يشبه المعجزة ليخرج من دائرة خطر شديد يتمثل في نزول جمهورين شديدي الإحتقان إلى الشارع. ولا يحول حتى الآن دون إعلان انهيار مبادرة الرئيس نبيه بري التي أطلق عليها تسمية "عيدية" وتبيّن فوراً أنها غير صالحة للاستعمال، هو حرص أطراف الغالبية على الظهور مظهر من يرفضون التشاور والحوار تحاشياً لتحمل مسؤولية نزول إلى الشارع يبدو أن لا مفر منه إن عاجلاً أم آجلاً.
في الانتظار، وعلى أمل ضئيل في قدرة السفير السعودي فوق العادة عبد العزيز خوجة على اجتراح "أعجوبة"- رغم عوامل خانقة لهذا الإحتمال أبرزها تردي العلاقات السعودية - السورية منذ كلام الرئيس بشار الأسد على "أنصاف الرجال" وموقف المملكة العربية من هذا الكلام - يمكن القول دون سقوط في مبالغة إن لبنان اليوم يعيش في ظل "تعبئة عامة" مرشحة للتصاعد حتى لو انعقدت جلسة التشاور الأولى " شكلياً وجزئياً " الإثنين المقبل . تعبئة لا يمكن التكهن بنتائجها من اليوم ولكن لا بد من أن تؤدي إلى أوضاع أخرى مختلفة عما هي اليوم في لبنان، أسوأ بالتأكيد.
يعزز هذه الرؤية - المؤسفة لا شك - اتساع يومي للهوة التي تفصل بين طرفي المواجهة والأبعاد الفائقة الأهمية للمواجهة الدائرة حول الحكومة والتي تتوّج صراعا سياسيا مفتوحا تحت عنوان "من يحكم لبنان؟" انطلق بعد خروج سورية عسكرياً من لبنان مع بقائها فيه سياسياً عبر حلفائها، إذا جاز التعبير، وفي مقدمتهم الرئيس لحود و"حزب الله" اللذان انضم إليهما الجنرال عون لأسباب تكتيكية.
لكن الحزب الشيعي المتشدد "لا يتكتك" هذه الأيام ، فقد اتخذ قرارا نهائيا "استراتيجيا أعلنه السيد نصرالله بكسر المعادلة الحكومية والسياسية بكل الوسائل المتاحة، كما أنه يظهر " يومياً تحفزا وجهوزية للنزول الى الشارع وفق خطة يعدها مع حلفائه وتنطوي على أخطار وتبعات كبيرة يعتبرها الحزب في مستوى القرار المتخذ والذي يستأهل المخاطرة. ويمكن القول من وجهة نظر الحزب أن لبناناً يشارك في حكومته وزيران أو ثلاثة وزراء من تيار عون، هو غيره وعلى كل المستويات، من دون هذين الوزيرين أو الثلاثة.
أما في النظر من زاوية الغالبية فما لم يتنبه إليه السيد نصرالله هو عدم امتلاكه شيئاً لا يمتلكه غيره في لبنان، وإذا كان "حزب الله" وحليفه الجنرال أثبتا سابقاً قدرة على الجنون فإن الآخرين أثبتوا هم أيضاً قدرة مماثلة وأكثر. الجميع يمكنهم تحويل هذا البلد المعذب لبنان أرض مجانين من جديد.