نايف يتطلع إلى الفاتيكان لحل أزمة الرسوم

سلطان القحطاني من الرياض: يتطلع وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى الفاتيكان باعتبارها ذات ثقل ديني في العالم لتُعلن رأيها بما يحدث من أزمة دولية جراء نشر الرسوم التهكمية التي نالت من النبي محمد، ونشرتها صحيفة دانمركية منذ نحو شهر،مطالباً إياها أن تقوم بـ"شجب هذا الأمر" و "تبدي رأيها في الموضوع" ،على حد قول الأمير السعودي لدى اجتماعه مع ممثلي وسائل الإعلام التونسية في وقت سابق من اليوم الأربعاء.

وفي حين توقعت أوساط دولية عدة أن تكون الخطوة التي اتخذتها الحكومة السعودية بحق الدانمرك عبر سحب سفيرها،قد تجر على الرياض ضغوطاً دوليةً لا تحصى،لاسيما من منظومة الإتحاد الأوروبي التي تُعد كوبنهاجن أحد أعضائها،قال الأمير نايف:"ليس هناك من يستطيع أن يضغط على المملكة في أي شيء لتغير موقفها من أمر أساسي مثل هذا".

وأضاف في سياق حديثه ان"المملكة تحتر

إقرا ايضا

الأمير نايف يلتقي وسائل الإعلام التونسية

الأمير نايف يقدم التهاني للشيخ صباح

الاعتذار لا يوقف موجة الغضب في الشارع الإسلامي

موجة الاحتجاج والمقاطعة تتفاعل
إجماع عربي يدين كاريكاتور الصحيفة الدنماركية

مجموعات مسلحة تهدد الدانمارك وأوروبا تعارض المقاطعة

اتحاد علماء المسلمين يهدد بمقاطعة الدنمارك والنروج

مراكز تجارية سعودية تقاطع المنتجات الدنماركية

مظاهرات حاشدة تطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتذار

وزير الدفاع الدنماركي يتخوف من فتوى ضد جنوده

الجهاد تدعو لمقاطعة البضائع الدنمركية

تواصل المقاطعة الاماراتية رغم الاعتذار

مفتي عمان : المقاطعة التجارية للدول المسيئة للنبي أدنى ما يجب أن يفعل

اليمن تدعو رسمياً إلى مقاطعة البضائع الدنمركية

الدنمارك تدين الرسوم الكاريكاتورية والصحيفة تعتذر

اعتصام أمام السفارة الدنماركية في تل أبيب

م الرأي . ولكل أن يبدى رأيه. ولكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد وان يساء إلى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فهذا أمر مرفوض. وليس المملكة من ترفض فحسب بل يرفض ألف و400مليون مسلم وكل العالم الإسلامي وجميع الأديان لأن الأنبياء والرسل مقدسون وفوق كل شيء. ولا اعتقد أن هناك مسلما مؤمنا يستطيع أن يمس أي نبي أو رسول بشيء مثل هذا".

وتابع يقول:" إذا وصلت الحرية إلى هذا الحد فاعتقد انه أمر غير مقبول مهما كان.وإذا كان مثل هؤلاء أحرار في أن يقترفوا حتى مثل هذا الأمر فان الآخرين بالتأكيد أحرار في أن يرفضوه رفضا كاملا. ولا اعتقد انه من العقل أن تعترض الصحافة العالمية أو أي مؤسسة أو دولة على ما تتخذه أي دولة عربية أو إسلامية".

وكانت صحيفة "جيلاندز بوستن"،وهي أكبر صحيفة بالدانمرك، قد نشرت في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد،ماجعل الحكومة السعودية تستدعي سفيرها لدى كوبنهاجن محمد الحجيلان إلى الرياض للتشاور،في وقت تقاعست فيه الحكومة الدانمركية عن القيام بدور مؤثر لوأد الأزمة في مهدها.

نووي إيران وإسرائيل

وإذ بدا وزير الداخلية السعودي مدافعاً عن المشروع النووي الإيراني على اعتبار "انه لإغراض سلمية" كما سمع عبر القنوات الرسمية،فإنه أعرب عن توجسه من المشروع النووي الإسرائيلي،مبدياً أسفه من حرص على المنطقة ومنع وجود أسلحة نووية فيها مع وجود تلك الأسلحة لدى إسرائيلي.وقال ان"هذا شيء يطرح علامة استفهام كبيرة ليس أمام العرب فحسب بل أمام العالم أجمع.وهذا مبرر لكل دولة في أن تفكر في إيجاد سلاح نووي".

وهذا التصريح يأتي على الرغم من الأصوات الخليجية الرسمية المطالبة بالتعامل الفعلي مع السلاح النووي الإيراني،خاصة في ظل صيغة الخطاب المتشدد التي يضطلع بها بمهارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد،والذي يجعل من منطقة الشرق الأوسط عرضة لعدم استقرار في مقبل الأيام.

ووفقاً لما يراه محللون سياسيون فإن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً عاصفاً مابين المجتمع الدولي وبين إيران،بعد أن أشارت كل الدلائل إلى أن الوصول إلى تسوية سلمية لحل معضلة السلاح النووي الإيراني أمرٌ غير محتمل،في ظل احتمال رفع الملف إلى مجلس الأمن،وهو الأمر الذي قد يُفضي إلى إيقاع عقوبات اقتصادية على طهران.

حماس تنتصر وتثير صدمة عالمية

أما عن الصدمة العالمية التي أحدثتها صناديق الاقتراع الفلسطينية ونجم عنها فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس،فذكر الأمير نايف بن عبدالعزيز أن الانتخابات هي التي أتت بحماس إلى ذلك المكان واعتقد انه من المفروض أن يكون مثل هذا الشيء متوقعا.

وشدد على أن القضية يجب أن تكون بالنسبة للجميع اكبر من التوجهات الفكرية،وضرورة أن تتفق جميع الفصائل الفلسطينية.وقال:" لا بد للعقل أن يتغلب والحكمة أن تتغلب في هذا الموضوع ونرجو ألا نجد في الإخوة الفلسطينيين ما يسيئنا جميعا كعرب".

ويأتي تصريح الأمير نايف حول هذه النقطة بعد أربع وعشرين ساعة على تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي اعتبر أن حماس كانت حركة وأصبحت دولة،وعليها أن تتصرف "على هذا الأساس" على حد قوله،وهذا ينسجم مع طبيعة السياسة الخارجية السعودية التي رأى محللون أن لا تتضرر علاقتها بالفلسطينيين على ضوء ما أفضت إليه نتائج الانتخابات الأخيرة.

الحرب ضد الإرهاب في السعودية

وأكد وزير الداخلية السعودي انه رغم المواجهة التي تمت من أواخر 2003 والى الآن إلا إن كل هذه الأعمال الإجرامية لم تؤثر على استقرار البلاد ولا على المواطن السعودي فالحركة كانت طبيعية ولم نجد أنفسنا مضطرين لان نعلن الأحكام العرفية أو منع التجول أو حالة طوارئ لم يحصل هذا أبدا".

وقال:"إن اكبر دليل ومقياس على الاستقرار والأمن هو النشاط الاقتصادي.فالنشاط الاقتصادي والسيولة المالية في الأسواق في المملكة العربية السعودية أكثر من أي دولة وهذا معروف ومشاهد. واعتقد أن النشاط المالي والاقتصادي هو اكبر دليل على الاستقرار والثقة والأمن لان رأس المال جبان لا يتحرك في بيئة غير آمنة ".

وعن المحتجزين السعوديين في معتقل غوانتنامو قال ان " هذا الموضوع اخذ أقصى درجات الاهتمام بالنسبة لنا وهناك من يتابع هذا الموضوع وهناك محامون سعوديون يعملون ونحن على اتصال دائم بالسلطات الأمريكية وموعودون إن شاء الله أننا نستطيع أن نعيدهم جميعا إلى المملكة ونرجو أن لا يطول الوقت ".

يذكر ان الوزير السعودي عاد الى الرياض مساء اليوم بعد أن رأس وفد المملكة الى اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب فى دورته الثالثة والعشرين والتى اختتمت اعمالها يوم امس.