مؤشرات عن دور إيراني بتفجير سامراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شهود عيان يكشفون تحركات مريبة سبقت تدمير الضريح
مؤشرات عن دور إيراني بتفجير سامراء
أسامة مهدي من لندن : قالت مصادر عراقية تتابع تداعيات تفجير قبة ضريحي الامامين على الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء ان مؤشرات بدأت تبرز عن دور ايراني في هذا العمل الاجرامي مشيرة على الخصوص الى اهداف تسعى طهران لتحقيقها على صعيد تقوية نفوذها في العراق وخلق متاعب للاميركيين فيه منوهة الى ان المسلحين كانوا قد سيطروا على هذه المدينة بالكامل مرات عدة خلال السنوات الثلاث الماضية لكنهم لم يقتربوا من الضريح اضافة لما اشار اليه شهود عيان
إقرأ أيضا
الحكيم : زرقاويون وصداميون يشعلون الفتنة
البيشمركة تحرس أقدس أضرحة السنة في بغداد
قوى سنية عراقية : بدأت ملامح فتنة طائفية
عن دور لعناصر مغاوير وزارة الداخلية التي تأكد ضلوع المخابرات الايرانية في نشاطاتها، في حين وجه علماء الدين الشيعة والسنة في خطب الجمعة اليوم دعوات للوحدة والهدوء وضبط النفس .واكدت المصادر التي تحدثت معها " ايلاف" في بغداد ان كبار المسؤولين العراقيين من خارج دائرة الائتلاف العراقي الشيعي اضافة الى مسؤولين في السفارة الاميركية في العاصمة العراقية يتحدثون حاليا عن دور لايران في التفجير بأعتبارها المستفيد الاكبر من تداعياته على الصعيدين الداخلي والخارجي واشارت الى ان عناصر من مغاوير وشرطة وزارة الداخلية الذين ينتمون اصلا الى مليشيا بدر المسلحة التي تاسست في ايران منتصف ثمانينات القرن الماضي وارتبطت بها قد نفذوا العملية .
وفي هذا الاطار اشارت المصادر الى التصريح الذي اطلقه رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها ابراهيم الجعفري في يوم وقوع الانفجار الاربعاء الماضي بانه عمل نفذته عناصر اخترقت اجهزة الامن تم اعتقال عدد منهم مضيفا ان المعلومات الاولية التي ادلى بها المعتقلون تؤكد بان المنفذين كانوا يرتدون زي مغاوير الشرطة العراقية الامر الذي يشير الى اختراقهم لاجهزة الامن قائلا انه يستطيع ان يعلن هذا من دون حساسيات سياسية .
وهنا توضح المصادر ان 12 مسلحا يرتدون ملابس مغاوير الشرطة تقدموا نحو الضريح باربع سيارات وقاموا بتقييد حراسه وباشروا بعملية تلغيمه التي استغرقت حوالي الساعة في عملية معقدة لايمكن ان ينفذها الا افراد مدربون على زرع المتفجرات في الزوايا التي تحدث اوسع دمار في الضريح وهو ماتحقق فعلا . واسبعدت المصادر ان يكون المسلحون من المنظمات المناوئة هم الذين نفذوا عملية التفجير منوهين في هذا المجال الى ان المسلحين كانوا سيطروا على مدينة سامراء مرات عدة خلال السنوات الثلاث الماضية وفرضوا هيمنة كاملة عليها لكنهم لم يقتربوا من الضريح مطلقا .
اهداف داخلية وخارجية
ونوهت المصادر الى ان ايران وبعض الاجهزة العراقية المتعاونة معها كانت المستفيد الاكبر من التفجير فهي شعرت بعد التطورات السياسية التي اعقبت اعلان نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وعدم فوز الائتلاف العراقي الشيعي بالاغلبية المطلقة كما حصل في الانتخابات التي سبقتها بأنها ستخسر هيمنتها على السلطة نتيجة تحالف القوى الاخرى الفائزة وتهيئتها لاعلان اتفاق يزيد عدد مقاعده على مقاعد الائتلاف في مجلس النواب الجديد مع مايمكن ان يؤدي هذا الى رفض مرشح الائتلاف الشيعي لرئاسة الحكومة الجديدة ابراهيم الجعفري .. اضافة الى فقدان ثقة الشارع الشيعي يالسلطة الحالية نتيجة استمرار تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والانهيار المستمر للامن الذي يحصد يوميا ارواح عشرات الضحايا . وما زاد وضع الائتلاف تأزما هي التحذيرات التي اطلقها السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد الذي بدا يتصرف وكأنه مندوب سام للبلاد من تولي "طائفيين" لوزارتي الداخلية والخارجية مؤكدا ان بلاده لايمكن ان تنفق مليارات الدولارات على بناء قوات الامن العراقية ولتقع بعد ذلك تحت سيطرة المليشيات الطائفية قاصدا بذلك منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي بادر زعيمه السيد عبد العزيز الحكيم للاعتراض على تصريحات السفير واعتبرها عاملا مساعدا لما حصل في سامراء ثم اضطر لسحب اتهاماته هذه بعد ساعات نتيجة ضغوط ضغوط من السفارة الاميركية التي عبرت له عن امتعاضها من كلامه هذا .
وهنا تقول المصادر انه كان لابد من عمل يهز هذا الشارع ويزرع الخوف بين افراده والايحاء بانه ومقدساته مستهدفون من الاخرين .. وتضيف انه يبدو ان هذا الهدف قد تحقق فعلا , على المدى المنظور على الاقل, حينما خرج العراقيون الشيعة الذين يشكلون نسبة 60 في المائة من سكان العراق البالغ عددهم 28 نسمة الى الشوارع لتتلقفهم الاحزاب الشيعية السياسية وتوجههم الوجهة التي تريدها في اطلاق شعارات الثار وطلب الانتقام من القوى التي تردد هذه الاحزاب الاتهامات لها بالتواطؤ مع الارهابيين وهي القوى السنية التي تحالفت مع القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي واقتربت من عقد اتفاق مع التحالف الكردستاني .. وهنا ايضا حققت نجاحا في مهاجمة مقرات القوى السنية واحراقها في مناطق مختلفة من العراق وخاصة مقرات الحزب الاسلامي اكبر الاحزاب السنية في البلاد .
وفعلا فقد حمل الالاف من المتظاهرين الذين خرجوا في اكثر من مدينة عراقية بتنظيم من القوى السياسية الشيعية لافتات كتبوا عليها عبارات تدعو الحكومة الى طرد السفير الاميركي وهتفت بعبارت منها "لا لزاد .. لا للتكفيرين" .. و "كلا كلا اسرائيل كلا كلا امريكا" .
واذا كانت هذه دوافع داخلية لما حدث في سامراء فأن الهدف الاخر هو ارباك الوضع العراقي واخراجه عن سيطرة الاميركان والتاكيد لهم ان الايرانيين قادرين على خلق مشكلات لهم في اكثر من مكان في العالم مثلما هم يحاصرون ايران في قضية ملفها النووي .. وهنا لاحظت المصادر تناغم الخطاب السياسي الذي انطلق من طهران وبغداد وبيروت حيث اتهم الحكيم السفير الاميركي خليلزاد بالتهيئة لعملية التفجير في الوقت نفسه الذي وجه فيه الرئيس الايراني احمدي نجادي وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الاتهام "للاحتلال الاميركي" بالمسؤولية عن تفجير الضريح من اجل خلق اجواء معادية لواشنطن في المنطقة تناغمت معه دمشق كذلك. وقال نجادي في خطاب له امس "ترون اليوم انهم يقومون بغزو اماكن مقدسة. لكن كونوا على ثقة بانهم لن يفلتوا من غضب الاسلام وقوته ومن الدول التي تسعى الى الحرية". كما حمل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي اسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الاعتداء وقال "انها جريمة سياسية يمكن نسبها الى اجهزة الاستخبارات الصهيونية وقوات الاحتلال في العراق".
واليوم الجمعة دعا السيد صدر الدين القبنجي إمام جمعة النجف والقيادي البارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في خطبة الجمعة البيت الأبيض إلى إعادة النظر في مدى صلاحية من يمثله في العراق .وقال القبانجي " نحن نعتبر ما يحدث تدخلا في الشأن السياسي و لا ينسجم مع التصريحات التي تطلقها الإدارة الأمريكية حول الإصلاح السياسي فليعيدوا النظر فيمن يمثلهم ." واضاف أن "بوش و كوفي عنان استنكرا هذه العملية لكن ما جدوى الاستنكار وقيمته إذا كانت تصريحات ممثليهم يشم منها رائحة الطائفية .لذا فنحن نطالب بإعادة النظر في تمثيل الولايات المتحدة في العراق ، و ندعو البيت الأبيض إلى إعادة النظر في مدى صلاحية من يمثله هنا في العراق لأنه من أصول طائفية."
شهادات عن قرب لما حصل للضريح
روى شهود عيان يعملون او يسكنون حول الضريح المعتدى عليه تفاصيل احداث الساعات القليلة التي سبقت الانفجار مؤكدين تحركان مريبة للقوات العراقية والاميركية ومشيرين باصابع الاتهام لمغاوير الشرطة العراقية بالمسؤولية عن تدمير الضريح . ونشرت الرابطة العراقية المعارضة للاحتلال على موقعها الانترنيتي شهادات بعث بها اليها ثلاثة من سكان مدينة سامراء تضمنت تفاصيل عما حدث صباح الاربعاء الماضي وقبل دقائق من التفجير :
.. الشهادة الاولى : انا محمد السامرائي وعندي محل انترنيت قرب الامام عليه السلام ..جاء الحرس الوطني في الساعة الثامنة والنصف في مساء الثلاثاء وطوقوا الصحن الشريف وقالوا ممنوع الخروج من المحلات ونحن في العادة نبيت في المحل ليلا لأن نخاف عليه وعلى الحاسبات من الحرامية.
الحرس الوطني والأمريكان طوقوا الامام على الهادي عليه السلام ثم ذهبوا في الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء بعدها رجعوا الى الصحن الشريف في الساعة الحادية عشر مساء الأربعاء ثم أخذوا يتجولون قرب الصحن وبقوا الى الفجر حتى الساعة السادسة صباحاَ قرب الامام عليه السلام.
بعدها غادر الأمريكان وبقى الحرس الوطني قرب الامام علية السلام، ثم عاد الأمريكان ليغادروا الساعة السادسة والنصف في صباح الأربعاء ثم وقع العمل الجبان على جدنا الامام علي الهادي وحسن العسكري عليهم السلام، الانفجار الاول في الساعة السادسة واربعون دقيقة والانفجار الثاني في الساعة السادسة وخمسة وربعون دقيقة من صباح الأربعاء .
لم نكن نعلم اين كان الانفجاران القويان اللذان هزا ارض سامراء وعند خروجنا من المحل رأينا أسد سامراء الامام علي الهادي علية السلام والحرس يقولون انهم ارهابين.. ولكن والله والله والله ان العمل الاجرامي قامت به عناصر الحرس الوطني والأمريكان وانا على ماأقول شهيد، فنحن في سامراء الساعة الثامنة يبدأ عندنا حضر التجوال ولا يستطيع أحد أن يخرج من البيت بعد الساعة الثامنة من اى مكان لأنه عندما تكون الساعة الثامنة تتحاصر المدينة من قبل القوات الأمريكية والحرس الوطني.
.. الشهادة الثانية : اني علي السامرائي، أحد مواطني مدينة سامراء، أوجه ندائي الى كافة العراقيين لقراءة السطور التالية ومعرفة حجم المؤامرة التي تحاك من حولنا.
فأنا صاحب محل في السوق ومن المعتاد ان اذهب باكرا بعد انتهاء حضر التجول لشراء المواد الغذائية ذات الأستهلاك اليومي كالحليب والجبن وغيره، ولذلك افتح ابواب محلي صباحا. يوم الأربعاء وقبل الأنفجار كنت في طريقي الى محلي، ففوجئت بالتواجد الكثيف والطوق الأمني حول مكان الضريح، فحسبت انه امر روتيني او ان مسؤولا ما سيأتي.. وبعد ما يقارب السابعة صباحا انسحبت قوات الحرس والمغاوير وفتحوا الشارع المؤدي الى سيدنا الهادي، ثم حصل الأنفجار المدوي بعد ربع ساعة من انسحابهم.
نحن في سامراء نعرف ومتأكدون ان مغاوير الداخلية يقفون وراء الأنفجار، لأنهم مسيطرون على المنطقة سيطرة كاملة. ثم ان كان التكفيريون يريدون تفجير الامام فلماذا لم يفجروه عندما كانوا مسيطرين على سامراء؟ ولكن والحق يقال، فان المجاهدين لم يعترضوا أحدا من الزوار الشيعة القادمين من خارج سامراء على الاطلاق، وجميع زوار الامام الهادي شهود على ذلك.
.. الشهادة الثالثة : من حذيفة السامرائي
كاتب هذهِ السطور قد ولد وترعرع وشبَ في الحي المجاور لحي الإمام علي الهادي عليه السلام، وسأروي لكم قصة التفجير المؤلم كما عشتهُ ولمسته من أمسِ إلى اليوم فأقول :
إن مدينتنا مفروض عليها حظر للتجوال من الساعة الثامنة مساءاً إلى السادسة صباحاُ، وما إن حَلَ المساء ليلة الحادثة حتى بدأت سيارات مغاوير الداخلية تجوب حي الإمام، وتفرض طوقاً عليه، واستمر هذا الطوق والحركة حول المرقد الليل كلهُ إلى الصباح، وحيث أن سكناي قريب من مرقد الإمام فأني سمعت ضجيج سيارات المغاوير طوال الليل من غير انقطاع.
وروى لي أفراد شرطة ضريح الإمام الذين شهدوا الحالة وهم في الواجب ما يأتي :
بعد بدء حضر التجوال تسللَ إلينا أربعة أشخاص أو خمسة، وهم ملثمون ويرتدون زي المغاوير، حيث قاموا فجأة بتطويقنا وربط أعيننا وسلسلة أيدينا، ومن ثم بدأوا إلغامه بمتفجرات (تي أن تي)، وبقينا على حالنا إلى الصباح. وبعد حدوث الانفجار جاء الناس وفكوا قيودنا.
والسؤال الذي يطرح نفسهُ كيف تمكن هؤلاء الملثمون من الوصول والدخول إلى الصحن الشريف ، وبعد دخول وقت حضر التجوال ، سيما وأن المنظقة محكمة التطويق من قبل مغاوير الداخلية؟ .. وأشير إلى أني خرجت قبل الإنفجار بقليل ذاهباً إلى دوامي، وفوجئت بسيارات المغاوير تحيط بشارعنا الذي يربط بحي الإمام، وقد أشاروا إلي بالرجوع وعدم الخروج، ثم بعد بضعٍ من الدقائق حدث إنفجار قوي ثم بعد مضي ثلاث دقائق أخرى حدث إنفجار هائل حتى كاد زجاج البيت ينهال علي من قوة الانفجار المرعب ..
وما إن خرجت من البيت لأرى آثار الإنفجار حتى فوجئت بأن القبة الذهبية التي أُصبحُ كلَ يوم بالنظر إليها وأنا خارج من بيتنا لا أثر لها ، تسلقتُ مسرعاُ سطح البيت لأرى بوضوح الكارثة الأليمة ، لم أصدق عيناي ، وأحاكي نفسي هل أنا حالمٌ في وضح النهار؟ قبة ماكثةٌ منذ قرون طويلة ، تتحدى الزمن وتتحدى غبار أيام بلدنا المليئةِ بالحروب والانفجارات .. في بضع من الدقائق تختفي عن الأنظار ، وتسافر الأبصار في فضاءٍ رحب يخلو من أنوار هذه القبة المشعة بأنوار أجدادنا من بيت آل رسول الله (ص) فواعجباً!.
وبعد الحادث الإجرامي المفجع بدأت مساجد المدينة بالتكبير وقراءة القران الكريم، ثم توجه أهالي المدينة عن بكرةِ أبيهم إلى الضريح الطاهر، وتظاهروا منددين ومستنكرين لهذا العمل الجبان، وأجواء الحزن والغضب سادت أهالي المدينة الذين فجعوا قبل غيرهم بهذا المصاب الذي لا يعادله مصاب آخر، وأمست مدينة سامراء حزينة مصفرة مشحوبة، حتى لأرى الحزن والدموع ضاهرا على أبنية المدينة وحيطانها وشوارعها، بعد أن أمست سامراء من غير قبة والتي كانت شامخة منذ دهورٍ وأزمنة ، وستصبح شمسها التي تعانق القبة كل يوم خجولة وحزينة. وفي الختام : أستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربهِ بحديث قدسي حيث يقول تعالى : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب . نسأل الله أن يكشف المتورطين بهذه العملية النكراء، وأن يمدهم بحربٍ من عندهِ جزاءا لفعلتهم الظالمة الآثمة هذهِ.
تصوير وانتقام متوقع
واخيرا لاحظت المصادر العراقية في حديثها مع "ايلاف" ان عمليات الانتقام بين الطرفين الشيعي والسني قد تستمر وقتا اطول بالرغم من نداءات التهدئة وضبط النفس التي يطلقها زعمائهم الدينيين والسياسيية واشارت الى ان عمليات تطهير عرقي بدات تتعرض لها مختلف المناطق العراقية حيث ترغم عائلات سنية تقطن بين اكثرية شيعية علة التهجير من منازلها والعكس يحدث بالنسبة للسنة الذين يعيشون وسط اغلبية شيعية .. كما قالت ان عمليات الهجوم التي تعرض لها حوالي 160 مسجدا قد تم تصوير منفذيها عبر كاميرات الهواتف النقالة وكاميرات فيديو ايضا متوقعة ان تتم بعد ذلك عمليات تصفية لهذه العناصر .
دعوات للوحدة وضبط النتفس
ناشد علماء الدين الشيعة والسنة المواطنين اليوم في خطب الجمعة الى الهدوء وضبط النفس لتفويت الفرصة على القوى التي تسعى ازرع فتنة طائفية بين صفوفهم . ودعا علماء الدين في محافظة الانبار الى تهدئة الوضع المتفجر في المدينة وضبط النفس والصبر واكدوا ان المستفيد مما يخطط له الاعداء هم الاعداء انفسهم لان اي عراقي شريف ليس من مصلحته ان يتقاتل اهله.
وقال الشيخ محمود خلف امام جامع ابي ذر الغفاري في الفلوجة ان ما يحصل هو مؤامرة لجر العراق الى حرب طائفية لا غالب فيها واضاف ان ضبط النفس هو الحل لتخطي هذا المخطط الرامي لدفع البلاد الى اتون حرب اهلية لا تبقي ولا تذر . وقال "علينا ان لا ندع للعواطف سبيلا لكي تسير تصرفاتنا وان ننظر بعين الحيطة والحكمة لما يجري والا سيقع ما لا تحمد عقباه".
ودعا الشيخ انس الاهالي الى الصبر في الايام المقبلة لكي تتضح الصوره بعد انجلاء غبار ما جرى ويجري. وقال الشيخ محمد السكر خطيب جامع انس ابن مالك "ان هذه الاعمال بريء منها كل عراقي شريف ومن ارتكبها هم ثلة من المارقين الذين يريدون الحاق الاذى بالعراقيين كلهم سنتهم وشيعتهم وبالتالي فان المستفيد الوحيد منها هم اعداء العراق لذلك ادعو الناس الى التروي وعدم الانجرار خلف هذه المخططات الدخيلة .
كماعبر عدد من رجال الدين في كربلاء عن غضبهم واستنكارهم للتفجير الذي استهدف مرقدي الامامين العسكريين في سامراء وطالبوا الحكومة العراقية في احاديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء اليوم بتعزيز الاجراءات الامنية في الاماكن المقدسة في جميع انحاء العراق معتبرين ان المستهدف هو المذاهب والاديان كافة ومحملين قوات الاحتلال مسؤولية هذه الاعتداءات وما ينجم عنها.
وقال خطيب المنبر الحسيني الشيخ قاسم الدفاعي "ان ما يحدث الان في العراق من انتهاكات للحرمات والمقدسات وانتهاك للاعراض يدلل دلالة واضحة على ضعف الدولة". واضاف "ان هناك مؤسسات وشبكات استخبارية تجر البلاد الى حرب طائفية لا يسلم منها احد". ودعا الدفاعي الجميع وخصوصا المرجعيات الدينية والاحزاب السياسية الى "ان تأخذ دورها القيادي في المجتمع".
وعد السيد نزار الحسيني عضو مكتب المرجع الديني السيد صادق الشيرازي "ان هذا الاعتداء اعتداء على شخص الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه". وقال "ان على المحب لال البيت ان يعبرعن استنكاره لهذه العملية الاجرامية بالطرق السلمية". واضاف "نطالب الامم المتحدة والمؤسسات الدولية بشجب هذا الاعتداء والوقوف بوجهه".
وحمل الشيخ جاسم المطيري امام جمعة الشهيد الصدر قوات الاحتلال مسؤولية ما حدث، وقال:"اني احمل قوات الاحتلال مسؤولية هذا الاعتداء الارهابي واطالب الحكومة بأن تضع حماية الاماكن المقدسة سواء كانت شيعية ام سنية ام غيرها بأيد امينة حفاظا على وحدة الشعب العراقي". واضاف المطيري "ان هذه الاعمال تهدف الى اشعال الحرب الطائفية بين ابناء العراق داعيا ابناء الشعب العراقي كافة الى"التكاتف بوجه التكفيريين والارهابيين والنواصب الذين يضمرون الشر للاسلام والمسلمين".
واستنكر الشيخ عبد العباس الفتلاوي مسؤول مكتب السيد الحائري هذا العمل وقال:"ندين ونستنكر ونشجب هذا العمل الارهابي الذي يهدف الى اثارة النعرة الطائفية وجر البلاد الى حرب طائفية الخاسر فيها العراقيون وحدهم". واضاف "ان ما فعله التكفيريون كان باشارة من المحتل الذي يرغب ان تستعر الحرب الطائفية في العراق ليبقي سيطرته عليه".