خلافات تعرقل حوار العراق الإيراني الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا اتفاق بعد حول جدول الأعمال ومكان المفاوضات
خلافات تعرقل حوار العراق الإيراني الأميركي
في إيلاف أيضا
التجاذبات مستمرة حول الحوار الايراني الأميريكي
جبهة المشاركة الايرانية تريد الحوار وتعليق
جبهة مرام : حوار واشنطن وطهران يفرض إملاءات مظاهرة في ماليزيا ضد الحرب في العراق
القوات الأميركية : هجوم سامراء ينتهي خلال يومين
معارضة عراقية لحوار واشنطن وطهران
رامسفلد يرفض التخلي عن العراق
اجتماع موسع لقادة القوى الفائزة في الانتخابات العراقية
الغرفة السوداء عنوان جديد للانتهاكات الأميركية
القوات الأميركية : هجوم سامراء ينتهي خلال يومين
باريس تدعو الى إشراك كافة القوى السياسية في العراق
ديمقراطية مشوهة في العراق
طالباني يجمع قادة القوى السياسية لبحث الحكومة
المصادر التي تحدثت معها "ايلاف" هاتفيا في بغداد اليوم اكدت ان خلافا بين الطرفين الاميركي والايراني حول نقطتين اساسيتين قد يمنع في النهاية اجراء الحوار موضحة ان الخلاف الاول يدور حول مكان اتمامه .. ففي حين تصر الولايات المتحدة على اجرائه في بغداد ليمثل فيه سفيرها هناك زلماي خليلزاد تريد ايران عقد اللقاء خارج العراق على الرغم من ان السفارتين الاميركية والايرانية في العاصمة العراقية تقع الواحدة منهما على مقربة من الاخرى داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد .
واضافت ان العقدة الثانية في هذا الحوار تتمحور حول المواضيع التي سيناقشها ففي حين تصر واشنطن على انها يجب ان تتضمن موضوعا واحدا هو الشأن العراقي تشترط ايران ان تتناول المباحثات جميع المشاكل العالقة بين البلدين بما فيها الملف النووي الايراني وهو امر ترفضه واشنطن بشدة لسببين اولهما عدم رغبتها في استغلال ايران للحوار للماطلة بشان هذا الملف وثانيهما امكانية استغلالها له لدق اسفين في وحدة الموقف الاميركي الاوربي من هذه المسألة . وقد اشار الرئيس طالباني امس عقب مباحثات اجراها في بغداد مع وزير الدفاع البريطاني جون ريد إن هذه الخطوة كان قد بدأها نائب رئيس الوزراء زعيم المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي قبل حوالي ثلاثة اشهر وحصلت الموافقة المبدئية عليها من قبل ايران .. موضحا انه اكد ايضا خلال زيارته الاخيرة لطهران قبل عدة أشهر على ضرورة فتح مثل هكذا حوارالذي وافق عليه الجانب الإيراني .
شكوك بين الايرانيين والاميركيين
واضافة الى هذه الخلافات الايرانية الاميركية حول الحوار المقترح اكدت المصادر ان شكوكا قوية تكتنف الجانبين في اغراض كل منهما من اجرائه مشيرة الى قول وزير خارجية إيران منوشهر متقي أمس بانه "خلال المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق ستعرض إيران وجهات نظرها بشكل واضح وصريح" مضيفا انه لم يتضح جدول الأعمال بشكل كامل بعد وما اذا كانت المحادثات ستركز على قضية العراق فحسب". لكن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام قال من جانبه إن إيران لن تغير من موقفها الأساسي تجاه الولايات المتحدة موضحا إن طهران قبلت بعقد المحادثات مع الولايات المتحدة فقط لأن الهدوء والاستقرار في العراق أمر مهم بالنسبة لإيران.
اما في واشنطن فقد قال البيت الأبيض إن الاستعداد الإيراني لمناقشة الوضع في العراق يحمله على الاشتباه في وجود مناورة للتخفيف من الضغوط الدولية التي تمارس على الجمهورية الإسلامية بسبب أنشطتها النووية. وكشف ستيفن هادلي مستشار الرئيس جورج بوش لشؤون الأمن القومي لبعض الصحافيين ان إيران انتظرت إحالة ملفها على مجلس الأمن للموافقة على البدء بمناقشات حول الوضع في العراق لاغراض خاصة بها .
دوافع الحكيم للمطالبة بهذا الحوار
وكان الحكيم زعيم اكبر كتلة برلمانية فائزة في الانتخابات النيابية العراقية الاخير قد اطلق علنا الاربعء الماضي دعوة الحوار التي لقيت تجاوبا اميركيا ايرانيا بعد ساعات من اعلانها قائلا" اطالب القيادة الحكيمة في الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن تفتح حواراً واضحاً مع اميركا في العراق .. هذا الحوار حوار لمصلحة الشعب العراقي ونتوقع من الدولة التي وقفت دائماً مع الشعب العراقي ان تفتح هذا الحوار مع اميركا وبالتالي تتفاهم حول القضايا المختلفة المتعلقة بالعراق ، لدينا ايضاً اقتراح سوف نتابعه وندرسه ونحاول ان نطرحه على الدول هو تشكيل نظام امني اقليمي ذكي يشمل جميع دول المنطقة تكون مهمته الاساسية مكافحة الارهاب والفكر التكفيري هذا البلاء في هذا الزمان .. الفكر التكفيري .. الفكر الذي يرفض الاخر .. الارهاب سوف لن يقتصر في عمله على العراق .. الارهابيون سوف لن يستقروا في العراق فقط وانما سيتخذون العراق قاعدة للتعدي على الدول الاخرى وخاصة المجاورة" .
وعن دوافع الحكيم وراء دعوته هذه اوضحت المصادر ان المفوضات الايرانية الاميركية اذا ما جرت فأنها ستصب في صالح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق المؤيد لايران التي اشرفت على تأسيسه منتصف الثمانينات وقالت ان ايران ضد الاحتلال الاميركي للعراق والمجلس الاعلى للثورة بزعامة الحكيم يعمل الان عن كثب مع الاميركيين في العملية السياسية وهو ما يغضب ايران وهذا هو السبب في انها تتحرك أكثر في اتجاه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذي زار طهران مؤخرا مؤكدا ان جيش المهدي التابع له سيدافع عن ايران اذا تعرضت لاي هجوم اميركي . واضافت ان استراتيجية الحكيم تبدو الان مثل محاولة لاستعادة الوضع المفضل للمجلس الاعلى لدى ايران مع تقليل نفوذ الصدر في طهران خاصة وان مساعدو الصدر عارضوا بقوة المحادثات المقترحة بين طهران وواشنطن . واشارت الى ان الحكيم يأمل ايضا في ان تؤدي المحادثات بين ايران والولايات المتحدة اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ 26 عاما في اجراء تعديل في الاوضاع السياسية الى المدى الذي يتخلي فيه الايرانيون عن تأييدهم لابراهيم الجعفري رئيس الحكومة المنتهية ولايتها لتشكيل الحكومة الجديدة لصالح مرشح للمجلس الاعلى لتولي المنصب نفسه .
ولذلك تقول مصادر في قائمة الائتلاف إن دعوة الحكيم للحوار تمثل صفقة بين ايران والمجلس الاعلى من وراء ظهر الاطراف الستة الاخرى في الائتلاف الأمر الذي سيجعل الائتلاف في وضع حرج قد يفضي به الى التفكك . وفعلا فقد عارض التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر وحزب الدعوة الاسلامية الذي يتراسه الجعفري الحوار الاميركي الايراني .
ومعروف ان الولايات المتحدة الأميركية تؤكد باستمرار قلقها من نشاطات ايرانية وصفتها بأنها"غير مفيدة في العراق". واوضحت السفارة الاميركية في بغداد في بيان لها بصدد الحوار المقترح ان مستقبل العراق لن يتقرر من قبل الولايات المتحدة أو إيران أو أية دولة أخرى بل سيقرر العراقيون أنفسهم مستقبل بلدهم . وتضيف "إن الولايات المتحدة قلقة بشأن نشاطات إيرانية غير مفيدة في العراق وهذه الأمور المقلقة معروفة جيداً وقد تحدثنا عنها". وتتهم الولايات المتحدة إيران بأنها ترسل مقاتلين إلى العراق وتزودهم بالقنابل والمواد المتفجرة وهو ما تنفيه طهران. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد وصفت إيران مؤخراً بأنها "التحدي الأكبر من أي دولة أخرى" للولايات المتحدة الأميركية.
القوى السياسية الاخرى لها اعتراضاتها ايضا
اما عن الاسباب الكامنة وراء رفض القوى السياسية العراقية لهذا الحوار فقد اشارت المصادر الى ان هذه القوى ترى انه "على الرغم من ان ايران هي دولة اسلامية وجارة للعراق ولها صلات تاريخية ببعض قوى السياسية العاملة في العراق لكنها في الوقت نفسه ليست الجارة الوحيدة للعراق الذي تحيط به دول اسلامية اخرى لذلك فأنه اذا كان على الحكومة الاميركية محادثة ايران فيجب اشراك جميع الدول المجاورة للعراق لان للعراق بعد تاريخي واسلامي يؤثر بجميع بلدان المنطقة وليس بايران فقط لذلك يجب التركيز على دور جميع دول الجوار وليست ايران فقط". واضافت " ان المحادثات الاميركية الايرانية لن تشرك بها اطراف عراقية وهذا يعتبر تدخلا بالشأن العراقي دون الرجوع الى القوى السياسية التي تمثل الشعب لذلك فهي تعتبر غير شرعية بالنسبة الى العراقيين".
وتعارض القوى السياسية العراقية الحوار المقترح ايضا انطلاقا من اعتباره تدخلا خطيرا في الشؤون الداخلية العراقية وضد مصالح الشعب العراقي وشرعنة للتدخل الايراني في هذا البلد وارادته مؤكدة ان المسؤول عن الملف العراقي هم العراقيون وحدهم داعيا الى اشراك الجوار العربي الاسلامي في مثل هذه الحوارات .
ويذكر ان آخر مرة التقى فيها مسؤولون ايرانيون وأميركيون المقطوعة العلاقات الدبلوماسية بينهم منذ عام 1979 كان في عام 2001 ولكن ليس على انفراد حيث كانوا مع ممثلي سبع دول أخرى من بينها روسيا لمناقشة الوضع في أفغانستان. وقد فشلت الى الآن أي جهود تبذل في محاولة للتقريب بين ايران والولايات المتحدة خاصة تلك التي جرت في عهد الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي .. بل ان العلاقات بين الدولتين شهدت تدهورا أكبر في عام 2002 عندما سمى الرئيس الاميركي جورج بوش ايران كطرف في محور الشر الى جانب نظام صدام وكوريا الشمالية .. فيما زادت تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مؤخرا من اتساع الهوة بين ايران والغرب.