الأردن بدأ كشف تفاصيل مؤامرة حماس

اتهم إيران وسورية بالتورط في زعزعة أمنه القومي
الأردن بدأ كشف تفاصيل مؤامرة

إيلاف تفردت في شأن اعترافات رجال حماس

حماس تعترف بتهريب الأسلحة

عمّان تحسم أمر حماس .. واتهامات لسورية وإيران

نصر المجالي من المنامة وعلي المعني من عمان: بدأ الأردن الليلة الماضية في كشف تفاصيل ما قال أنه مؤامرة إرهابية من جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم عبر انتخابات شرعية الأراضي الفلسطينية، وبث التلفزيون الاردني مساء اليوم صورا للاسلحة التي هربتها عناصر من حركة حماس الى الاردن وخزنتها في مناطق مختلفة من المملكة وهي كما عرضها التلفزيون الرسمي تتكون من اسلحة اتوماتيكية ورشاشات وذخائر وقنابل يدوية والغام ومتفجرات من انواع مختلفة وصواريخ غراد وصواريخ لاو تستعمل ضد المنشات والسيارات وصواريخ كاتيوشا بعضها صناعة ايرانية هربت ضمن مخطط لاستهداف مواقع حيوية ومسؤولين اردنيين بأمر من قياديين في حماس موجودين في سورية.

وفي التفاصيل، كانت دائرة المخابرات العامة الأردنية كشفت المخطط وضبطت جزءاً من الأسلحة في الثامن عشر من إبريل (نيسان) الماضي واعتقلت أيضاًَ عناصر من حماس متورطين في التخطيط .

وبث التلفزيون الأردني الليلة اعترافات لعناصر من حركة حماس كانوا متورطين بزعزعة الأمن القومي الأردني، وفي مقابلة بثها التلفزيون، قال المتهم ايمن ناجي صالح حمدالله دراغمه وهو من سكان منطقة الهاشمية في مدينة الزرقاء ثاني أكبر مدن المملكة أنه تم ربطه بحركة حماس "عن طريق صديق لي اسمه توفيق العبوشي ابلغني انه يعمل مع حركة حماس وعرض علي العمل مع الحركة ووافقت وابلغني انه على ان اسافر الى سوريا لربطي معهم مباشرة..وبالفعل سافرنا الى سوريا ونزلنا بالفندق والتقينا بشخص في سوريا اسمه ابو العبد مسؤول تنظيمي من حماس.. واخذ ابو العبد بياناتي في اليوم الاول وغادر"

وقال المتهم ايمن "وفي اليوم الثاني حضر ابو العبد وغادرنا الفندق واخذنا على شقه في منطقة ركن الدين في دمشق موجود فيها شخص اسمه اسماعيل /إللي هو مدرب /..وتوفيق عاد الى الاردن وأنا بقيت وباشرت الدورة الامنيه التي كانت تحتوي على تحقيق ومقاومة التحقيق وامن الاتصالات وامن المواصلات والامن الشخصي ومواضيع متعددة...بالاضافة الى دورة عسكرية وعدت الى الاردن وبقيت فترة في الاردن لم يكن لي فيها تكليف بعمل ما من حماس او من ابو العبد لفترة طويلة تقريباً.

وأضاف وطلب مني ابو العبد ان اقابله في سوريا .. وبالفعل قابلته في سوريا وقال لي انه "راح يستلمني مسؤول جديد اسمه ابو انس ..وثاني يوم .. قابلت ابو انس وابو العبد وعرّفني عليه.. ابو العبد انسحب ... ابو انس طبعاً هذا تعرفت عند المحققين على صورته وكان اسمه وائل ابو هنطش الذي طلب مني ان اشتغل معه في الاردن واعطاني خارطه لمنطقة فيها سلاح مخزن في الاردن بمنطقه في دير الكهف.. واعطاني نقودا وطلب مني ان ابحث عن منطقه ثانيه اختارها بنفسي واعمل لها خارطه اضع فيها السلاح وانقله من النقطة التي اعطاني اياها الى النقطة الثانية وأوصلـها على اساس//انه في ناس بدهم ييجوا يوخذوا السلاح//هذا ما اتفقنا عليه واعطاني نقودا واتفقنا ان نلتقي في السعودية اثناء تادية العمره في رمضان.

وقال المتهم ايمن ناجي بالفعل رجعت الى الاردن وبعد ايام ذهبت الى منطقة دير الكهف وافرغتها/الاسلحة/وكانت تحتوي على (4) قاذفات لاو اخذتها وذهبت الى المنطقة التي اخترتها ودفنتها في بستان زيتون على طريق جابر ضاحية الامير محمد بقرية اسمها القهوجي ورسمت خارطة وجهزت كل شيء .. وابلغت ابو انس بهذا الكلام وطلب مني ان اقابله في السعودية وذهبت الى السعودية في العمره وقابلت ابو انس وشرحت له ماذا فعلت في النقطة الثانية المتفق عليها وسلمته الخريطة .

وأضاف المتهم حسب المقابلة على شاشة التلفزيون الأردني قوله .. اثناء وجودي في السعودية عرّفني على شخص اسمه ابو حسن //وابو حسن هذا لديه معلومه تخص ضابط مخابرات اردني//.. ان هذا الضابط آذى الحركه.. وطلب من ابو حسن احضار صورة للضابط حتى يتأكدوا من هذا الكلام ... وطلب مني ابو انس ان اساعده وأخذ ابو حسن رقم تلفوني ورتب لنا ابو انس مكانا نلتقي فيه في الاردن في عمان/مجمع رغدان / وفي الزرقاء /مجمع الزرقاء الجديد/ ورجعت الى الاردن .. بعدها بفترة اتصل ابو حسن وطلب مني ان اقابله في عمان وبالفعل قابلته في مجمع رغدان وذهبنا الى السلط مكان سكن الضابط ... واستطلعنا المنطقه ورجعنا دون تصوير وفي المرة الثانية نفس الشيء استطلعنا المنطقه ورجعنا وفي المرة الثالثه دخلنا الى منطقة فيها مقبرة ودخلنا المقبره وكانت مهمتي إن اراقب وصور هو لمدة ً (3) دقائق او (5) تصوير سريع.. وقال //خلص بدنا نمشي// واخرج الشريحه التي في الكاميرا وطلب مني ان اوصلها لـ /ابو انس/بالفعل اخذت الشريحة وذهبت الى سوريا واوصلتها لـ /ابو انس/ وابلغته بما حدث.

المتهم الثاني

أما المتهم الثاني الذي عرض افادته على شاشة التلفزيون احمد محمد خليل ابو ربيع 27 سنة ويعمل في كراج سيارات في الزرقاء .. قال ان علاقتي بدات عام 2003 بعد رجوعي من العراق كنت انا وشاب اسمه هيثم ناجي , كنت قد ذهبت معه الى العراق حيث استشهد هناك ..

وأضاف المتهم ابو ربيع قوله : وبعد عودتي تعرفت على اخيه ايمن ناجي دراغمه الذي كلفني بشراء اسلحة وقمت بشراء اسلحة وذخائر ورشاشات , كما كلفني بمراقبة باص لدائرة المخابرات في الهاشمية وراقبته ثلاث الى اربع مرات وابلغته /ايمن/ ان الباص ينقل موظفين الساعة السابعة صباحا ويرجعهم الساعة الرابعة مساء ... وعرفت من ايمن //انهم بدهم يستهدفوا الباص// ثم عرفته على شخص اسمه احمد نمر ابو ذياب //.

المتهم الثالث

والمتهم الثالث الذي ادلى باعترافات على شاشة التلفزيون هو احمد نمر مصطفى ابو ذياب من سكان منطقة المزرعة محافظة المفرق يعمل امام مسجد في نفس القرية التي يسكن فيها ..قال .. بدأت علاقتي بحركة حماس في شهر نيسان 2004 وتم تجنيدي من قبل المدعو محمود الذي هو ايمن ناجي عن طريق صديق لي اسمه احمد ابو ربيع ... وكلفني محمود بان اشتري اسلحة وذخائر لصالح حركة حماس .. كما سألني اذا ما كنت احمل رخصة سوق فاجبته /ان معي رخصة/ عندها قال لي ..بأنه سوف يحضر لي باص اذهب به من الاردن الى منطقة القائم واحضر اسلحة ومتفجرات واعود بها الى الاردن وقال ... ثم كلفني بعدها ان اذهب الى العقبة واحاول ان احصل على معلومات عن السياح الاجانب كما سألني ان كنت احمل جواز سفر //قلتله معاي // عندها قال لي نريد جواز سفر وصورة عن هويتك وصورتين شخصيتين لتذهب الى سوريا وتتدرب مدة عشرين يوما على الاسلحة وعلى امور تدريب عسكرية وترجع من سوريا الى الاردن .. كما اذكر //انه من ضمن الامور التي كلفني فيها احمد ابو ربيع / اجا زارني مرة, كنت في موسم القاط الزيتون في مزرعة سامي خوري ، فاجا وراح وما ذكرلي أي شي //.
تفاجئت به يتصل ويقول // بدي اياك تيجي على البيت بدنا نقعد انا واياك ومحمود// ذهبت الى البيت مساء وقعدت انا وايمن ناجي الذي سألني عن معرفتي بواحد مثل سامي خوري // وساكت او ما بتجيبلناش معلومات عنه // قلت له اعرف انه نصراني وعلاقتنا به طيبه له مزرعه من فترة طويلة واشتغل عنده بمواسم القاط الزيتون ومرات بالتجوير //عندها قال لي ان هذا الرجل ليس اردنيا وانه يهودي .

وتابع المتهم الثالث احمد نمر ابو ذياب // عرفت ان احمد ابو ربيع يراقب باص .. الباص يمر تقريباً الساعة الرابعة مساء وتبين أن الباص ينقل موظفين من دائرة مخابرات الزرقاء مارا من منطقة الهاشمية ... وقال لي محمود إن هذا العمل فيه خدمه لله وفيه خدمة للإسلام ومرات كانوا// يجوني عن طريق مادي// وكان أحمد أبو ربيع يعرف إني كنت اعاني مشاكل عائلية سببها مادي وبإني قد أترك شغلي بالأوقاف وقال لي /إنت تاخذ 100 دينار, نحن نؤمن لك 150 دينارا وفي مرات اخرى كانو يهددوني //إحنا الآن أصبحنا متورطين ورح نورطك معنا ولازم تستمر معنا //وهكذا استمرت علاقتي معهم لغاية 18/4/2006 ، بعدها تم اعتقالي من قبل دائرة المخابرات .

محادثات المخابرات

وإليه، انهى وفد من المخابرات العامة الفلسطينية اليوم زيارة الى المملكة الاردنية الهاشمية تلبية لدعوة من المخابرات الاردنية، وقال مصدر مسؤول في المخابرات الفلسطينية انه تم خلال الزيارة عقد جلسات عمل بين الجانبين عرض فيها الجانب الاردني المعلومات والوثائق والتحقيقات والاسلحة المصادرة الخاصة بقضية تهريب اسلحة الى الاردن والمتهم فيها اعضاء من حماس.

واكد الوفد الفلسطيني حرص منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية على عدم المساس بالامن الوطني للمملكة الاردنية الهاشمية ورفض اي ممارسات من اي طرف كان تسيء الى الاستقرار واستتباب الامن في الاردن والى العلاقات الاخوية التاريخية الراسخة بين الشعبين الفلسطيني والاردني.

واكد الوفد الأمني الفلسطيني الحرص على الحفاظ على العلاقة المتميزة بين المملكة مع المنظمة والسلطة والتي تعبر عنها اللقاءات المنتظمة بين القيادتين الفلسطينية والاردنية.

وقال مصدر فلسطيني مسؤول ان الطرفين أكدا خلال المحادثات على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور المنتظم ضمن هدف تعزيز العلاقات الاخوية الفلسطينية الاردنية.

وكان الوفد الفلسطيني توجه الى عمان بتكليف من الرئيس محمود عباس ومزودا بتوجيهاته بتأكيد موقف القيادة الفلسطينية الاستراتيجي والثابت في ما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية. وكان يفترض ان يشارك في الوفد، كما رغبت الحكومة الاردنية، ممثلون عن الحكومة الفلسطينية لتقديم جميع المعطيات المتوافرة حول القضية الامنية، لكن حكومة حماس لم تشارك في المحادثاتز

وإذ ذاك، كان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جوده صرح أن الوفد الامني الفلسطيني برئاسة رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية طارق ابو رجب يرافقه وفد من الجهاز انهى اجتماعاته في دائرة المخابرات العامة في عمان اليوم.

وقال الوزير جودة ان زيارة الوفد جاءت نتيجة المباحثات التي جرت في عمان بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والاتفاق الذي تم بينهما على ضرورة ارسال وفد سياسي امني من السلطة الفلسطينية وحكومتها.

وأعرب المتحدث الرسمي الأردني ناصر جودة عن أسفه عن عدم قيام الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس بارسال اعضاء مع الوفد واختارت عدم المشاركة الامر الذي اثار استغرابا في الاردن خاصة بعد الاتهامات التي صدرت على لسان متحدثين باسم الحركة بالتشكيك بمصداقية الموضوع.

واضاف الناطق الرسمي الوزير ناصر جودة القول " لقد عقدت خلال اليومين الماضيين لقاءات مكثفة بين مدير المخابرات العامه اللواء محمد الذهبي ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء طارق ابو رجب والوفد المرافق له للاطلاع على حيثيات قضية الاسلحة والمتفجرات التي هربتها عناصر حركة حماس الى الاردن وخزنتها في مناطق مختلفة ضمن مخطط استهدف مواقع حيوية واشخاص ومسؤولين اردنيين بأمر من قادة عسكريين في الحركة يتواجدون في سورية" .

واوضح الوزير جودة ان الاردن "طلب من السلطة الوطنية الفلسطينية ارسال وفد سياسي امني يضم اعضاء من الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس حرصا على تطويق تداعيات القضية من خلال الحوار العقلاني والهادىء بعيدا عن الاضواء ووسائل الاعلام والمرتكز على الحقائق والادلة حماية للعلاقات الاخوية الاردنية الفلسطينية من كل ما يمكن ان يعكر صفوها" .

واضاف المتحدث الرسمي "ان الحكومة الاردنية تستغرب استهداف عناصر حماس امن الاردن وسلامة المسؤولين فيه رغم ما ابدته من مبادرات حسن نية تجاه الحكومة الفلسطينية بهدف اعادة ترتيب العلاقة مع حركة حماس على اساس التعامل معها كحكومة ممثلة للشعب الفلسطيني الذي سيستمر الاردن ببذل كل ما يستطيع من جهد للتخفيف من معاناته ومساعدته ودعمه في الحصول على جميع حقوقه السياسية المشروعة" .

وقال ناصر جودة "كما تستغرب الحكومة ايضا ان العملية التي اكتشفت عشية الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار جاءت رغم التحرك الاردني الايجابي نحو الحركة والذي شمل التقاء مدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي في بداية شهر اذار /2006 عددا من اعضاء المكتب السياسي في الحركة بهدف طي صفحة الماضي وايجاد صيغ تعاون مع الحكومة الفلسطينية خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين وانسجاما مع الموقف الاردني الثابت في دعم الاشقاء الفلسطينيين وحقوقهم".

وفي الختام، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة "انه نظرا لعدم مشاركة اعضاء من الحكومة الفلسطينية بالاجتماعات التي عقدت في عمان وانطلاقا من حرص الحكومة على حق المواطن الاردني ان يطلع وبكل شفافية على الحقائق والادلة تكتفي الاجهزة الامنية اليوم بكشف بعض اعترافات ونشاطات مجموعة واحدة فقط من عناصر حماس المعتقلة لديها والذين يزيد عددهم عن عشرين شخصا من المتورطين في هذه النشاطات". وإليه بدأ التلفزيون الأردني الليلة، ببث اعترافات المتهمين من شبكة الإرهابيين المنتمين لحركة حماس وهم اعترفوا بتورطهم في التخطيط لأعمال إرهابية على الساحة الأردنية وهي كانت تستهدف اشخاصا في الحكم ومنشئات ومؤسسات عامة..

برلمان الأردني يدين

من جهة على ذات الصعيد، دان مجلس النواب الاردني اليوم التحضيرات التي كانت تقوم بها مجموعة مسلحة معتقلة تابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) لزعزعة امن البلاد. واعرب نائب رئيس مجلس النواب الاردني الدكتور نايف الفايز في بيان له عن رفض المجلس القاطع والشديد لاية محاولة قد تستهدف امن الاردن.

وأكد على ادانة المجلس لهذه المحاولة التي قال انها تاتي "في وقت يقف فيه الاردنيون كافة قيادة وشعبا وبرلمانا وحكومة ومؤسسات موقف عز مشرف في خدمة القضية الفلسطينية ومحاولة تخفيف وطاة الظلم والمعاناة عن كاهل شعبها الشقيق الصابر الرازح تحت نير الاحتلال ونصرة حقوقه المشروعة على ترابه الوطني الفلسطيني".

واضاف "ان مجلس النواب يحار حقا في تبرير هذه المحاولة ويرى ان الاردن الذي وهب نفسه لقضية فلسطين منذ بدايات الصراع وحتى يومنا هذا والى ان يسترد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة لا يستحق التخطيط والاعداد للاعتداء على حرمته وعلى ارضه وانسانه وانما يستحق ما هو افضل وانبل من هذا بكثير".

وكان التلفزيون الاردني بث الليلة اعترافات لمعتقلين قالوا انهم اعضاء في حركة حماس ادخلوا اسلحة الى الاردن بغرض استهداف منشآت ومسؤولين اردنيين.