الهجوم يتجدد من مدخل فلسطيني؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد استنزاف موارد سورية اللبنانية
الهجوم يتجدد من مدخل فلسطيني؟
جبهة لبنان والفصائل الفلسطينية بلال خبيز: يختلف فريقا 14 آذار و 14 شباط في لبنان على تحليل الدوافع والأسباب التي ادت إلى الحادث الأمني في منطقة البقاع الغربي من لبنان، وعلى الحدود اللبنانية السورية، بين عناصر من فتح الانتفاضة بقيادة ابي موسى الذي يتخذ من دمشق مقراً لقيادته، ودورية من الجيش اللبناني. وكان الحادث ادى إلى استشهاد العريف المجند في الجيش اللبناني مصطفى مثلج بعد إصابته بجروح خطيرة. يعتبر فريق 14 شباط انه لا يجوز اعطاء الحادث ابعاداً تتجاوز حجمه، وان الموضوع قد يكون فردياً او نتيجة لعمل عناصر غير منضبطة. وتالياً لا يرى هذا الفريق سبباً جوهرياً لاتهام الإدارة السورية بتدبير مثل هذا الحادث تمهيداً لتوتير ساخن لملف كان حتى الأمس القريب شائكاً وغير مستقر في لبنان. لكن اوركسترا الفريق الموالي للسياسة السورية - الايرانية في لبنان لا تعزف لحناً واحداً في هذا المجال. إذ سرعان ما تلقف الرئيس اميل لحود اول مناسبة ليذكر ان هدف التدخل الدولي في لبنان هو تركيع اللبنانيين وجعلهم يقبلون بتوطين الفلسطينيين.
يحذر بعض وثيقو الصلة بتيار 14 آذار من اوان مستطرقة بين التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشال عون والرئيس اميل حود ستجعل من موضوعة الاعتراض على التوطين سبباً لتجديد الحملة على الفلسطينيين عموماً في لبنان. وهذا موقف لا يستطيع حزب الله او حركة امل الذهاب فيه بعيداً. مما يعني ان تجديد الحديث عن مشروع توطين الفلسطينيين في لبنان له ابطاله في صفوف فريق 8 آذار - مارس، وله وكلاؤه المعتمدون. ويرى هذا الفريق من اللبنانيين، ان الهجوم السوري من المدخل الفلسطيني له اسبابه العميقة. فمن جهة اولى يعتقد هؤلاء ان الزمن القليل الذي يفصل الإدارة السورية عن الاستحقاق الداهم والأهم في هذا الصيف والمتعلق بتقرير براميرتس الذي من المقرر تقديمه في منتصف الشهر المقبل، يمنع الإدارة السورية من اللعب المكشوف على مستوى التوتير الامني او الاشتباه بعمليات اغتيال كالتي سبق واتهمت بها سورية من قبل، بعد اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط فبراير العام الماضي. وان هذا الاستحقاق الداهم لا يسمح للقوى التابعة لسورية بالتحرك الحر في المقبل من الأيام. لهذا يبدو الدخول من مدخل فلسطيني له اسبابه الجوهرية.
فهذا الدخول يراد له ان يوتر على خطين: خط اول يتصل مباشرة بهدف توتير العلاقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وهي ما زالت في طور العناية الفائقة ولم تستعد بعد انفاسها الطبيعية، وما زالت الذاكرة الميدانية للاشتباكات بين الجانبين حية في الذاكرة وما زال في وسع اي كان ان ينكأ جروحها التي لم تندمل بعد. ويلزم لكي يستطيع اللبنانيون والفلسطينيون تطويق مثل هذا الاحتمال وحصاره ان يتحلى كلا الجانبين ببعد النظر اللازم الذي يمكن الجانبين من التيقن ان الانجرار إلى مثل هذه الهاوية هو مثابة خسارة صافية لكليهما.
اما الخط الثاني فيتعلق بترتيب الميدان لنزاع فلسطيني - فلسطيني في لبنان، لا يملك الطرف الموالي لسورية فيه وزناً راجحاً. لكن ما يجعله خطراً داهماً هو احتمال تطور النزاع بين حركتي فتح وحماس في الداخل واحتمال انتقال شرارته الملتهبة إلى لبنان، مما يجعل الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني بالغ الخطورة على الوضع اللبناني برمته. وفي هذا السياق يسجل المراقبون ملاحظات عديدة يجدر الانتباه إلى مستتبعاتها ومستلزماتها في المقبل من الأيام. ففضلاً عن مراقبة ما يحصل في الداخل الفلسطيني بعين الحريص والمترقب ثمة تصريحات ومواقف لا بد من ملاحظة آثارها ومفاعيلها الارتجاعية، ومنها تصريح رئيس الحكومة الفلسطينية من ان افتتاح مكتب منظمة التحرير في بيروت لا يمثل الشعب الفلسطيني بل يمثل فئة من فئاته. فضلاً عن محاولات قادة فتح - الانتفاضة والسيد احمد جبريل امين عام الجبهة الشعبية - القيادة العامة ربط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية بموضوع الحقوق الاجتماعية والمدنية للشعب الفلسطيني. مما يجعل الموضوع الفلسطيني برمته مطروحاً على بساط البحث لا مجرد السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وعلى مبعدة عشرات الكيلومترات من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
في هذا السياق يبدو اداء فريق 14 آذار بالغ الحذر، ومفرقاً بين السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والتابع بحسب تصريحات قادته لسورية ومخابراتها، والسلاح الفلسطيني في المخيمات والذي يحتاج إلى تنظيم بما يحفظ سيادة الدولة وامن الفلسطينيين على حد سواء.
على خط آخر، ينظر حزب الله بعين المراقب القلق إلى مطلب الحكومة اللبنانية نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والأرجح انه سيستفيد من كل سبب للماطلة في نزع هذا السلاح. ففيما لو نجحت الحكومة اللبنانية في نزع سلاح المنظمات الفلسطينية الموالية لسورية خارج المخيمات فهذا سوف يكون اختباراً ميدانياً ناجحاً لسيناريو نزع سلاح حزب الله في ما بعد. وفي هذا النجاح ما يقلق حزب الله اشد القلق. لكن الأرجح ان حزب الله لن يقف حجر عثرة في سبيل تحقيق هذا المطلب. لكنه بطبيعة الحال لن يتطوع من تلقاء نفسه للمساعدة في هذا المجال. ولا بد ان مسؤولي حزب الله يفكرون منذ اليوم كيف يستطيعون تثمير هذه الصعوبات في خدمة سلاح المقاومة.