بلير والمالكي يختلفان حول لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دوست بلازي لوقف إطلاق النار بعد نزع سلاح حزب الله عادل درويش من داوننغ ستريت: تباينت وجهتا نظر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وضيفه النظير العراقي نور المالكي بشأن لبنان في مؤتمرهما الصحافي بعد ظهر اليوم في رقم 10 داوننغ ستريت، حول الموقف في لبنان وتوجيه اللوم لإسرائيل، وتوقيت واولويات العمل الدولي لاحتواء الأزمة، في خلاف هو الأعمق من نوعه منذ التناقض في وجهتي النظر علنا بين بلير والرئيس السوري بشار الاسد عندما "احرج الأخير" ضيفه عام 2001 باتخاذ موقف متشدد مخالف للموقف البريطاني في ما يتعلق بالعراق، والقضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب حيث قارن من اعتبرهم بلير ارهابيا بالمقاومة الفرنسية في الحرب الثانية؛ كما رفض بلير امس دعوة زعيم الأحرار لحظر تصدير السلاح لإسرائيل، بينما رفضت المصادر البريطانية الإفصاح عما إذا كان العراقيون سيلعبون دورا في اقناع الايرانيين بتهدئة حزب الله. وكان المالكي، في المرات القليلة التي تحدث فيها إذ استحوذت اجابات بلير على معظم الوقت، قد كرر توجيه اللوم المباشر وغير المباشر لإسرائيل لما وصفه "برد الفعل المتغالي فيه والزائد عن اللزوم واستهداف البنية التحتية للبنان والاعتداء على المدنيين،" في حين التزم بلير بالخط الذي تبناه منذ اجاباته في مجلس العموم في الأربعاء الماضي وهو تذكير المتسائلين " بكيف بدأت المشكلة، وهي عبور حزب الله للخط الأزرق للأمم المتحدة [حدود اسرائيل ولبنان] واختطاف الجنديين"، وضرورة العمل على حل جذور المشكلة بتسوية الوضع في لبنان واخضاع حزب الله لسيادة الدولة اللبنانية والعمل على التزام الأطراف المعنية، وفي مقدمتها اسرائيل والفلسطينيون بالعودة إلى خارطة الطريق التي تؤدي الى حل الدولتين.
وبينما طرح بلير مسألة الحل على مرحلتين في لبنان، الأولى العمل على وقف اطلاق النار، والثانية تأسيس قوة دولية للفصل بين الجانبين، كرر رئيس الوزراء المالكي تأكيده على اولوية الوقف الفوري لإطلاق النار وانقاذ الارواح. ورغم إلحاح الصحافيين البريطانيين على بلير في توجيه اشارة واضحة الى اسرائيل بالكف عن استهداف المناطق السكنية وقوافل المدنيين والبنية التحتية اللبنانية. وعبر المالكي عن خيبة امله من الموقف العالمي الذي يسمح بانتهاك قوانين واتفاقيات الحرب باستهداف المدنيين والعقاب الجماعي والمغالاة في رد الفعل.
ورغم تشكيك العديد من الخبراء في قدرة الدبلوماسيتين البريطانية والاميركية على اقناع قوى اوروبية وعالمية فاعلة بالاشتراك في قوة متعددة الجنسية، خاصة وان الشركاء في قوة التحالف في افغانستان لا يقدمون الدعم الكافي كما ونوعا، فإن بلير كرر ثقته في القدرة على توفير القوات. واضافت مصادر داوننغ ستريت لإيلاف فيما بعد أن الفارق بين افغانستنان والقوة التي يقترحها بلير نابعة من مبادرة مجموعة الثماني في الاسبوع الماضي، وانها ستشكل بقرار من الأمم المتحدة وستكون تحت مظلة الامم المتحدة مما يعتبر اعترافا ضمنيا بان ما يعطل التوسع في القوة المتعددة الجنسية في افغانستان، هو ان الغزو الأنجلو اميركي تم خارج اطار الأمم المتحدة.
وكان بلير نصح الصحافيين بالانتظار للقاء وزراء الخارجية في روما برعاية وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، والذي تحضره بلدان كمصر وفرنسا والسعودية، وتمثل بريطانيا فيه وزيرة الخارجية مارغريت بكيت.
واخبر المتحدث باسم رئيس الوزراء إيلاف ان الحكومة تثق تماما في قدرة السيدة بيكيت على المساعدة في التوصل إلى حل للازمة، خاصة بعدما طرح الصحافيون مسألة قلة خبرة الوزيرة بيكيت في السياسة الخارجية وتعقيدات الشرق الأوسط، خاصة وانه لم يمض عليها في المنصب سوى اقل من شهرين، حيث اضاف أن هناك كثيرا من العمل الدبلوماسي يدور وراء ابواب مغلقة.
ورفض بلير التعليق على دعوة من حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض بتعليق تصدير السلاح الى اسرائيل حتى تكف عن استهداف المدنيين في لبنان، بينما رفضت مصادر داوننغ ستريت الإجابة بالنفي او الإيجاب عما إذا كانت بريطانيا طلبت من رئيس الوزراء المالكي، وهو شيعي، توظيف مساعيه الحميدة لدى ايران للضغط على حزب الله للاتجاه نحو التسوية السلمية.
وعلمت إيلاف ان الحكومة العراقية ستقدم دعما يصل إلى 36 مليون دولار الى الشعب اللبناني لمساعدة المنكوبين من جراء العمليات العسكرية.
وبعد ذلك بساعتين اصدر وزير تنمية اعالي البحار بيانا بان بريطانيا ستقدم دعما اضافيا للمساعدة الانسانية يبلغ مليونين ومئتي الف جنيه ( اربعة ملايين دولار) الى صندوق الأمم المتحدة الذي اطلق اليوم لمساعدة المنكوبين في لبنان، والتي وضعت فيه السكرتارية العامة خمسة ملايين دولار؛ الى جانب زيادة الدعم المقدم لعمل وكالة غوث اللاجئين في غزة ، والتي تبلغ مساهمة بريطانيا فيها 15 مليون جنيه ( 27 مليون دولار) سنويا.