أخبار

قوات السلام المقترحة بين نيران حزب الله واسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إقرأ ايضا

قوة ضخمة من الأطلسي لتسلّم جنوب لبنان

بنت جبيل تسقط عسكريا ومعارك ضارية تدور فيها

حرب لبنان أظهرت مدى ضعف الحكومة في بيروت

قوات دولية لتخفيف العبء الأمني على إسرائيل

بروكسل، انقرة، كوبنهاغن: ستتوقف امكانية التزام دول اوروبية بالاسهام بجنود في قوة سلام مقترح نشرها على الحدود بين لبنان واسرائيل على حل مشكلة كيفية نزع سلاح حزب الله.وبدون خطة ذات مصداقية لنزع سلاح أفضل جماعة تسليحا في الشرق الاوسط قد ينتهي الامر بجنود حفظ السلام من فرنسا وايطاليا او تركيا ليصبحوا اللحم في الشطيرة بين اسرائيل وحزب الله .وحكم على قوة الامم المتحدة المؤقتة الموجودة في لبنان بلعب هذا الدور لاكثر من ربع قرن حيث فقدت 257 قتيلا دون أن تتمكن من منع هجمات المقاتلين او العمليات الانتقامية التي كانت تقوم بها اسرائيل.

ولا يظهر حزب الله اي بوادر على التخلي عن ترسانته التي تتجاوز العشرة الاف صاروخ والتي أطلق بعضها على شمال اسرائيل في الاسابيع الاخيرة لتسقط قتلى وجرحى.وحتى قبل أن تهاجم اسرائيل لبنان انتقاما لخطف اثنين من جنودها في غارة شنها حزب الله عبر الحدود فان حكومة بيروت كانت أضعف من أن تستطيع نزع سلاح الحزب.

ويبدو أن اسرائيل أدركت أنها لن تستطيع تدمير معظم أسلحة الحزب المحصنة تحصينا جيدا من خلال القصف او التوغلات عبر الحدود.ويتبنى الان زعماء اسرائيل الذين كانوا متحفظين في بادىء الامر فكرة نشر قوة قوية متعددة الجنسيات يحبذ أن يديرها حلف شمال الاطلسي في منطقة عازلة بجنوب لبنان.لكن مصادر بحلف الاطلسي تقول ان من غير المرجح أن يشارك الحلف لان الولايات المتحدة لا ترغب بالالتزام بالمشاركة بقوات منها كما أن الحلفاء المهمين الاخرين منهكون.

واشنطن التي تعاني في كل من العراق وافغانستان ولا تحظى بشعبية في العالم العربي ليست لديها رغبة في لعب دور عسكري في لبنان الذي انسحبت منه عام 1983 بعد أن فجر حزب الله ثكنات عسكرية لقوات المشاة البحرية الخاصة بها وسفارتها ملحقا بها خسائر بشرية ضخمة.بريطانيا التي كانت تنادي بتشكيل قوة دولية ليست لديها نية للمشاركة فقواتها مشغولة بما فيه الكفاية في العراق وافغانستان والبلقان.وتقول هولندا ان لديها التزامات أخرى كثيرة للغاية.

لكن فرنسا وايطاليا والمانيا واليونان وتركيا المرشحة للانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي عبرت عن رغبتها المشروطة في الانضمام الى قوة لاعادة الاستقرار في لبنان اذا كان هناك وقف لاطلاق النار واتفاق سياسي وتفويض من مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة.معدلات التأييد الجماهيري للرئيس الفرنسي جاك شيراك التي سجلت انخفاضا قياسيا عادت للارتفاع مرة أخرى ويرجع ذلك جزئيا الى دبلوماسيته النشطة في الازمة وربما تستمتع باريس بدور اكبر في مستعمرتها السابقة دون وصاية اميركية من خلال حلف الاطلسي.

جنود يبكون عقب المواجهات في محيط مارون الراس امس وقال دبلوماسي بالاتحاد الاوروبي طلب عدم نشر اسمه "من الواضح أنه يجب نزع سلاح حزب الله لكن يجب الا ينظر الينا على أننا ندعم المصالح الاسرائيلية."وقالت فنلندا التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا وايرلندا وهما من الدول التي تسهم تقليديا بجنود في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة انهما ستبحثان فكرة نشر القوة.

وبالنسبة لاكثر المشاركين المحتملين بقوات فان ايجاد حل سياسي يتعامل مع مستقبل حزب الله سيكون ضروريا.وقال دبلوماسي بارز في الاتحاد الاوروبي ان "/نشر قوة لاعادة الاستقرار/ مسألة صعبة ومعقدة من حيث تكوينها ومن حيث التكليف الذي يجب أن تحظى به."وأضاف "من بين اكثر المناطق صعوبة نزع سلاح حزب الله. لا يمكن أن يتم هذا الا بموافقة حزب الله مما يعني أن أي مهمة لتحقيق السلام لا يمكن فصلها عن السياق السياسي الاوسع نطاقا."

ويرفض حزب الله التخلي عن أسلحته التي استخدمها للمساعدة في انهاء الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 2000 الذي دام لاكثر من 20 عاما لكنه يقول انه يريد التفاوض للتوصل الى اتفاق بشأن السبيل الامثل للدفاع عن البلاد. ويريد حزب الله انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا .وقال مسؤول تركي "اذا كلفت قوة السلام بنزع سلاح حزب الله فقد يخلق هذا احتمال وقوع اشتباك بين قوات الامم المتحدة وحزب الله."

وعبر مصدر في حلف الاطلسي عن شكوك مشابهة بشأن ما ستقوم به القوة الدولية وكيف ستتمكن من تجنب تصعيد جديد في القتال في غضون شهور قليلة.ويناقش وزراء خارجية (مجموعة الاتصال) للقوى الكبرى حول لبنان ومن بينهم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تسوية سياسية عالمية محتملة فضلا عن ضمانات أمنية خلال اجتماع في روما يوم الاربعاء.ولكن مع خوض القوى الغربية مواجهتين احداهما مع ايران بشأن برنامجها النووي والاخرى مع سوريا بشأن دورها المزعوم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري فمن غير الواضح ما هي الاساليب التي قد يستخدمونها لاقناع حزب الله بالتخلي عن أسلحته.

وقال دبلوماسيون انه اذا لم يتم نزع السلاح فان اطلاق حزب الله صواريخ تمر فوق رؤوس أفراد القوة الجديدة الى اسرائيل او محاولة التسلل عبر الحدود مجددا ما هي الا مسألة وقت على الارجح بالنظر الى ايديولوجيته وماضيه ومسانديه.وقال دبلوماسي بالاتحاد الاوروبي ان كابوسه الشخصي هو أن الدول الاوروبية قد ترسل رهائن محتملين ربما يقتلون أو يخطفون اذا تفاقمت المواجهات مع كل من طهران ودمشق.

انقرة تقول انه من السابق لاوانه التفكير في المشاركة في قوة دولية في لبنان

بدورهاعلن دبلوماسي تركي كبير اليوم انه من المبكر اتخاذ قرار بشأن مشاركة تركيا في قوة دولية قد تنشر في لبنان. وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته "ليس في امكاننا اتخاذ اي قرار لان الاوضاع غير مستقرة". واضاف "ما زال هناك حمام دم في المنطقة. فكيف ستكون تشكيلة هذه القوة؟ ومن يتخذ هذا القرار؟ وما هي مهمتها؟ كلها اسئلة تبقى بلا جواب".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الاحد عن مسؤولين اميركيين قولهم انه قد يتم تشكيل قوة دولية تنشر في لبنان قوامها 10 الى 20 الف عنصر توضع تحت امرة فرنسية او تركية. وقالت الصحيفة ان ايطاليا والبرازيل وباكستان والهند والمانيا قد تكون من الدول المساهمة في هذه القوة. وقال الدبلوماسي "في نهاية المطاف قد نشارك في هذه مثل القوة لكن ليس في وسعنا اتخاذ اي قرار في الظروف الحالية".

وكانت الولايات المتحدة واسرائيل دعت الاحد حلف شمال الاطلسي الى قيادة قوة دولية تنشر في جنوب لبنان لكن مصادر في الحلف اكدت ان المنظمة منشغلة بمهمات اخرى في البلقان وافريقيا والعراق وافغانستان.

الدنمارك لا يمكنها المشاركة في قوة تابعة للأمم المتحدة في لبنان

وبدوره ايضاأعلن وزير الدفاع الدنماركي اليوم أن بلاده المتواجدة عسكريا في جبهات عدة لا سيما في العراق وافغانستان وكوسوفو، ليس لديها الامكانيات للمشاركة في قوة حفظ سلام دولية جديدة تابعة للامم المتحدة. وقال سورين غاد الى محطة التلفزيون الوطنية "تي في-2" "لا يمكننا ان نتواجد في كل مكان في الوقت ذاته. نحن متواجدون اصلا في العراق وافغانستان وكوسوفو حيث نشرنا معظم جنودنا المدربين" (للمشاركة في المهمات الدولية). وقال الوزير انه "لا تزال هناك مهمات اساسية يجب القيام بها في هذه البلدان"، مشيرا الى انه "في الوقت الحالي" لا يتوقع "مشاركة دنماركية كبيرة في لبنان في المستقبل القريب".

واوضح وزير الدفاع ان 129 جنديا دنماركيا يشاركون حاليا في عمليات دولية، وقد تعهدت الدنمارك ارسال قوات الى السودان في اطار قوة حفظ سلام دولية تابعة للامم المتحدة في هذا البلد. واضاف "اكثر ما يمكن ان نقوم به هو نشر وحدة متخصصة في مجال الاتصالات مثلا" في لبنان. واعلن الحزب الاجتماعي الديموقراطي ابرز حزب معارض، معارضته لآراء وزير الدفاع الليبرالي.

واقترح المتحدث باسم الحزب وزير الخارجية السابق موغينز ليكيتوفت نقل القوات الدنماركية من العراق الى لبنان لحل مسالة النقص في عدد الجنود. وقال في بيان "يجب الاعتراف بان وجودنا في العراق ليس مجديا كثيرا (وعلينا) بالتالي سحب جنودنا". واضاف ان المساهمة الدنماركية في لبنان هامة "جدا" لانها "ستشرف الدنمارك بعد مشاركته المشكوك بها في العراق" الى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف