الجيش الإسرائيلي لوقف العمليات البرية والساسة لمواصلتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صراع داخليسياسي - عسكريوشتائم متبادلة في الكنيست
الجيش الإسرائيليلوقف العمليات البرية والساسة لمواصلتها
حكايات شباب يتآلف مع القصف اليومي
اسرائيل: مؤتمر روما ضوء اخضر لمواصلة هجومنا على لبنان
المحللون الإسرائيليون يتحدثون عن ورطة بلبنان
أولمرت: الهجوم على لبنان لن يستمر أشهرا
هل تقدر إسرائيل على إحراز الانتصار؟
أهالي الجنديين الأسيرين لدى حزب الله يتطلعون إلى تدخل فرنسا
اسرائيل ترفض وقف النار والحزب يحمل واشنطن فشل مؤتمر روما
بشار دراغمة من رام الله:تعكس الحرب الإسرائيلية على لبنان بشكل عام، خروجا عن المألوف في الأروقة العسكرية والسياسية في إسرائيل، إذ ينجر سياسيون حديثو العهد - لازالوا بحكم الاجنة - ورا قادة عسركيين متحمسين لهذه الحرب، فيما يحاولرئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الحرب عمير بيرتس إثبات الذات. من الجانب الآخر، يدرك السياسيون والعسكريون الإسرائيليون أن الوغل برّا في الأراضياللبنانية أدخل الجيش الإسرائيلي في مرحلة استنزاف. وفي داخل الكنيست الإسرائيلي، تعلو أصوات انفجارات - لكن من نوع مختلف عن تلك التي تسمعها في جنوب لبنان. أصوات وصلت الى حد تبادل الاتهامات بخيانة إسرائيل ووصف بعض النواب بأنهم طابور خامس. مشهد بات شبه يومي تشهده الجلسات الطارئة للكنيست الإسرائيلي.ودخل الجيش الإسرائيلي في مواجهة لم تكن في الحسبان في قرية بنت جبيل، التيسقط فيها ثمانية قتلى بحسب ما افادت اسرائيل، فيما أشار حزب الله الى سقوط 13 قتيلا. وكانت المفاجأة الكبرى لدى إسرائيل في بنت جبيل أنها تقاتل أشخاصا مسألة الدفاع لديهم عنالقرية كانت مسألة حياة او موت.
المحلل السياسي الإسرائيلي والكاتب الدائم في صحيفة هآرتس عوزي بنزيمان يؤكد أن السيناريو نفسه يتكرر في حرب 2006 مع تلك الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد لبنان في العام 1982، موضحا أن كلتا الحربين قامتا على مكيدة من الجيش والمستوى العسكري في إسرائيل نصبها للسياسيين، موضحا أنه في العام 82 كان أرائيل شارون وزيرا للحرب حيث وضع بالتعاون مع رئيس هيئة أركان الجيش في حينه خطة خفية لم تكن الحكومة تعلم بها. ويعتبر بنزمان أن الحدث نفسه تكرر في هذه الحرب مع اختلاف بسيط هو أنه لم يكن هناك شيء خفي في الحرب الجديدة وسلم السياسيون أنفسهم للمستوى العسكري بسبب انعدام تجربتهم في المجال الحربي.
ويعتبر بنزمان أن قرار إدخال قوات برية كبيرة الى جنوب لبنان، وتحديد أهداف آخذة في الابتعاد عن الخط الحدودي أمامها، يبدو وكأنه اشتقاق للديناميكية العسكرية أكثر من كونه نتاجا للتفكير السياسي المدروس. وأضاف:" ما أن تبدد الأمل بتصفية قدرة حزب الله على اطلاق الصواريخ بواسطة سلاح الجو وحده، وجدت القيادة العليا للجيش نفسها متحمسة ومندفعة الى تلبية التوقعات المعلقة عليها، ولذلك تقوم بتجنيد وحدات الاحتياط وتدفع بألوية المشاة والمدرعات الى لبنان".
وأوضح أن هذه القيادة قد تصل الى الاستنتاج بأنه لا يمكن إسكات قوة حزب الله النارية من دون سوريا، وقال:"هذا لا يعني أن هذا هدف هيئة الاركان، وأن رئيس الوزراء ليس على قناعة بأنه سيعرف كيف يضغط على الكوابح في الموعد المحدد. هذا يعني أن لهذه الحرب منطق داخلي خاص بها وقادر على جر صانعي القرار الى اماكن لم يقصدوا الذهاب اليها مسبقا".
الخبير الإسرائيلي والمحلل العسكري زئيف شيف قال أن إسرائيل استخلصت عبرها من هذه الحرب ومن تلك العبر أن حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله ضد اسرائيل تتواصل دون توقف، ولا يوجد ما يؤشر الى ابطاء في الهجمات على أهداف مدنية في اسرائيل، موضحا أنه رغم الضربات الشديدة التي وجهت لحزب الله من الجو ومن البر، فلا توجد بعد اصابة جوهرية لقدرة المنظمة العسكرية، ومع أن حزب الله اُضعف عسكريا، الا انه لم يفقد بعد ارادة القتال. ويضيف شيف:"رجاله يقاتلون ولا يفرون. ومنظومة التحكم لدى حزب الله اصيبت؛ و "قلعته" في الضاحية الجنوبية من بيروت تحطمت. زعماؤه مطاردون ومختبئون، ولكنهم في معظمهم لم يصابوا بأذى".
وتحدث شيف عن منظومة الصواريخ قصيرة المدى في الجنوب اللبناني وقال أنها تضررت ولكنها بعيدة عن الانهيار. أما منظومة الصواريخ بعيدة المدى فقد اصيبت بشدة بالهجمات الجوية لكنه لديه المزيد منها.
ويعتبر شيف أن العمليات الجوية الاسرائيلية مؤلمة جدا لحزب الله، ولكنها مؤلمة ايضا للبنان ومواطنيه. ويتبين ما كان ينبغي ان يكون معروفا منذ زمن بعيد - ان لا تكفي القوة الجوية لوضع حد لتهديد الصواريخ. وكان ذلك السبب الرئيس لعمليات القوة البرية. معتبرا أن أحد أهداف الحملة كان ابقاء سوريا خارج دائرة الحرب. وهذا نجح حتى الان. وسوريا تشك، وأدخلت قواتها في حالة تأهب، كل ذلك دفع إسرائيل إلى استخلاص العبر مما جرى وإعادة مخططها بشكل سريع بشأن طريقة شن الحرب على لبنان
في غضون ذلك، بدأ قادة الجيش الإسرائيلي يدرسون بشكل جدي وقف الحرب البرية التي تشنها إسرائيل على بنت جبيل في أعقاب تحطم معنويات الجنود هناك على إثر مقتل عدد من الجنود حسب اعتراف الجيش الإسرائيلي.
وتكونت لدى قادة الجيش الإسرائيلي الذين يشرفون على الحرب البرية أن مثل هذا الهجوم غير مجد وأنه سيكبد إسرائيل المزيد من الخسائر في حال استمراره. بينما يرى جزء آخر من قادة الجيش أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب من دون اللجواء إلى معارك برية حتى لو وقع فيها خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وعبر قادة في جيش إسرائيل عن خشيتهم من أن ما حدث في بنت جبيل سيمنع عمليات عسكرية برية مستقبلا. ووفقا لما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية فأن الجيش سيفحص عن طريق لجان فحص وتحقيق "كيف استطاع مقاتلو حزب الله الحاق هذه الخسائر كلها بالجيش الإسرائيلي من دون أن يتعرض تنظيم حزب الله لخسائر حقيقية وكذلك كيف لم تستطع الاستخبارات معرفة طبيعية المواجهة التي سيلاقيها الجيش".
الكنيست الإسرائيلي منقسم والشتائم المتبادلة تعلو
وفي داخل الكنيست الإسرائيلي، تعلو أصوات انفجارات من نوع مختلف. أصوات وصلت الى حد تبادل الاتهامات بخيانة إسرائيل ووصف بعض النواب بأنهم طابور خامس. مشهد بات شبه يومي تشهده الجلسات الطارئة للكنيست الإسرائيلي. ففي الوقت الذي يصطف فيه النواب اليهود إلى جانب بعضهم في تأييد الحرب على لبنان، يقف في الجهة المقابلة النواب العرب الرافضين لهذه الحرب بينما الاتهامات والشتم والقذف والاتهام بالخيانة لا تتوقف خلال هذه الجلسات.
وفي هذا الإطار، شن عضو الكنيست ايفي ايتام من حزب المفدال الديني المتطرف هجوما على النواب العرب وتحديدا النائبين عن الحركة الإسلامية عباس زكور وابراهيم عبد الله واتهمها بخيانة إسرائيل. وقال لهما :" انتما تقوما بخيانة سافلة لدولة إسرائيل وتصطفون وراء العدو لانكم طابور خامس ويجب ليس فقط سحب عضويتكما من الكنيست بل سحب الجنسية منكما أيضا".
من جهته، أوضح زكور لـ(إيلاف) في هذا الإطار أن ما حدث ليس غريبا أن يخرج من "رجل عنصري مثل إيتام" وأضاف: "نحن ندرك أن كل الأطياف السياسية الإسرائيلية تقف ضدنا إلا ما ندر وكلهم يعتبروننا خونة وطابور خامس ويقولون أننا نعمل لصالح لبنان في هذه الحرب". واضاف أن النواب العرب ردوا على تصريحات إيتام بـ: "أمثالك يا ايتام هم مصاصي الدماء.
وأكد زكور على أن ايتام يتمتع بعنصرية عالية جدا خاصة وانه قال أنه سيعمل كل ما بوسعه من أجل ترطهم النواب العرب من الكنيست. وأضاف : "نحن نعرف القانون جيدا ونحترم القانون لكن لا يمكن أن نقبل بحرب ضد المدنيين والأطفال الأبرياء فما يجري في لبنان اعتداء غاشم وحرب ظالمة ضد المدنيين". وقال:" هل حققت الحرب نتائجها بقتل الأبرياء ونزوح نصف مليون شخص عن بلداتهم وقراهم".
وبين زكور أن إسرائيل ستمضي في حربها ضد لبنان لانها حتى الآن مهزومة في المعركة وقال: "شعورها بالهزيمة يدفعها نحو الاستمرار في هذه الحرب".
سجل حافل بالشتائم المتبادلة
الشتائم داخل الكنيست باللغة العبرية كانت في بالغ الغرابة ولم يشهد الكنيست مثلها من قبل. ومما سجلته الجلسة الطارئة نرصد بعض تلك المشاهد كما وصلت إيلاف من مكتبي النائبين زكور وعبد الله:
*إيفي إيتام: "سأعمل كل جهدي لطردكم من الكنيست، ولسحب الهوية الإسرائيلية منكم. أنتم لا تستحقون حمل الهوية الإسرائيلية. هويتكم تابعة لحماس، تابعة لحزب الله، هكذا هويات يجب أن تحملوا".
*إبراهيم عبد الله: "نحن سنبقى وأنت ستطير".
*عباس زكور: "هويتنا عربية إسلامية، ونحن فخورون بها. أنت رجل دماء وحرب".
*إيتام: "في مثل هذا اليوم، بدلا من أن يغلقوا أفواههم، يردون عليّ".
*إبراهيم عبد الله: "أنت أغلق فمك. إخرس".
*إيتام: "إخرسوا، إخرسوا، إذهبوا إلى الزاوية المظلمة الداعمة لحزب الله ولحماس، فهي تناسبكم. مرة وإلى الأبد إخرسوا. كفاكم تحريضا، كفاكم مقارنات، كفاكم وقاحة. يجب طردكم من هنا. أنتم غير جديرين بأن تجلسوا هنا".
*إبراهيم: "أمثالك من المتطرفين يجب أن لا يكونوا هنا".
*عباس: "نحن كنا في وطننا قبلك وقبل غيرك، أنت الطارئ ونحن الباقون".
وهنا تدخل رئيس الجلسة لتهدئة الأجواء الساخنة والعاصفة، ورغم ذلك وعندما حاول إيتام إكمال حديثه بقوله: "في نهاية الأمر.. أعتقد.."، هنا قاطعة الشيخ إبراهيم قائلا: "أنت يجب أن تخرس، ليس إلا".
بشارة ليس خارج المواجهة
إلى ذلك، العضو العربي في الكنيست عزمي بشارة ليس خارج هذه المواجهة ومن يشن التحريض ضده بسبب مواقفه الرافضة للحرب النائب من حزب كديما مجلي وهبي. فكرس وهبي وسائل الإعلام الإسرائيلية من أجل مواجهة حزب التجمع الوطني الذي يقوده النائب عزمي بشارة. وهبي لم يكتف بذلك بل اتهم بشارة بتلقي أموالا من حزب الله وأن خطاب بشارة أسوء من خطاب نصر الله. وقد لجأ إلى ترجمة بيان للتجمع دعا للمشاركة في مظاهرة ضد الحرب على لبنان ووزع هذا البيان على أعضاء الكنيست اليمينيين المتطرفين ليشنوا بدورهم هجوما على بشارة.