أخبار

مشتك في محكمة صدام: قتلوا والديّ وعمري 10 سنوات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الافراج عن صحافية عراقية أوقفت قبل أيام في

وزير دفاع صدام : كنت مسؤولا عن حملة الأنفال

محكمة صدام: الإدعاء يتهم القاضي بتحويلها منبرا للمتهمين

بوش لم يتحدث عن صلة مباشرة بين صدام والزرقاوي

الجيش الأميركي: القاعدة تؤثر على المسلحين

دفاع صدام: المحكمة تسعى لاقصاء المحامين العرب والاجانب
اكراد يحرقون العلم العراقي بعبارة "الله اكبر"

صدام: انا اشبه بأسد حصر في القفص

صدام : سحقنا وسنسحق رأس كل تمرد

محكمة صدام تستمع إلى شهود جدد اليوم

محامي طارق عزيز : مسلحون قتلوا مساعدي

أسامة مهدي من لندن: أكد مشتك كردي امام المحكمة الجنائية العراقية العليا التي اجلت جلساتها الى يوم غد الخميس انه لا احد في العالم يستطيع تعويضه عن قتل النظام السابق لوالديه عندما كان عمره 10 سنوات .. فيما اقر سلطان هاشم وزير الدفاع السابق انه كان مسؤولا عسكريا عن حملة الانفال .. بينما طلب رئيس هيئة الادعاء العام لدى استئناف محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين اليوم بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد فيما عرف بحملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 من رئيسها عبد الله العامري التنحي عن القضية واتهمه بالانحياز الى صدام من خلال السماح له بتحويل المحاكمة الى منبر سياسي له.

وفي جلسة بعد ظهر اليوم استمعت المحكمة الى المشتكي الثالث وهو السادس عشر منذ بدء المحاكمة في الحادي والعشرين من الشهر الماضي فقال ان الطائرات العراقية قصفت قريته بالاسلحة الكيمياوية في تاريخ لايعرفه لانه لايقرا ولايكتب واشار الى انه هرب نتيجة ذلك مع عائلته الى ايران . ثم صدر عفو من الحكومة العراقية فعادوا الى منطقتهم بشمال العراق لكنهم اعتقلوا في اوضاع سيئة وقاموا بفصل وليده كمال وجمال عنهم كما فصلوا النساء الجميلات ثم اقتادوا الجميع الى معتقل نقرة السلمان الصحراوي عدا الشباب الذين ابقوهم في المعتقل . وقال ان الاوضاع المعتقل كانت سيئة جدا ومات العديد منهم ودفنوا في الصحراء وقامت الكلاب باستخراج جثثهم والتهامها.. وبعد 8 اشهر صدر عفو اخر فاقتيدوا الى مدينة السليمانية الشمالية حيث اطلق سراحهم . واشار الى انه لايعرف لحد الان مصير ولديه وعرض صورتين لهما . وقدم شكوى ضد صدام وعلي المجيد واعوانهما طالبا التعويض .

اما المشتكي الرابع اليوم فهو صلاح قادر محمد امين من مواليد 1978 يسكن قرية مالوما قرب السليمانية التي قال انه كان مع اخوته في زيارة لها مع عائلته فسمع ان الطائرات العراق قد قصفت قريته مما ادى الى هرب سكانها وبينهم افراد عائلته الى ايران لشهرين حين صدر عفو رسمي فعادوا وسلموا انفسهم الى السلطات لانهم يرغبون في العيش على الاراضي العراقية وليس الايرانية لكن السلطات اعتقلت افراد العائلة ونقلتهم الى اربيل . وقال انه بعد ستة اشهر اطلق سراح كبار السن وابلغته جدته ان السلطات فصلت الشباب عنهم . واكد انه لايعرف عن والديه شيئا منذ ذلك الوقت حتى ابلغ ان رفاتهما وجدت في مقبرة جماعية بالقرب من الموصل .. ثم عرض الادعاء العام هويتيهما اللتين عثر عليهما في المقبرة ايضا . وقدم المشتكي باكيا دعوى ضد صدام والمجيد وقال انه لا احد يستطيع تعويضه عن والديه عندما كان عمره عشر سنوات حين اختفيا .

وقد رد سلطان هاشم بان قرية المشتكي تقع ضمن الحود الشريطي مع ايران وقد تم تعويض جميع المتضررين هناك نتيجة العمليات العسكرية .

جلسة اليوم الصباحية

وفي مداخلة له عقب انتهاء المشتكي الاول من اقواله في جلسة اليوم السادسة اقر سلطان هاشم بانه كان قائدا لحملة الانفال بالمشاركة مع قوات الفيلق الخامس كما ناقش المشتكي في الطرق التي سلكها الهاربون الى ايران ونوعية الطائرت التي هاجمت قريته . واشار الى انه كانت هناك وثائق لدى وزارة الدفاع تؤكد ان الطائرات الايرانية كانت تهبط بالقرب من هذه القرى ايام التمرد الكردي لايصال مواد غذائية الى الجنود الايرانيين الذين احتلوا المنطقة.

وفي الجلسة الصباحية اليوم اشار المشتكي الاول حمة لاو مجيد احمد وهو الرابع عشر الذي تستمع له المحكمة منذ بدء النظر بهذه القضية في الحادي والعشرين من الشهر الماضي انه كان يسكن قرية سركلو حين تعرضت وقرى مجاورة لقصف الطائرت بالاسلحة الكيمياوية لدى بدء حملة الانفال واشار الى ان هذه القرى كانت تتعرض لقصف متقطع بين الحين والاخر منذ عام 1982 . واشار الى ان قصف قرى منطقته خلال حملة الانفال استمر 20 عاما الامر الذي دفع سكانها الى الهرب نحو الحدود الايرانية وكان بينهم اقارب له فقامت القوات العراقية بمهاجمتها ونهبها وتهديمها بالمواد المتفجرة وحتى المساجد هدمت .

واوضح ان الهاربين ظلوا في القرى الايرانية لمدة 20 يوما عندما القت الطائرات العراقية منشورات تعلن صدور عفو عام عنهم فبداوا بالعودة الى قراهم فالقي القبض عليهم من قبل القوات العراقية ونقلوهم بالسيارات الى مدينة اربيل حيث ادخلوا السجن فانقطعت اخبارهم . واشار الى ان السلطات افرجت عن احدهم بعد ستة اشهر بسبب مرض زوجته فاخبره ان اقرباءه مازالوا في ذلك السجن ..

وعلم بعد ستة اشهر اخرى انهم رحلوا الى معتقل نقرة السلمان الصحراوي الى ان افرج عن اثنين من اقاربه اللذين عادا الى السليمانية من دون طفليهما فابلغاه ان طفليهما قد ماتا من الجوع في المعتقل وقد قام احد الحراس بدفنهما في مكان قريب لكن الكلاب عادت فنبشت القبر واخرجت الجثتين . واكد انه لايعرف لحد الان مصير عدد من اقاربه الذين كانوا معتقلين .. لكن المدعي العام ابرز هويات هؤلاء موضحا انها وجدت في مقبرة جماعية بالقرب من مدينة الموصل الشمالية .

اما المشتكي عمر عثمان محمد (مواليد 1964 ) وهو متقاعد ويسكن في مدينة السليمانية فقد اشار الى انه عندما بدات حملة الانفال في شباط (فبراير) عام 1988 كان مقاتلا في قوات البيشمركة حين بدا هجوم القوات العراقية من اربع جهات في منطقة سركلو التي كانت مقر الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة الرئيس الحالي جلال طالباني) وقد استمرت مقاومة البيشمركة لمدة شهر برغم استخدام تلك القوات لمختلف انواع الاسلحة ومنها الكيمياوية مما ارغم البيشمركة على الانسحاب بعد مقتل عدد من المقاتلين والمدنيين . واضاف انه بعد شهر عادت الطائرات لقصف مواقع الهاربين الذين تمزقت اجسادهم وذكر اسماء بعضهم . واضاف ان عددا من المصابين وكان هو من بينهم قد عولجوا من الكيمياوي في مستشفيات ايرانية بطهران حيث كانت عيناه محتقنتان وبعد ذلك غادر الى دمشق وارسل تقارير الى منظمات طبية انسانية في المانيا الى ان حصل على موافقة بدخولها حيث عولج هناك ايضا لمدة ستة اشهر عام 1990 الى ان حصل على اللجوء السياسي فيها من اجل العلاج . ثم عرض على المحكمة الاصابات البليغة التي ظهرت على جسده والتي قطع التصوير خلالها بطلب من المشتكي الذي قال انه يخجل من عرض جسده .

الادعاء يطالب القاضي بالتحي

وفي بداية جلسة اليوم الصباحية قال رئيس هيئة الادعاء العام منقذ آل فرعون ان القاضي في الوقت الذي يضغط على الادعاء وعلى محامي المشتكين يسمح للمتهمين ومحاميهم بتوجيه اسئلة استهزائية وغير منتجة الى المشتكين كما سمح الى احد المتهمين في اشارة الى صدام حسين بتوجيه تهديدات للمحكمة وللمشتكين الامر الذي حول المحكمة الى منبر سياسي لهم . واشار الادعاء الى ان تصرف القاضي هذا منح المتهمين جانبا من السماح بابداء الراي لصالحهم ولذلك فان هيئة الادعاء تطلب منه التنحي عن النظر في القضية المعروضة .

ورد القاضي بانه غير منحاز ولكنه حريص على تحقيق المساواة بين اطراف القضية. ثم اعترضت محامية المشتكين على السماح للمتهمين بالتجاوز على المشتكين وعلى ابناء الشعب الكردي الامر الذي يخالف العدالة ويؤثر على هيبة القضاء العراقي . فرد القاضي انه مسؤول عن ادارة جلسات المحكمة وضبطها وله خبرة في القضاء تتجاوز ربع قرن ويعرف صلاحياته وحدود تصرف المتهمين والمشتكين .

وكان صدام حسين اشتكى امس من تجاوزات حصلت عليه من خلال تلفظ بعض المشتكين بكلمات غير لائقة ضده . وقال انه يوجد في قفص الاتهام الان رجال قادوا العراق واضاف " اعتقد وانتم تعرفون ذلك انه ليس هناك قوة في الكون تستطيع ان تهز شعرة في شاربي بالباطل .. نحن هنا اعتمدنا منهجا على احترام بعضنا .. لكن اليوم حصلت تجاوزات كثيرة .. وانا الان اشبه بالاسد الذي دفع الى القفص ولكني استطيع ان اعمل شيئا ولو بسيطا " . ثم استعرض اتفاقه مع شاه ايران الذي كان يدعم الاكراد عام 1975 على انهاء المشاكل بين البلدين وقال انه بعد اذاعة بيان الاتفاق القى الاكراد 120 الف قطعة سلاح على الارض وهذا ما يعني انه لاتوجد مشكلة حقيقية بين العرب والاكراد في العراق . واضاف انه منح الحكم الذاتي للاكراد وعقد صلحا مع زعيم الحركة الكردية انذاك مصطفى البارزاني . واشار بالقول "لكن بعض الالسن تتجاوز علينا الان .. ولااعتقد انكم تريدون ازعاجنا وزعلنا .. لاننا هادئين ولكن اذا ازعجتونا سيحصل مايحصل".

المتهمون والتهم

والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988.

ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.

وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل.

وقد سميت الحملة "الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف