دمشق تواجه تحديات أمنية جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقتل العنصر الرابع في الهجوم على السفارة الاميركية بدمشق
وصول وزير الخارجية السوري الى هافانا
تلغراف: الإرهاب الإسلامي يغزو سورية
واشنطن ودمشق: مغازلة .. أم منازلة؟
رايس تشكر سوريا على صد الهجوم على السفارة الاميركية في دمشق
الوزير بسام عبدالمجيد من منطقة الحادث:
السفارة الاميركية في دمشق هوجمت بسيارات مسروقة
أدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة من المهاجمين واحد عناصر مكافحة الإرهاب السوريين فيما لم يصب أي من الدبلوماسيين في السفارة بأذى. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان قوات مكافحة الإرهاب السورية "أحبطت (...) عملية إرهابية قامت بها مجموعة تكفيرية" كانت تنوي تفجير سيارة مفخخة أمام السفارة الاميركية في حي ابو رمانة وسط دمشق. كما ذكرت سلطات الأمن السورية ان المجموعة المسلحة حاولت اقتحام مقر السفارة الأمريكية مستخدمة الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، بعد ان اشتبكت مع "العناصر المخصصة لحماية السفارة".
الهجوم، الذي تصدت له قوات الأمن السورية، ليس الأول خلال الأشهر الماضية. فقد أحبطت أجهزة الأمن السورية الكثير من الهجمات في دمشق وغيرها من المدن السورية عن طريق مداهمات أمكان تواجد الجماعات المسلحة هناك. الجدير بالذكر ان آخر هجوم شهدته دمشق وقع في الثاني من حزيران(يونيو) الماضي على بعد أمتار من ساحة الأمويين التي تضم إضافة إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون العديد من المباني العامة بينها مكتبة الأسد الوطنية ودار الأوبرا. وأعلنت حينها قوات الأمن السورية انها تصدت "لمجموعة إرهابية متطرفة" في قلب العاصمة السورية ما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر المجموعة وإصابة اثنين بجروح وإلقاء القبض على أربعة آخرين، في حين قتل عنصر من قوى الأمن.
هوية المتورطين ما تزال مجهولة
الدكتور ميشائيل لودرز خبير في شؤون الشرق الأوسطلم ترد حتى الآن معلومات عن هوية المتورطين في الهجوم الأخير او عن الجهة التي تقف خلفه. ورغم ان بعض جماعات المعارضة السورية تحدثت من جانبها عن إمكانية تورط الحكومة السورية وأجهزة الأمن السورية في تدبير الهجوم، ولكن الخبير الالماني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور ميشائيل لودرز، الذي التقاه موقعنا يرى ان " من الغباء ان يتورط النظام السوري في مثل هذا الهجوم". ويعتقد لودرز ان هناك مجموعة إسلامية متشددة متورطة في الهجوم، التي يمكن ان تكون قد تسللت من العراق. أتى الهجوم متزامناً مع مرور الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، الأمر الذي يثير التكهنات بعلاقة محتملة بين تهديد القاعدة الأخير على لسان الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري ولكن لودرز يرى ان من المبكر الحديث عن علاقة من هذا النوع، و يذهب إلى الرأي بأنها جماعة إسلامية صغيرة. الهجوم الأخير لا يوجه رسالة إلى الحكومة السورية فحسب، بل إلى الغرب وواشنطن بالدرجة الأولى. يعتقد لودرز ان هناك ثمة رسالة موجهة إلى واشنطن يمكن قراءتها بين سطور الحدث من خلال التزامن مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر. أما الرسالة الاخرى الموجهة إلى دمشق فهي "انتم هدف لنا حالكم في ذلك حال الأمريكان"، كما يقول لودرز.
علاقات متوترة رغم الامتنان الأميريكي
العلاقات المتوترة بين واشنطن ودمشق تمر بالكثير من القضايا العالقة تتسم العلاقات بين واشنطن ودمشق بتوتر شديد. فواشنطن اتهمت دمشق في أكثر من مناسبة بدعم الجماعات المسلحة في العراق. ويحمل المسؤولون الأمريكان دمشق بدعم حالة عدم الاستقرار الأمني في العراق عن طريق فتح الحدود أمام المقاتلين العرب الذين يعبرون حدود سوريا مع العراق للانضمام لهذه الجماعات. ولكن هذه الاتهامات لا تنتهي عند ذلك فواشنطن تتهم الحكومة السورية بعدم الجدية في منع تدفق الأسلحة الإيرانية لحزب الله اللبناني. من جانب آخر فأن الإدارة الأمريكية تقف إلى جانب إسرائيل في توجيه اتهامات أخرى لدمشق في تقديم الدعم المادي والمعنوي لحركة حماس الفلسطينية. الهجوم الأخير يتزامن مع تصعيد للتوتر بين دمشق وواشنطن على خلفية الغضب السوري من الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للهجوم الإسرائيلي الأخير على لبنان. ورغم امتنان البيت الأبيض لطريقة تعامل سوريا مع الهجوم، ورغم وعد دمشق بالتعاون التام مع واشنطن في مجال الأمن، فأن لودرز يرى ان الهجوم لن يؤثر ايجابياً على العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين. فواشنطن مازالت تنظر إلى سوريا على انها احد أعمدة "محور الشر"، كما انها غير مهتمة بتطبيع العلاقة مع دمشق، لا سيما وأنها تمر عبر محطات اخرى خارج سوريا، تبدأ هذه المحطات بالملف العراقي وحزب الله ولكنها لا تنتهي بملف حماس.
تأثيرات على الوضع الداخلي
الوضع الداخلي السوري ينذر بتداعيات جديدةللهجوم تأثيرات حتمية على الوضع السياسي السوري الداخلي. فقد اتهمت بعض جماعات المعارضة السورية دمشق بالوقوف وراء الهجوم. فمن خلال الهجمات الأخيرة التي أحبطتها أجهزة الأمن السورية فأن دمشق تجد نفسها قبالة "عدو جديد"، متمثل بالجماعات الإسلامية المتشددة، كما يرى لودرز. يمكن ربط هذه الجماعات المتشددة بالإسلاميين الذين يتم قمعهم منذ أحداث حماة عام 1983. ولكن لودرز يرى ان هذه الجماعات قد نظمت نفسها مجدداً لتشكل تحديداً جديداً أمام حكومة دمشق، بالأخص مع استغلال عدم الاستقرار في العراق "كفناء خلفي" للمتشددين الاسلاميين، يتيح لهم إمكانية التسليح والتخطيط للهجمات.
سوريا وعدم الاستقرار الأمني في العراق
على الرغم من الاتهامات الكثيرة الموجهة إلى دمشق من قبل واشنطن ولندن بالإضافة إلى بغداد بدعم الجماعات المسلحة الناشطة في العراق، فإن سوريا اليوم تبدو بالتأكيد غير بعيدة عن حالة عدم الاستقرار في العراق. وعن إمكانية وجود تأثيرات عكسية للدعم السوري للجماعات المسلحة يرى لودرز ان سوريا انتقدت رسمياً التمرد المسلح في العراق، ولكن هذا لا يعني عدم وجود استعداد سوري لدعم هذا التمرد. ويذهب لودرز إلى القول ان الوضع قد يكون خرج عن السيطرة. وفي حالة ثبوت ذلك فأن الهجوم يسلط الضوء على خطورة غياب الأمن في العراق، الذي يمكن ان يمتد إلى الدول المجاورة فاليوم سوريا وغداً الأردن أو تركيا.